الكاتب أمين معلوف: "على الغرب أن يتصالح مع مبادئه في تعامله مع الآخرين"

الكاتب أمين معلوف: "على الغرب أن يتصالح مع مبادئه في تعامله مع الآخرين"
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أمين معلوف الكاتب الفرنسي من أصل لبناني نال جائزة أمير أستورياس للآداب في إسبانيا، عن مجمل أعماله ككاتب يدعو للتقارب والتعايش بين الحضارات وبين شعوب ودول حوض المتوسط،. هذه الجائزة لم تكن الأولى فقد نال قبلها جائزة غونكور الفرنسية والعديد من الجوائز الأخرى.

يورونيوز:
أمين معلوف أهلا وسهلا بك في يورونيوز

أمين معلوف:
شكرا

يورونيوز:
أمين معلوف نلت مؤخرا جائزة أمير أستورياس للآداب وهي أرفع جائزة أدبية في إسبانيا.طبعا وأعمالك الأخرى نالت أيضا عدة جوائز. هل لجائزة استورياس لها ميزة خاصة لديك؟ كيف تقيم هذه الجائزة؟

أمين معلوف:
بالفعل لها ميزة خاصة لأن لي علاقة قديمة وعميقة بأسبانيا. روايتي الأولى ليون الإفريقي بدأت في إسبانيا. الأندلس مرحلة مهمة في تاريخ الحضارة الإنسانية
مرحلة لقاء بين الحضارات، الحضارة العربية الإسلامية، الحضارة الإسبانية الأوروبية المسيحية، والحضارة اليهودية كذلك، التقت جميعا في إسبانيا في مرحلة مهمة وأعتقد أننا بحاجة اليوم للتذكير بتلك المرحلة.

يورونيوز:
أي هناك تلاقي حضارات، ولايوجد صراع حضارات هذا ما يمكن أن نفهمه؟

أمين معلوف:
أنا لا أؤمن بنظرية صراع الحضارات، وحتى ولو كان ما وصف بصراع الحضارات هو واقع، لكن يجب أن نقاومه، يجب أن لا نعتقد أن هذا هو مصير العالم، أن هذا مستقبل العالم، أن هذا هو الوضع الطبيعي للعلاقات بين الشعوب. هذا وضع شاذ ويجب أن نتخطاه، تخطته الإنسانية في مراحل أخرى، ومن الضروري أن نتخطاه في مرحلتنا. لأن العالم لا يمكن أن يستمر إلا إذا تخطينا هذا الصراع إلى نوع من التعايش ليس فقط بين الحضارات، بين الناس.

يورونيوز:
هل تعتقد أن الفضاء الأوروبي بتنوعه ومجموعة الدول التي تشكله هل يمكن أن يكون مثالا لهذه الفكرة أو تجسيدا لها؟

أمين معلوف:
يجب أن يكون الفضاء الأوروبي مثالا لأن أوروبا قادرة على حل هذه المشكلة لكن شعوري أننا لم نذهب في هذا الاتجاه بعد، يجب أن نقول للناس وبالذات للشباب أن التعايش هو شيء يتعلمه الإنسان طوال حياته ويتدرب عليه.

يورونيوز: هناك طبعا أربعة عشر مؤلفا صدرت لك منذ أن بدأت هذه الكتابة نلمس من قراءة هذه المؤلفات أنها ترتبط بخيط واحد هو التسامح، هناك فكر للمواطن العالمي، هل هي نظرة طوباوية بشكل أو بآخر لعالم جديد؟

أمين معلوف:
ربما تكون هي نظرة طوباية ولكننا اليوم بحاجة إلى هذه النظرة الطوباية. عالمنا اليوم تغير كليا، على الصعيد المادي ولم يتغير بما فيه الكفاية على صعيد العقليات قال شاعر عربي في القرن السابع إذا كنت من تراب فكلها أرضي وكل الأنام أقاربي. وأعتقد أن عصرنا الحالي يجب أن يبدأ بتنفيذ هذه الفكرة، فكرة أن مصير الإنسانية، مصير البشرية هو مصير واحد.

يورونيوز:
ولكن أنت تهاجم الغرب بعنف وتقول أنه وصل إلى مرحلة اللاأخلاقية في تعامله مع العالم الآخر.

أمين معلوف:
بالفعل أعتقد أن هناك إيمان بعدد من المباديء في الغرب ولكن أنتقادي للغرب، ليس فقط اليوم، ولكن طوال القرون الماضية أنه لا يطبق تلك المباديء السامية في علاقاته مع الآخرين، يعني بريطانيا في بريطانيا لم تكن كبريطانيا في الهند، وفرنسا في فرنسا لم تكن كفرنسا في الجزائر أو مدغشقر، بلجيكا كبلجيكا لم تكن كبلجيكا في الكونغو، والولايات المتحدة في بلادها دولة ديمقراطية عظمى، ولكن تصرفاتها في أمريكا اللاتينية، ومناطق أخرى من العالم لم ت كن تعبيرا عن تلك الديمقراطية.

يورونيوز:
كما حصل في العراق.

أمين معلوف:
في كل مكان، يجب أن يلتزم أصحاب المباديء بتلك المباديء ليس فقط ضمن حدودهم، ولكن كذلك تجاه باقي العالم.

يورونيوز:
أحدهم قال لي بأنك بكيت عندما سقط العراق؟

أمين معلوف:
لا ما أبكاني هو بداية الصراع الطائفي في العراق. هذا ما تعذبت وتألمت له. ما شاهدته في العراق في السنوات الأخيرة طبعا أبكاني.

يورونيوز: بعد الأزمة المالية في العالم لمسنا أن هناك هجوما على الرأسمالية، كما وصفتها بالرأسمالية المتوحشة، وبأن هذه الرأسمالية المتوحشة هي التي أودت بهذا العالم إلى هذه الكوارث. هل أن أمين معلوف الذي رسم المطرقة والمنجل على مفكرته عندما كان طالبا هو الذي يتكلم لنقل من وجهة نظر إشتراكية؟

أمين معلوف:
لا أنا أعتقد اليوم أن الفشل الذي منيت به الأنظمة التي سقطت مع سقوط جدار برلين هو درس تاريخي يجب أن نلتزم به. ليس هذا هو الحل. الحل هو من خلال الرأسمالية ولكن ليس أي رأسمالية. ليس الرأسمالية التي تعتبر أن الحياة الاقتصادية هي كازينو كبير يلعب فيه الناس بمصير الملايين. ما نحن بحاجة إليه اليوم هو حياه أقتصادية فيها حد أدنى من الإنسانية، من احترام الإنسان، من القيم.

يورونيوز:
أمين معلوف لنعد إلى الهويات. أنت لبناني، مسيحي، وعربي، فرنسي، أوروبي، أي من هذه الهويات أحب إليك؟

أمين معلوف: كان يقال في الماضي أن أعرابية سئلت: من أحب أبنائك إليك؟ فقالت المريض حتى يشفى، والغائب حتى يعود. وأقول الشيء نفسه بالنسبة لهوياتي. عندما يكون هناك مشكلات في لبنان فأنا أتألم وأشعر بأني لبناني أكثر، وعندما يكون هناك مشكلات في أوروبا أتصرف كأوروبي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مسجد باريس يتدخل بعد تداعيات حادثة المدير الذي تشاجر مع طالبة لنزع حجابها

شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا

17 أكتوبر 1961: "مجزرة الجزائريين" في باريس تعود إلى السطح وفرنسا تدرس تخصيص يوم لإحياء الذكرى