Newsletterرسالة إخباريةEventsالأحداث
Loader

Find Us

FlipboardNabdLinkedinفايبر
Apple storeGoogle Play store
اعلان

افغانستان: الضحيات المناضلات

افغانستان: الضحيات المناضلات
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

على مر السنين، أصبحت فارزانة شخصية مألوفة في المركز التقويمي علي آباد في العاصمة الأفغانية كابول. انها رئيسة قسم الأطراف الاصطناعية والأجهزة التقويمية.
المرة الأولى التي دخلت فيهاالمركز، كانت كمريضة قبل اربعة عشر عاما:

“في أحد الأيام بينما كنت ذاهبة لغسل الملابس، بالقرب من منزل عمتي. كانوا قد طهروا المنطقة من الألغام، كانوا واثقين من عدم وجود اي خطر… شعرت بالصدمة عندما انفجر لغم. فقدت ساقي ، وجرحت الأخرى، و يدي اصيبت ايضا. نقلت إلى المستشفى، واجريت لي العملية، اردت ان اعود الى بيتي رغم فقدان ساقي في المستشفى، انها بترت ، وكان ذلك أصعب. ظننت انني لم أعد قادرة على العيش والعمل بشكل طبيعي، في المجتمع وفي عائلتي. لم أكن أصدق ذلك. “ حياة فارزانة تغيرت حين قدم لها المركز ساقا اصطناعية. كانت بلا مورد أو تعليم، تم التعاقد معها في قسم الغسيل في المركز. فتوفرت لها فرصة للدراسة، بعد خمس سنوات من الدراسة.أصبحت رئيسة القسم، وأصبحت أيضا من بين المريضات المفضلات. -” أحاول التعامل معهم بلطف شديد، ابتسم لهم كثيرا، أحاول طمأنتهم. أشجعهم على عدم الاكتئاب، أقول لهم أن الأمور كانت يمكن ان تكون اسوء من هذا، يجب تقبل الواقع. أقول لهم أيضا ان الطرف الاصطناعية ليست كقطعة من الخشب. بمرور الوقت، ستصبح جزءا من الجسم، لذا يجب عليهم التوقف عن الاعتقاد بعدم وجود حل.”

في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، المركز يوظف بشكل خاص الأشخاص الذين أصيبوا نتيجة الحرب. وهذا ساعد فارزانة في التغلب على حالتها.انها لم تجد مثل هذه الراحة مع أقاربها. والدها لم يتقبل عجزها، رغم كونها العائل الوحيد لأسرة مكونة من ثمانية اشخاص .من أجلهم ، لم تتزوج . انها على قناعة بأن الرجل ليس بحاجة إلى امرأة معوقة.عملها هو العزاء الوحيد بالنسبة لها.

-“طالما بامكاني العمل في هذا المركز، مستقبلي سيكون أكثر إشراقا، ولكن الله وحده يعلم ما يخبئ لنا المستقبل . آمل أن تكون الأيام المقبلة أفضل لي ولعائلتي ولبلدي، ولشعب افغانستان “. نتوجه الآن إلى مقاطعة باميان. 200 كيلومترا غرب كابول.
انها واحدة من أكثر مناطق البلاد سلمية، لكنها أيضا واحدة من أفقرها. نفيسة تعمل هنا كقابلة مع الفرق الطبية المتنقلة التي أنشأتها إحدى المنظمات الأفغانية غير الحكومية.تسافر الى المحافظة لتوفير الرعاية الصحية للنساء في القرى النائية.
ا
-“في قريتي، زهرة حامل ..”.
-“حقا؟ زهرة حامل؟ ياله من خبرعظيم!”
-“سأذهب إلى القرية، وأقول لها انك هنا. إنهم لا يعرفون أنك تأتين الى هنا. يجب أن نقول لجميع النساء أن الطبيب هنا. سيقدمن لرؤيتك”.

بالنسبة لهؤلاء النساء، زيارة نفيسة ضرورية لأن المراكز الطبية بعيدة جدا.
العزلة تساهم في زيادة نسبة وفيات الأمهات، في بلد فيه اعلى معدلات الوفيات في العالم بعد سيراليون.كما في أماكن أخرى في أفغانستان، دفعت النساء والأطفال أيضا ثمن مأساة الحرب، على الرغم من ان هذه المقاطعة مستقرة نسبيا. نفيسة التي عاشت وكبرت في كابول، لا تنسى هذا.

-“كان وضعا في غاية الصعبوبة والخطورة . انا وعائلتي هاجرنا باستمرار من منطقة إلى أخرى، للعثور على شئ من الأمن. أحد إخوتي في الثامنة والعشرين من عمره، قتل خلال الحرب.”

على الرغم من الصعوبات، تمكنت نفيسة من انهاء دراستها وذلك بدعم عائلتها.
إنها تشعر بقوة حين تساعد النساء في بلادها.

-“المرأة لا تزال ضعيفة، ولا سيما في مناطق الحروب المستمرة. لا فرص لديهن للتعليم، لذلك ليس بامكانهن النجاح في تلك المناطق، كلما أخرج من المنزل كنت خائفة من هجوم انتحاري “.

على الرغم من انها تقول انها لم تعد تعيش في خوف في باميان، لا تعتقد نفيسة بامكانية حلول السلام الشامل قريبا في بلدها.

-“أعتقد أن هناك العديد من الدول التي تستفيد من الصراع في أفغانستان، وانها تسعى إلى إدامة الحرب، أنهم يتسببون بها ويشجعونها ويدربون المجموعات التي تتقاتل ضد بعضها البعض على أراضينا. تلك البلدان هي التي تستفيد من هذا الوضع.
الدول التي ترغب بإنهاء الحرب في أفغانستان لم تتمكن من ايقافها. لذلك اعتقد ان الحرب ستستمر. “

الحرب التي عاشتها فارزانة يوميا . سنلتقي بها في الجزء الأخير من الحلقة المخصصة لافغانستان عن النساء والحرب

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

بدء العام الدراسي في أفغانستان وسط حظر طالبان التعليم على أكثر من مليون فتاة

تقرير جديد للأمم المتحدة يؤكد أن النساء في أفغانستان خائفات ولا يشعرن بالأمان

"ممر إنساني" فرنسي لإجلاء نساء أفغانيات مهددات من حركة طالبان