قبرص بحاجة إلى خطة إنقاذ

قبرص بحاجة إلى خطة إنقاذ
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

في جنوب قبرص، fمدينة ليماسول، الكثير من الاشخاص بانتظار الحصول على وجبة الحساء المجانية.اشخاص محتاجون ولكن العوائل ايضا بدات بالتردد الى هذا المكان. هنا، الكنيسة الأرثوذكسية هي التي تقدم الوجبات المجانية. المسؤولون فيها قلقون من زيادة اعداد القادمين اليها لطلب الطعام.
قبرص بحاجة الى خطة انقاذ. فالبطالة ترتفع.
الاسباب تعود الى عدم وجود التنافس الاقتصادي والاستثمارات المصرفية الخاطئة وغياب الاصلاحات.وهناك من يلقي باللوم ايضا على سوق الاتحاد الأوروبي الحر.

غوستاس يقول:“في قبرص هناك مشكلة كبيرة الآن: الأمر يزداد سوءا، المزيد من الاشخاص يأتون إلى هنا لتناول الطعام لانهم لا يستطيعون الحصول عليه… 300 شخص تقريبا من مختلف الاعمار. (…) لا توجد وظائف في قبرص بسبب الأوروبيين الذين جاءوا من رومانيا وبلغاريا ومن كافة الانحاء…انهم يأخذون فرص عمل القبارصة. “

ولكن في الواقع المشكلة هي ان اقتصاد قبرص يعاني ايضا من الأزمة التي تعيشها اليونان. بالقرب من الكنيسة التي توزع الحساء، الحياة تبدو هادئة على شاطئ ليماسول.
خلال العقود الماضية، الجزء الجنوبي من الجزيرة المقسمة شهد معدلات نمو مذهلة وتدفقات نقدية هائلة من الخارج …لكن الكابوس اليوناني يلقي بظلاله المخيفة على جنة قبرص…
منذ أكثر من عام، قبرص، تعاني من الازمة اليونانية. لم تعد لديها امكانية الوصول الى الاسواق المالية الدولية واضطرت الى فرض رقمين على أسعار الفائدة لتمويل العجز في الميزانية الحالية .
حين بدات الكنيسة ببرنامج توزيع الغذاء في ليماسول، قبل تسع سنوات، قليل من كبار السن كانوا ياتون اليها. لكن عدد الأفواه الجائعة تضاعف والكثير من المدارس بدات تطلب مساعدة الكنيسة .

شاتزاكي، موظفة اجتماعية تقول:“الكثير من العائلات تاتي الى هنا. في العامين الماضيين، ازداد عدد القادمين الى هنا، للحصول على بعض المواد الغذائية لأنها خدمة مجانية، والسبب هو أن احد الوالدين فقد وظيفته (…) احيانا، الام والاب. ولم يعد باستطاعتهما اعطاء النقود لإطفالهم لشراء الطعام او الشراب في المدرسة . “ قبرص بحاجة الى خطة انقاذ اكبرمن نصف حجم اقتصادها.الكثير من الاشخاص ياتون الى وكالة التوظيف في نيقوسيا. معدل البطالة تجاوز العشرة بالمئة .
مقارنة مع اليونان، النسبة منخفضة . لكن مقارنة بالماضي ، البطالة لم تكن موجودة في قبرص .حاليا، الشباب مستعدون للذهاب الى الخارج للحصول على فرصة عمل.

اندرياس، عاطل عن العمل، نيقوسيا :“إن حالفني الحظ ، سأجد وظيفة في أوروبا، ربما في ألمانيا، في فرنسا … ربما …أبحث عن وظيفة في أستراليا أو كندا … ولكن للذهاب الى هذين البلدين يجب الحصول على تأشيرة ليس من السهل الحصول عليها. “
في اليونان، البطالة بين الشباب أعلى: (53٪) .
في قبرص، (29٪) بين الشباب الذين تبلغ اعمارهم اقل من خمسة وعشرين عاما . ألمانيا لديها اقل معدلات البطالة في اوربا، (8٪) .المتوسط ​​في الاتحاد الأوروبي، (22٪) …

إيانا، درست تصميم الرسوم البيانية. لم تجد وظيفة في اختصاصها، تبحث الآن عن وظيفة سكرتيرة. لكن مكتب توظيف العاطلين عن العمل لم يقترح عليها اية وظيفة.

ايانا تقول:“أبحث عن عمل منذ ستة أشهر . أصدقائي ايضا لم يتمكنوا من العثور على وظيفة. انها الأزمة، فقدت عملي في الشركة التي اضطرت إلى غلق احد محلاتها التجارية الثلاثة .”

البنوك القبرصية اقرضت الكثير من الأموال الى اليونان. ما يقدر بثلاثة وعشرين مليار دولار. وانها بحاجة الآن إلى إستعادة رؤوس اموالها. البنك الشعبى القبرصي، بنك لايكي تاثر بالبنك اليوناني بنسبة تصل الى اثنين وأربعين في المئة. (17% ) للبنك اليوناني و 34% للبنك القبرصي.

في العام الماضي، المستثمرون وافقوا على تخفيف الدين اليوناني، اي التخلي عن جزء منه.هذا ينطبق بشكل خاص على هذه البنوك القبرصية التي اشترت جزءا من السندات اليونانية … هذه السندات تعادل الآن خمسة وسبعين بالمئة من قيمتها الاصلية. انها كارثة مالية تسيطر على كافة النقاشات الحالية..

اندرياس:“هل هناك أي حل ممكن؟ … ما الذي سيحدث؟ هل اننا نفعل الأفضل ام الأسوء أم ماذا؟”

الكسندر ابوستليد:” هناك فشل في التخطيط الاقتصادي: الحكومة اتخذت قرارات كانت تتوقع منها الإنتعاش. كان من الواضح عدم وجود اي انتعاش في اوربا … اشعر بالقلق بسبب الانتخابات في عام 2013 … آمل أن تتفق الأحزاب على الإصلاحات والتقليل من التوتر الإجتماعي “.

التقينا بالمحافظ الجديد للبنك المركزي في قبرص . في الوقت الذي يجتمع فيه الخبراء للتداول، انه يحاول مواجهة الكثير من الصعوبات. السؤال هو:“ما هي توصيتكم المباشرة إلى واضعي السياسات وصناع القرار؟

بانيكوس ديمترياديس:، محافظ البنك المركزي في قبرص:“توصيتي السياسة هي الدخول في مناقشات تبحث فعلا عن برنامج يحمي النمو الاقتصادي”.

ماتسيس قضى حياته المهنية في كلا المجالين: العام والخاص. يعرف جيدا القطاع المالي في قبرص، والحكومة والإدارة العامة القبرصية … ما الذي ينبغي القيام به لقبرص ؟ ماتسيس يقول: “على الحكومة الحد من عدد موظفي الخدمة المدنية، الحد من مستوى الأجر، والإهتمام بالقطاع الصحي … والسيطرة على تكاليف الرعاية الصحية، وأيضا التعامل مع نظام المعاشات ، لأنه من المجالات المهمة جدا والتي لم تتخذ الحكومة بشانها التدابير المناسبة “.

من الضروري ، لخفض العجز في ميزانية الحكومة، المفوضية الأوروبية تطلب من قبرص القيام باصلاحات لرعاية صحية بعيدة المدى.

الفان ومئة موظف يعملون في المستشفى العام الجديد في نيقوسيا ..من بينهم 170 طبيبا.

نيكولاديس، مدير قسم الأمراض القلبية في المستشفى:“الموظفون يواجهون أزمة، بسبب ارتفاع اعدادالمرضى، العمل ازداد ورواتبهم بدات بالإنخفاض، انها تدابير بسبب هذه الازمة.”

لنتوجه الآن إلى أغروس ، وهي قرية جبلية صغيرة. لتمكين الشباب من الحصول على وظيفة، المفوضية الأوربية طلبت من الحكومة القبرصية تحرير سوق العمل.

ماريوس و اندري، بعد ان درسا لسنوات طويلة ومكلفة، لم يجدا سوى عروض عمل صغيرة …
ماريوس يقول:” الوضع صعب في الوقت الحالي. درست أربع سنوات. ومع ذلك، لا أستطيع العثور على وظيفة تتوافق مع دراساتي الجامعية، انني متخصص في الكمبيوتر … نصف أصدقائي يبحثون عن وظيفة ، لكنهم لم يتمكنوا من العثور عليها. لديهم نفس المشكلة. “

اندري تقول:“تقدمت بطلب للحصول على وظيفة، رئيس العمل قال انني مؤهلة لكنه طلب مني العمل لمدة ثلاثة اشهر بلا راتب، للتاكد من ان العمل مناسب بالنسبة لي … إن فعلت هذا، جميع أصحاب العمل سيبحثون عن عبيد فقط! “

لكن الأمل موجود لأن قبرص وجدت بعض المواقع الغنية بالغاز الطبيعي وقد تتمكن من البدء باستخراجه بعد اربع سنوات. لكن هذا الأمل من أجل مستقبل أفضل ، لا يلغي الإصلاحات الهيكلية الواجب اتخاذها اليوم.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها