ازمة اسبانيا الاقتصادية ومعضلة حلها

ازمة اسبانيا الاقتصادية ومعضلة حلها
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ما بين مطرقة خفض الرواتب والاقتطاعات وسندان فرض الضرائب ورفع الاسعار، يقف المواطن الاسباني منتظرا خروج بلاده من ازمة اقتصادية طاحنة، لكن هيهات فالضوء لا يزال بعيدا في نفق التقشف الذي تجسدت اخر خطواته في قرار الحكومة رفع ضريبة القيمة المضافة على السلع والخدمات لتصل إلى واحد وعشرين في المائة.

القرار الجديد، الذي اعلنت بعض المحال والمتاجر عدم نيتها تطبيقه خوفا من خسارة المزيد من الزبائن ودخول تجاراتهم في حالة كساد، يتوقع الكثيرون أن يكلف الاسرة الواحدة 470 يورو اضافيا كل عام، فيما تتوقع الحكومة ان يساعدها في جمع 7.5 مليار يورو سنويا.

بعض الخبراء يرون أن مشكلة مدريد تحولت إلى معضلة، فهي من ناحية مجبرة على فرض المزيد من الضرائب والتسريحات العمالية وهي الاجراءات ذاتها التي تؤدي إلى زيادة اعداد البطالة وبالتالي خفض ايرادات الحكومة من الضرائب على الدخل.

العائلات الإسبانية تحت عبء ارتفاع الضريبة على القيمة المضافة

لمعرفة تأثير الضريبة على القيمة المضافة في اسبانيا تنضم الينا من مدريد ايلينا ايزفيرنيتشو، الناطقة بإسم جمعية المستهلكين في اسبانيا. صباح الخير ايلينا.

يورونيوز: منظمتكم تعنى بحساب هذه الزيادة حتى واحد وعشرين بالمائة والتي ستكلف كل عائلة اسبانية ، أربعمائة وسبعين يورو سنوياً. هل هناك ما يؤكد هذه التوقعات وعلى أية أصعدة؟

ايلينا ايزفيرنيتشو: “ هي بصدد التأكد كون الزيادة مهمة مع بداية العام الدراسي. مقارنة بالتكاليف الهامة التي يتعين على العائلات تأمينها بعد الصيف، ونحن نعاين آثار ارتفاع الضريبة على القيمة المضافة. وهذه مصاريف ضرورية لا هروب منها. قد يمكن للمرء التخلي عن شراء سروال من الجينز، وعدم تجديد السيارة، أو التلفزيون، ولكن تكاليف الكتب أو الثياب المدرسية لا يمكن التخلي عنها . ويجب اقتناؤها مباشرة بداية شهر سبتمبر. ونحن نعاين النقص في ميزانية العائلات بسبب ارتفاع الضريبة.
ومنظمتنا قدرت بمبلغ 470 يورو سنوياً في المصاريف الأساسية. دون الأخذ في الحسبان مصاريف التسلية أو الثقافة، والتي ستتأثر كثيراً. واقتصر حسابنا على المصاريف التي لا يمكن للعائلات التخلي عنها . “

يورونيوز: يبدو أن بعض التجار يودون الإنتظار قبل فرض هذه الزيادة على الزبائن، والمحلات الكبرى وعدت بذلك هل هذا موضع ثقة؟

- ايلينا ايزفيرنيتشو:

“ في منظمتنا أوكو ، نبقى حذرين حيال هذه الوعود. فخلال الزيادة الأخيرة ، التي أقرتها حكومة خوسيه لويس ثاباتيرو، التي زادت الضريبة من ستة عشرة الى ثمانية بالمائة في الفين وعشرة. اطلقت المحلات الكبرى والمخازن الكثير من الوعود بأن تتولى الزيادة وعدم تطبيقها على الزبائن”.

“فنحن نطالب بمعرفة المدة القصوى. ونود التأكد من التزامهم بعدم تطبيق الزيادة على الزبائن إلى غاية تاريخ معين أو نهائي. حتى تاريخ إقرار زيادة لاحقة. ما يعني أننا نطالب بتاريخ واقعي . من جانب آخر، قمنا بإحصاء بسيط ووجدنا أن أحد المخازن الكبرى في اسبانيا أقدم على زيادة الأسعار مسبقاً. وهذا يعد غشاً. فهو لا يزيد الضريبة بل يرفع الأسعار مسبقاً، والنتيجة المستهلك هو الذي يدفع”.

يورونيوز: رأينا الزيادة في المواصلات هذا العام. والمحروقات موضوع حساس، وسينتهي بنا الأمر أن يصل سعر الوقود الممتاز 98 الى 1,8 يورو، حسب بعض التوقعات؟ هل تحقق شركات النفط نسبة كبيرة من الأرباح كما تؤكد الحكومة؟

ايلينا ايزفيرنيتشو:

“على الأرجح أن تواصل أسعار المحروقات الإرتفاع. وهذا مصروف مأساوي آخر بالنسبة للعائلات. ومنظمتنا استنكرت على الدوام غياب المنافسة في هذا المجال في اسبانيا، هناك إجماع على الأسعار. ليس من الممكن أن تكون كلفة المحروقات متساوية بين مختلف الموزعين. ونحن نوافق الحكومة على ضرورة القيام بشيء ما. ولكننا ننتظر أن تقوم الحكومة بذلك. نحن نفتقد لبعض التحرير في الأسعار. ويجب على الشركات القيام بذلك ، وإن لم تتحرر هي بنفسها عندها يجب التدخل. لسنا مع التدخل، ولكننا نعتقد أن على الحكومة القيام بشيء ما لكون المحروقات أمر أساسي، والحكومة تدير البلاد عليها إذن تخفيض الأسعار.”

يورونيوز: زيادة الإيرادات عن طريق الضرائب قد يشل حركة الإقتصاد مثلما حصل في دول جنوب منطقة اليورو والتي انتهى بها الأمر أن تكون تحت الوصاية كالبرتغال. ألن يؤدي ذلك الى زيادة الأموال في السوق السوداء؟ ايلينا ايزفيرنيتشو :

“ بالطبع ، نحن نشهد اليوم بعض المهنيين الذين يعرضون خدماتهم لتصليح الأدوات الكهربائية بدون القيمة المضافة. وهذه عودة الى الوراء بعشرين عاماً. هذا سيؤدي الى شلل الإقتصاد. ونحن استنكرنا زيادة الضريبة منذ الكشف عليها والشلل سيؤدي الى زيادة نشاط الإقتصاد في الظل . وأنا أصر على ذلك. ومسألة الأجور مع أو بدون الضريبة على القيمة المضافة والتي كانت في النسيان تعود بقوة في القرن الواحد والعشرين”.

يورونيوز

شكرا لك على هذه الإيضاحات حول غلاء المعيشة في اسبانيا

ايلينا ايزفرنيتشو

“ أهلا .

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

احتجاج "التظاهر بالموت" في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على قطاع غزة

شاهد في إسبانيا: لوحة بشرية ضخمة تطالب بوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة

شاهد: الجرارات تصل إلى العاصمة الإسبانية ضمن احتجاجات الفلاحين في أوروبا