نضال أطفال من أجل حقوقهم

نضال أطفال من أجل حقوقهم
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

رغم كل الإتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الأطفال، الا أن الكثير منهم يعانون من سوء المعاملة والإهمال، البعض منهم وانطلاقا من تجربته قرر أن يكون محاميا لباقي الأطفال ، سنتحدث مع كاز فالداز وايمانويل جال عن حياتهما كما سنتحدث مع الخبيرة ماريا ريتا بارسي.

مها بدر:هل بإمكانك تخيل أن الطفل بامكانه التعلم لوحده انطلاقا من حياته في الشارع؟ وماهو عدد الاطفال الذين تمكنوا من الفوز بجوائز دولية للسلام من خلال نضالهم المتواصل؟ سنتطرق الى تجربة الطفل كاز فالدز من مانيلا .

إنه طفل التجارب الصعبة، لقد عاش لسنوات طويلة في شوارع مانيلا في الفليبين، كان يقتات من بقايا النفايات ويعيش على ما يبيعه، بعد تعرضه لطلقة نارية، نقل الى المستشفى للعلاج ماغير حياته بالكامل وقرر بعدها مساعدة الملايين من الاطفال.
عمره لم يتجاوز الثلاث عشرة سنة، كاز تحصل مؤخرا على الجائزة الدولية للسلام الخاصة بالأطفال نظير ماقدمه من خدمة للأطفال الذين يعيشون في الشوارع في بلده، الجائزة قدمت له من طرف منظمة كيدز رايت .

مارك دولارت يتحدث عن هذه الجائزة:” للجائزة مزايا عديدة فالحاصل عليها يصبح رمزا للقضايا العالقة في بلده و هذا مايحدث كل سنة ، لأن حكومة بلده ستحاول الإستماع لرسائله والحلول التي يقترحها، وبعد الفوز بهذه الجائزة الكثير من الأمور تتغير.”

عانى كاز من سوء معاملة عائلته له، وكان من دون مأوى لقد احتفل بعيد ميلاده لأول مرة وهو في سن السابعة، هو ورفاقه يحاولون الخروج للشوارع وتقديم المساعدة للأطفال. كاز فالداز:“إنهم بحاجة للاحذية واللعب ليشعرون بالسعادة، ومن خلال طرق بسيطة ننجح في ذلك، نحاول جعلهم يشعرون بأن هناك أشخاصا تحبهم وتهتم بهم.”

ايفران بينافلوريدا مرشد إجتماعي:” لقد بدأ في العمل التطوعي وهو في سن السادسة، مشروعه الان يتطور تدريجيا، لقد استطاع مساعدة حوالي عشرة الاف طفل في الفليبين وفي اندونيسيا، لقد كان باستطاعته تقديم هذه العلبة كهدية أمل.”

أنه لا يقدم فقط هدايا الأمل، من خلال مشروع “حماية أطفال الأمة” كاتز يحاول تعليم الاطفال طرق النظافة والعناية بالصحة.

كاز فالدز:” منظمة كيذز رايت ستساعدني في اتمام دراستي لأنني أريد ان اصبح طبيبا في المستقبل، أريد حقا الدراسة، لدي موهبة في معالجة الجروح، أريد مساعدة الأطفال الذين يعيشون في الشارع.”

كباقي الفائزين السبعة بهذه الجائزة، استطاع كاز ايصال صوته للعالم.

مها بدر: من معاناة الأطفال في الفليبين الى الاطفال في جنوب السودان حيث تقدر منظمة اليونيسف أن هناك حوالي ألفي طفل يعملون في القطاع العسكري كجنود، ايمانويل جال هو طفل جندي في السابق أصبح حاليا مغنيا للهيب هوب ومدافعا عن حقوق الاطفال في المملكة المتحدة.

في سنوات التسعينيات كان ايمانويل طفلا جنديا كهولاء الذين يظهرون في هذه الصورة في السودان. حاليا هو مغنيا للهيب هوب في المملكة المتحدة.

ايمانويل جال:” الحرب أخذت من كانوا بجانبي عندما كنت جنديا، لقذ أخذت أمي واعمامي، عندما كنت في السابعة من العمر قال لي أبي يجب أن تذهب للمدرسة في اثيوبيا، لقد اضطررنا للذهاب مشيا على الاقدام، لكن بعد وصولي الى هناك تبين لي أنني سأكون لأصبح جنديا…لقد كنا لا نعرف كيف نطهي الطعام بأنفسنا كما كنا نرى الموت بأعيننا.”

لقد أنقذ ايمانويل من الحرب من طرف عاملة اغاثة بريطانية عندما كان في سن الحادية عشرة وسجل بعدها لأول مرة في مدرسة للتعلم.

ايمانويل جال:” عندما ذهبت الى كينيا مع عاملة الإغاثة البريطانية، شعرت أنها انطلاقة جديدة في حياتي لانني في مكان امن، كنت اعلم ان حياتي ستتغير. التعليم هو نور هذه الحياة، عندما نواجه أمورا صعبة كالتي واجهتها، أظن أننا نتعلم كيفية التعامل مع باقي التحديات لوحدنا.”

بحصوله على المال من خلال الشهرة والغناء، مغني الراب اصبح سفيرا للتعليم في بلده، كما قام بتأسيس جمعية تسمى غوا أفريكا هي تقوم بدعم مختلف المشاريع لبناء المدارس وتكوين المعلمين في مدينة لير إحدى أفقر المدن في العالم.

روث غام مديرة جمعية غوا أفريكا:” لدينا برنامج خاص لتعليم الأطفال الذين كانوا جنودا في السابق كإمانويل، برنامج يساعد الأطفال في اتمام دراستهم ليصبحوا أطباء ومهندسين، بطريقة تمكنهم مستقبلا من العودة إلى بلدانهم الأصلية والمساهمة في اعادة البناء بعد الحروب الأهلية.”

اخر تقارير منظمة اليونيسيف تقول إن المئات من الأطفال تم تسريحهم من الخدمة العسكرية في السودان، اطفال لايزالون بحاجة للمساعدة.

مها بدر: لكن كيف بامكان الأطفال تجاوز الصعوبات التي واجهتهم بهذا الشكل؟ أحد المشاركين معنا على مواقع التواصل الإجتماعي أكد أن هذا يتعلق بقوة الاهية او ضربة حظ، فلنستمع الى رأي الأخصائية النفسية ماريا ريتا بارسي.

هي كاتبة وأخصائية نفسية، إنها ماريا ريتا بارسي، لقد قامت بتأسيس جمعيات هدفها تقديم الحماية الإجتماعية والقضائية للأطفال والمراهقين. ماهو رأيها كمختصة فيما يتعلق بالأطفال المصابين بأزمات نفسية عميقة لكنهم استطاعوا التغلب عليها ومواصلة الحياة. ماريا ريتا:” في كل أنحاء العالم الأطفال تختلف استجاباتهم لمختلف الأحداث المؤلمة التي يمرون بها، البعض منهم يفقد الأمل البعض الاخر يموت أو يدخل في حالة يأس تام ولا يجد الطريقة التي يخرج بها من هذا، هناك من تكون لهم تصرفات عنيفة مستقبلا، لكن أيضا هناك من هم قادرين على تحويل ماسيهم الى نجاح في الحياة.”

ماريا ريتا:“كاز وايمانويل تعرضا الى صدمات نفسية عميقة جدا، حتى أن كاز تعرض للحرق كما كان يقتات من بقايا الطعام المرمى في الشارع، لقد تم انقاذه وقدمت له المساعدة فتعلم كيف يثق في الأشخاص، لقد كان في السابق يخاف من الجميع .”

ماريا:” بإستطاعتنا اعتبار أن تحسن حياته بمثابة انجاز له على المستوى الشخصي. كاز وايمانويل كل بطريقته فضلا مساعدة أطفال اخرين يعيشون أوضاعا صعبة.”

ماريا ريتا بارسي:” إنه نوع من التعاطف مع الاخرين، من خلال تقديم مثلا أحذية للاخر الذي يتواجد في وضعية صعبة، ..إنها طريقة للاستمرار في الحياة، في التعليم، وفي انقاذ الاخرين. هولاء الاطفال لا يقدمون المساعدة فقط، بل هم يحاولون ايضا من خلال هذا تجاوز الصعاب التي مروا بها في الحياة، اذن بانقاذ الاخرين هم ينقذون أنفسهم.”

وهل التعليم يلعب دورا مهما في هذا وهاهي نوعية التعليم هنا؟

ماريا ريتا بارسي:” لدي ثقة كبيرة في الأطفال، خاصة عندما يتأكدون بأننا نحترم حقوقهم ونعتبرهم كالكبار، وهنا أريد أن أستحضر مقولة افريقية تقول: لابد من قرية لتربية طفل، لذلك لتربية الاطفال لابد من الأم والأب والأقارب، وحتى الجيران وكل المجتمع المحلي، لأن هؤلاء يكونون بمثابة مصدر لنمو الطفل.”

مها بدر: هذا كل شيىء، شاركون بارائكم عبر مواقع التواصل الإجتماعي، نأمل أنكن استمتعم بهذا العدد ، الى اللقاء.

للإ طلاع أكثر على الموضوع بامكانك النقر على الروابط الاتية:

http://emmanueljal.com/

http://losetowin.net/

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

أوضاع إنسانية مزرية وانتشار أمراض وأوبئة في مخيمات اللجوء السودانية في تشاد

تقرير للأمم المتحدة: السودان سيعاني من أسوأ أزمة جوع في العالم قريبا

لجنة العقوبات تذكّر أطراف النزاع في السودان بعواقب انتهاكات القانون الدولي