حسابات الربح والخسارة في حرب غزة

حسابات الربح والخسارة في حرب غزة
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ما أن انقشع الغبار عن معركة غزة، كل جانب سعى للتحدث عن انجازاته في اتفاق وقف اطلاق النار. احتفلت حماس الليلة الماضية، فهي أعلنت عن تلبية مطالبها، على الرغم من الثمن الباهظ الذي تم دفعه من السكان والأسلحة والبنية التحتية. توقيع هدنة مع الإسرائيليين، أعطى حماس درجة من الشرعية الدولية. من القاهرة، القيادي في حركة حماس خالد مشعل اكد تعرض الإسرائيليين لهزيمة كبيرة، مضيفا أن “العدوان الغادر” “أجبر على الاستسلام”.

الكاتب الإسرائيلي أوري أفنيري، مؤسس حركة غوش شالوم للسلام، أكد ليورونيوز أن اتفاق وقف اطلاق النار عزز حماس في العالم العربي: “حماس كانت مقاطعة من قبل المجتمع الدولي، ومن قبل العالم العربي، أما الآن رؤساء الدول يزورون قطاع غزة لأول مرة. في هذه اللحظة حماس باتت بطلاً في العالم العربي بأسره”. ولكن القادة الاسرائيليين بدورهم أكدوا أن عملية عامود السحاب حققت الأهداف المرجوة منها. وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك أكد بأن حماس تعرضت لــ “ضربات خطيرة”. وعلى الرغم من قصف تل أبيب إلا أن الانجاز الاسرائيلي الأمثل كان في اعتراض القبة الحديدية لعدد من الصواريخ. لكن ماذا عن منظمة التحرير الفلسطينية ومحمود عباس، المدعوم من الغرب على أنه شريك السلام ؟ على الرغم من الزيارات الرفيعة المستوى لتوني بلير وهيلاري كلينتون، بقي عباس وحيدا يشاهد صعود حماس في العالم العربي على حسابه. ولعل الرابح الأكبر من وقف إطلاق النار – وبصرف النظر عن سكان غزة المحاصرة – هو الرئيس المصري محمد مرسي الذي توسط في هدنة، أظهرته كلاعب إقليمي رئيسي. يورونيوز: السيد حسني العبيدي الخبير السياسي في الشؤون العربية ومدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، إسرائيل وقعت هدنة مع الطرف الفلسطيني، أمس، بعد أسبوع كامل من المواجهات الدامية. برأيكم من هو الرابح ومن هو الخاسر من هذه الهدنة؟

حسني العبيدي: من الأكيد ان الرابح من الهدنة الموقعة هي حركة حماس التي عادت اليوم وهي أكثر قوة، على الصعيد العسكري وعلى الصعيد الدبلوماسي. هي فرضت نفسها كشريك مهم في المفاوضات منذ البداية. لكن يمكن القول كذلك ان الحكومة المصرية وأن مرسي رغم صعوبات جمة على المستوى الداخلي، استطاع أن يقول للعالم أنه ما زال طرف أساسي في معادلة الصراع العربي الاسرائيلي، لا أعتقد أن الرئيس نتانياهو خرج رابحاً في هذه القضية فهو لم يحقق الأهداف التي كان ينتظرها ثم الخاسر الاكبر هو مخمود عباس الذي بدا اكثر تهميشا واكثر ابتعادا عن المعادلى اليوم بين اسرائيل وحماس والسلطة المصرية. يورونيوز: ما رأيكم بالذين يقولون بأن الموقف المصري لم يتغير إلا في مستوى الخطاب فقط؟

حسني العبيدي: صحيح أن الموقف المصري لم يتغير سياسياً، لكن الجديد هو زيارة رئيس الحكومة المصرية، وهو أمر لم نعهده في عهد الرئيس السابق حسني مبارك. على الصعيد الدبلوماسي الرئيس مرسي يعي جيدا أنه لا يمكنه ولا يملك القدرات السياسية والعسكرية لأن يصعد أكثر مما ينبغي، أو للدخول في مواجهة مع إسرائيل ولا مع الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأن مصر تجري مفاوضات مهمة حالياً مع الولايات المتحدة ومع مؤسسات نقدية دولية. يورونيوز: هل تملك هذه الهدنة حظوظاً في التطور إلى أرضية تؤدي إلى مفاوضات جدية للسلام؟

حسني العبيدي: هذا السؤال يمس جوهر القضية الصراع العربي الاسرائيلي. للأسف، الهدنة ليست السلام، المجتمع الغربي حين هب لنجدة اسرائيل ولنجدة المدنيين في غزة إن صح التعبير، نسي أن جوهر القضية هي الصراع العربي الاسرائيلي، وأن هناك طرف مهم وهي السلطة الفلسطينية تريد بمقاربة قانونية وسلمية عبر التوجه إلى الامم المتحدة لم تنجح في استقطاب المجتمع الدولي ولا الولايات المتحدة الأمريكية. يورونيوز: ما هي تداعيات الأزمة السورية والتوتر القائم بين الغرب وايران، حول برنمامجها النووي، على مستقبل هذه التهدئة بين الطرفين الفلطيني والاسرائيلي؟

حسني العبيدي: اعتراف ايران أنها هي التي سلحت بطريقة مباشرة او غير مباشرة عن طريق حزب الله. هذا يدل على أنه الرسالة موجهة من الولايات المتحدة مفادها : إذا كانت اليوم تلاقون صعوبات مع حركة حماس فكيف يمكن أن يكون الحال عندما يقررون مهاجمة ايران. إذن على المستوى الدولي والمستوى الاقليمي دمشق وطهران خرجتا مستفيدتان من الوضع المتوتر اليوم في غزة. يورونيوز: السيد حسني العبيدي الخبير السياسي في الشؤون العربية ومدير مركز الأبحاث والدراسات حول العالم العربي والمتوسط في جنيف، شكرا جزيلا لكم

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

نتنياهو يوافق على جولة مباحثات مع حماس والقاهرة تطلب من واشنطن تمويلًا وأسلحة تحسبًا لاجتياح رفح

خان يونس تحت نيران القوات الإسرائيلية مجددا

الحرب على غزة| قصف وقتال مستمران.. غالانت في واشنطن وهنية في طهران ومفاوضات الدوحة في "طريق مسدود"