مشروع تشييد منتجعات الغولف في دوبروفنيك نعمة أم نقمة؟

مشروع تشييد منتجعات الغولف في دوبروفنيك نعمة أم نقمة؟
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

من كان يصدق هذا؟ الهضبة االتي تطل على مدينة دوبروفنيك تصبح الإطار السياسي والمالي؟ التحدي كبير لأن الأمر يتعلق باستثمار كبير في أكبر منتجعات الغولف في العالم تقريباً.

مشروع أثار الجدل لكنه اسعد البعض أمثال ليكو باسكوجفيك .
انه الراعي الذي أصبح غنياً بعد أن باع أرضه إلى المستثمرين. هذا الرجل الذي كان بلا عمل ولا منزل بعد الحرب اليوغسلافية. بعد أن أحرقت قريته، أصبح راعياً للماعز. الأرض التي ستشيد عليها المنتجعات، لكن علينا الحذر
لأن عملية إزالة ألغام الحرب لم تنته بعد.
ليكو باسكوجفيك يقول:” في مدينة دوبروفنيك، هناك في الأسفل، لا يمكن ان تكون سوى نادلاً أو طباخا أو بائع مرطبات. الصناعة والأنشطة الاقتصادية الأخرى دمرت. لم يعد هناك سوى السياحة . لا عمل للمؤهلين
ولإصحاب الشهادات..مشروع تشييد منتجعات الغولف مشروع جيد لأنه لغاية الآن، سكان قريتنا يعيشون من رعي الماشية والزراعة. لكن العيش على هضبة حجرية صعب للغاية. خلق شيء آخر هنا أمر رائع حقاً.”

المشروع سيكلف أكثر من مليار يورو. من المقرر تصميم بحيرات صناعية وملاعب غولف وفقاً لمعايير لاعب الغولف الأسترالي غريغ نورمان … انه أكبر استثمار في مجالات جديدة في كرواتيا. لكن في المقابل، في المدينة التاريخية . هناك الكثير من المعارضين لهذا المشروع الذي سيصبح منتجعاً لعدة آلاف من الأثرياء . انهم يخشون من ان تفقد المدينة طابعها. البعض يتساءل عن مدى التحولات والانعطافات المحيطة بالمشروع فيما يتعلق بالتخطيط وسياسات اتخاذ القرارات . انهم يوجهون إلى السياسيين تهمة الرشوة.
بعض الجمعيات المدنية تحذر من المخاطر البيئية ايضا، فدعت المواطنين إلى المشاركة في استفتاء حول هذا الموضوع.

المستشار القانوني، أنيس سيرماجيك، يقول:“قبل كل شي، مشروع الغولف هو تخطيط لتطوير 250 فيلا و 400 شقة وفندقين على قمة الهضبة التي تطل على دوبروفنيك، في ارض
أستنزفتها المبيدات التي دخلت في اعماق الأرض.. من خلال تفسير قانون مثير للجدل حول مشروع الغولف، الذي ألغاه البرلمان بسبب شكوك كبيرة عن امكانية وجود عامل الفساد ، انهم يحاولون
ادخال المشاريع العقارية في الرياضة الترفيهية “.

منذ عشر سنوات تقريبا ، بدأ الجدل في المدينة . السؤال هو : هل هناك شكوك بين المصالح الخاصة والعامة؟

هناك من يقول بان هذا المشروع يعد خبراً جيدا للمواطنين لأنه سيخلق فرصاً للعمل لأن كرواتيا – بلد من أربعة ملايين نسمة – سينضم إلى الاتحاد الأوروبي هذا الصيف. لكن الاقتصاد فيه يواجه
صعوبات عدة منذ أربع سنوات. حوالي نصف مليون شخص بلا عمل. في دوبروفنيك هناك حوالي 7.000 شخص عاطل عن العمل.

نيناد زيفيك ، مالك متجر في سوق دوبروفنيك يقول:“سأكون مؤيداً لمشروع الغولف إن وفروا لي ضماناً بخلق مئتي وظيفة على الأقل، لسكان دوبروفنيك. اعارض هذا المشروع، لأنه عبارة عن بناء شقق فقط. انهم يريدون تشييد مدينة جديدة فوق المدينة القديمة. انها مجرد مضاربات عقارية. “ على راس المستثمرين هارون فرانكل . انه تاجر اسرائيلي يقوم بتجارة مثيرة للجدل له شبكات عدة. زوجته ماجا روث فرانكل التي كانت نائبة لوزير الإقتصاد في كرواتيا ، وتمثل الآن مصالح المستثمرين في هذا المشروع ، تقول:“اليوم، في دوبروفنيك، الدخل السنوي من قطاع السياحة حوالي 300 مليون يورو ، بينما في فلورنسا الإيطالية يرتفع إلى أربعة مليارات يورو. امكانية النمو في غاية الوضوح. “ عام 2012 كان قياسيا بالنسبة لكرواتيا: العائدات السياحية ارتفعت خمسة في المئة. عشرة ملايين سائح جاءوا إلى الساحل. كرواتيا تريد أن تطور القطاع السياحي من خلال الاستثمار في
مشاريع سياحية بجودة عالية.

خلف دوبروفنيك، هناك أحد الوديان الذي يعد كنزاً حقيقياً. انه نهر أومبلا الخارج من تحت الجبال الكارستية . مشروع المنتجعات سيغير مجراه وفقاً لهذا الناشط في منظمة “ الهضبة لنا” . انه
يتهم الحكومة الكرواتية والشركات العامة والخاصة المساهمة في مشروع منتجعات الغولف .

ديورو، عضو في المنظمة غير الحكومية، يقول:” مشروع منتجعات الغولف سيشيد على قمة الجبل ويحتاج الى كمية كبيرة من المياه التي لا يمكن تأمينها سوى من هذا النهر. لهذا السبب، شركة
الكهرباء الوطنية الكرواتية تريد بناء محطة للطاقة المائية الجوفية . زيادة ارتفاع مستوى المياه إلى 130 مترا، سيؤدي إلى إغراق المنطقة الكارستية . انها مشكلة كبيرة، لأن هذا الموقع يحتل
المرتبة الأولى في التنوع البيولوجي في كرواتيا . المياه قد تؤدي ايضا إلى انسياب كمية هائلة من الأراضي، الأمر الذي سيهدد حياة عشرة الآف شخص يعيشون هنا .”

الجانبان يتبادلان الإتهامات بالتلاعب في الرأي العام.ا لمنظمات المدنية تريد أن تذهب إلى أبعد من ذلك انها تؤكد بان السياسيين تسلموا الرشاوى ، كرئيس الوزراء السابق ساندر، المدان بتهمة الفساد.

المسؤولون المحليون يؤكدون أن اجراءات مشروع تشييد المنتجعات الجديدة كانت وفقاً للقواعد القانونية. وان لاعبو الغولف سيعملون على إطالة الموسم السياحي.

المعارضون لم يتمكنوا من ايقاف تنفيذ المشروع عن طريق الاستفتاء. 80 في المئة من الذين صوتوا عارضوا المشروع بيد أن المشاركة لم تكن كافية. إن حصلت دوبروفنيك على رخصة البناء، المشروع سيبدأ في بداية العام المقبل.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها