الغضب التركي: احتجاج على إزالة حديقة صغيرة يتحول إلى المطالبة باستقالة أردوغان

الغضب التركي: احتجاج على إزالة حديقة صغيرة يتحول إلى المطالبة باستقالة أردوغان
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

لا أحد كان يتوقع أن الاحتجاجات ضد مشروع إعادة تهيئة عمرانية وسط اسطنبول يشمل خصيصا إزالة حديقة صغيرة، سيكون شرارة انطلاق حركة احتجاجية عنيفة ضد سياسية الحكومة التركية تتحول فيما بعد الى المطالبة باستقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. في عام الفين وأحد عشر، فاز أردوغان بولاية ثالثة بعد أن فاز حزب العدالة والتنمية بحوالي خمسين في المئة من الأصوات في الإنتخابات التشريعية. اردوغان وخلال تصريحاته الاخيرة اعلن عن نيته في اجراء تعديلات دستورية لإعطاء صلاحيات تنفيذية أخرى لرئاسة البلاد. خلال العشر سنوات الأخيرة من حكم حزب العدالة والتنمية شهدت تركيا استقرارا سياسيا ونموا اقتصاديا ملحوظا ، لكن خلال الاشهر الأخيرة شهدت البلاد موجة احتجاجات ففي شهر ايار/ مايو تجمع المئات في انقره، وعمدوا على تقبيل بعضهم البعض احتجاجا على قانون منع القبل في محطات الميترو والشوارع. الغضب التركي ازداد بعد اعتماد قانون يحدد بيع المشروبات الكحولية. الامر الذي اعتبره الأتراك محاولة للتدخل في الحياة الخاصة للمواطنين. في بداية شهر أيار/ مايو أضرب عدد من العاملين في الخطوط الجوية التركية بعد منع مضيفاتها من وضع أحمر شفاه زاهي اللون. القرار اثار جدلا كبيرا في تركيا بعد ان اتهمت النقابات الحكومة بالسعي إلى “أسلمة المجتمع”. مازاد الطين بلة، الحكم بالسجن لمدة عشرة أشهر على عازف البيانو الشهير فاضل ساي بعد ايقافه بتهمة إزدراء الدين الاسلامي بعد نشره لتغريدات على موقع التواصل الاجتماعي تويتر. غضب الأتراك لم يقتصر على السياسة الداخلية للحكومة بل تعدى ذلك الى السياسة الخارجية لأردوغان لاسيما مواقفه تجاه الازمة السورية . المواطنون الاتراك ووفقا لاخر استطلاعات الراي الاخيرة يعتبرون الحكومة مسؤولة عن تفجيرات مدينة الريحانلي الاخيرة التي خلفت واحدا وخمسين قتيلا .

للنقاش في هذا الموضوع اجرت يورونيوز الحوار التالي مع البروفيسورة ريفا كاستوريانو أستاذة في معهد باريس للدراسات العليا.

ديفيرم حاجيه صالح اولدو يقول :“ماذا هي الأسباب الحقيقة الكامنة وراء خروج الشعب التركي للاحتجاج على الحكومة في مثل هذه المظاهرات الضخمة؟
ريفاكاستوريانيو يقول :“نستطيع القول أن هناك العديد من الأسباب.و ليس هناك سبب واحد فقط ،بداية كانت مظاهرة سلمية بهدف الحفاظ على الحديقة وبدأت الاعتصامات والمظاهرات بشكل حضاري وسلمي ، وهذا العنف بطبيعة الحال ولد رد فعل سريع وغاضب والآن، يبدو أن الناس ومن جميع شرائح المجتمع التركي، يريدون التعبير عن عدم الرضا عن أفعال الحكومة .

يورونيوز ديفيرم حاجيه صالح اولدو يقول :“سمعنا أن الكثير من الاشخاص الذين لم يخرجوا للتظاهر في حياتهم خرجوا في هذه المظاهرات ؟لماذا؟
ريفا كاستوريانو تقول :“عندما أتحدث إلى الناس في تركيا، أرى حماسهم الكبير ليكونوا جزءا من هذه الاحتجاجات، على الرغم من أنها ليست من أي نوع شبيه بالحراك السياسي.
هناك عدد كبير من الأتراك يحملون وجهات نظر سياسية مختلفة ولكن جميعهم يريدون الانضمام الى الاحتجاج.
والتطور المثير في هذه المظاهرات و بمرور الوقت هي ليست مظاهرة مدعومة من المعارضة حتى الآن ما يعني ان غضبا شعبيا نزل الشارع.
و هناك بداية لنمو معارضة شعبية تبتعد شيئا فشيئا عن حزب العدالة والتنمية والناس اليوم يطالبون الحكومة بالاعتدال في سياسيتها .

يورونيوز ديفيرم حاجيه صالح اولدو يقول:“نرى أن الاحتجاجات لم تتوقف عند إسطنبول بل تنتشر إلى مدن اخرى ؟إلى اين ستصل هذه الاحتجاجات؟

ريفا كاستوريانو تقول :“انها حركة للتضامن ضد عنف الشرطة ، ثم تحولت لرد فعل سريع وانتشر على نطاق واسع بسبب موقف رئيس الوزراء المتشدد، التضامن هو صفة طبيعة لهذه الحركات الاجتماعية. كما نعلم جميعا، هناك الفيسبوك، تويتر ومواقع التواصل الاجتماعي ، تساهم بشكل كبير في هذا النوع من الحركات، وتعمل على نشر الحركة وتوسيع نطاقها .
على الرغم من أن وسائل الإعلام التركية ليست قادرة على التعبير عن كل ما تريد، ولكن مواقع التواصل الاجتماعي ساعدت في نشر تفاصيل مهمة.

يورونيوز ديفيرم حاجيه صالح اولدو يقول :“تحليلات سياسية تربط بين هذه الاحتجاجات والربيع العربي وحتى البعض يطلق عليه الربيع التركي، هل تعتقدون انه بالفعل ان الربيع العربي وصل الى تركيا؟”.

ريفا كاستريانو تقول :“أنا لا أرى بأنه الربيع التركي ،رجب طيب اردوغان انتخب من قبل الشعب بشكل ديمقراطي ، وبالفعل حزب العدالة والتنمية فاز بالحكومة في الانتخابات لثلاث مرات على التوالي .
بعد ما حدث أردوغان لن يكون قادرا على البقاء في السلطة إلا إذا فاز في الانتخابات المقبلة.
وقد يكون لديه فرصة للحل اي عدم تطور الحركة الاحتجاجية وهذا يعتمد على استجابة أردوغان لمطالب المحتجين.
بهذه الطريقة يمكن التوصل لتسوية لإنهاء هذه الأزمة ولذلك يجب الحذر الشديد في التعامل مع هذه القضية ويتوجب الانتباه من قبل الحكومة هل تركيا تريد الحفاظ على ديمقراطيتها ؟
نعم. هذا هو السبب في خروج الناس في الشوارع ، يمكنهم اقتراح انتخابات جديدة او انتظار الانتخابات المحلية؛ وبالتالي فان العملية الانتخابية هي التي تقرر كل شيء “ يورونيوز ديفيرم حاجيه صالح اولدو يقول :“السيدة كاستوريانو شكرا جزيلا لانضمامك إلينا

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مرتدين ملابس ملطخة بالدماء.. أطباء إسطنبول ينظمون مسيرة صامتة دعما لغزة

21 مهاجرا يفقدون حياتهم إثر غرق زورقهم المطاطي قبالة ساحل بحر إيجه شمال تركيا

قبل الانتخابات المحلية في تركيا.. الشرطة تعتقل 33 شخصًا للاشتباه في صلتهم بداعش