النرويج: بعد عامين على مأساة اوتايا

النرويج: بعد عامين على مأساة اوتايا
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

أوتو لا ينسى يوم الثاني والعشرين من شهر تموز – يوليو عام الفين وأحد عشر حيث تم إطلاق النار العشوائي على الجزيرة المجاورة.

أوتو لوفيك يقول: “حين وصلنا إلى هنا رأينا شابتين تسبحان في الجزيرة . قالتا بأن هناك اطلاق نار في جزيرة أوتايا وضحايا. قفزنا الى القوارب ، تمكنا من سحب بعض الأشخاص الذين كانوا يغرقون، بعضهم كانوا قد إصيبوا بطلقات نارية.” إنه تمكن من إنقاذ أكثر من مئتين وخمسين شابا كانوا في جزيرة أوتايا في مخيم صيفي لحزب العمال الشباب. النرويج تحولت إلى حمام دم بسبب إطلاق نار عشوائي أدى إلى مقتل حوالي تسعةً وستين شخصاً.
مرتكب المجزرة تسبب بمقتل تسعة اشخاص آخرين في انفجار قنبلة في أوسلو.

أوتو يضيف قائلاً:” حين ذهبنا بالقارب إلى الجزيرة ، قلت لنفسي، اللعنة، لا شك بانهم طالبان ، إنهم الإسلامييون. كنت واثقا من أن الأمر يتعلق بالإرهاب. بالمسلمين المتطرفين.” حين أعلنت هوية القاتل الوحيد ، الصدمة كانت كبيرة في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه خمسة ملايين نسمة.

فالقاتل نرويجي من اليمين المتطرف يدعى أندرس بهرنغ بريفيك . إنه عبر عن رغبته بقتل الشباب الذين ينتمون إلى حزب العمال النرويجي الحاكم. في وقت سابق من اليوم ذاته، قام بتفجير قنبلة في أوسلو أدت إلى مقتل ثمانية أشخاص، إنه كان يستهدف الحكومة. يقول بأن المسؤولين ضعفاء أمام التهديد المتنامي للإسلام في النرويج وبقية الدول الأوربية. حكم عليه بالسجن لمدة واحد وعشرين عاما . النرويجيون يتسائلون : “لماذا النرويج“؟ بعض الإجابات كانت على الانترنت. إنه اليمين المتطرف. لارس غولي، خبير في التطرف على الإنترنت يقول: “من المهم جدا متابعة محاكمته. عن خلفيته وتعليمه وغير ذلك، قال بانه قرأ كثيرا. قال: “ أجل. لقد درست”. كافة الكتب التي قرأها كانت على الإنترنت. حين ننظر إلى مراجعه نرى ان المواقع التي زارها هي مواقع اليمين، أو اليمين المتطرف . منها حصل على معلوماته، ومن خلالها، كون رؤيته للعالم إلى حد كبير جدا”.

روني، غادر رابطة الدفاع النرويجية بعد المجزرة. الآن، له موقع على الانترنت بإسم” حزب الحرية النرويجي” يحذر من الخطر الإسلامي في النرويج. يقول حتى وإن كانت أغلبية المئتي ألف مسلم في النرويج من المعتدلين، هناك حوالي ثلاثين متطرفاً يشكلون خطرا.

روني علتي، عضو سابق في رابطة الدفاع النرويجي :“معظم النرويجيين يتفقون
مع ما يقال لهم. وسائل الإعلام هي التي أظهرت صورتنا كمتطرفين وعنصريين. نحن اشخاص عاديون لنا آراء صحيحة ونحب بلدنا. معظم النرويجيين يدركون ان
الحكومة لا تفعل أي شيء. أنها تعطي وتعطي وتعطي للناس الذين يستغلون النظام. في المقابل، الحكومة لا تطالب بشئ على الإطلاق “.

نرويجي إعتنق الإسلام مؤخرا . يقول إن الإسلام كان يعيش في روحه منذ سنوات.
إنه يتهم الحكومة بالتساهل مع اليمين المتطرف والداعين إلى قمع المسلمين في كافة أنحاء العالم.يؤكد بانه قبل مجزرة أوتايا كان على استعداد للمشاركة في الإرهاب. كان يريد شراء مزرعة للحصول على الأسمدة، كما فعل بريفيك الذي إستخدامها في صناعة قنابل أوسلو . اما الآن، فانه يجاهد من خلال الإنترنت.

هالفر عبد الرحمن بيترسن يقول:” عشر سنوات قبل الحادث، لم أوافق على التحدث مع أي شخص مثلك ولا أستخدم الهاتف، إنها مجرد ثرثرة. لم أكن نشطاً على الإنترنت، إنها ثرثرة . أصبحت عضوا رئيسياً لمجموعة من المواطنين. إنها مجموعة محافظة جدا . قمت بكل ما يجب القيام به. تصرفت بسرية تامة لأنني خططت للقيام ببعض الأشياء. بحثت فعلاً عن هذه المزرعة، بالطبع بعد الثاني والعشرين من تموز- يوليو لم تكن هناك اية فرصة “. النرويج التي تعد دولة تتمتع بمجتمع مفتوح وديمقراطي.غنية بالنِفط تتقاسم الثروة بين من هم في داخل وخارج حدودها على حد سواء. إنها آخر مكان كان يتوقع أن يصلَ إليه التطرف .

رئيس حزب العمال الشباب، ، كان على الجزيرة خلال المجزرة.

اسكيل بيدرسن، رئيس حزب العمل للشباب يقول: “ما حدث في النرويج يمكن أن يحدث في أي بلد. نحن بحاجة إلى نقاش مفتوح حول حقيقة وجود متطرفين في مجتمع حر. على المجتمعات
الموالية لتعدد الثقافات أن تصمد وان لا تسمح بالنقاشات على الانترنت التي يديرها الذين لديهم نظرة عنصرية.”

كاترين، هي ايضاً كانت في الجزيرة. إنها جرحت وما زالت تتعافى من إصاباتها. تقول إن الشفاء التام يعد أمراً في غاية الصعوبة. على العكس من الآخرين، إنها تشعر بالذنب لأنها بقيت على قيد الحياة وتتسائل عن أسباب وقوع هذه المجزرة.

كاترين لي تقول: “أردت الزحف للوصول إلى المياه حتى لا يراني، لكنني لم أتمكن من الوصول في الوقت المناسب. عندئذ، أطلق رصاصة إخترقت ظهري وخرجت من بطني بعد أن ثقبت رئتي. في هذه اللحظة وجدت نفسي وسط مجزرة في العراء. رآني لكنه لم يطلق النار عليَ مرة أخرى ، بعد هذا فقدت الوعي “.

في الواقع، مرتكب المجزرة، عاد فعلاً فأطلق عليها النار، هذه المرة في الذراع. تم تأجيل دفن شقيقتها التي قتلت في الحادث لغاية خروجها من المستشفى.

فريدي يقول إن موت إبنته كان في غاية الحزن والمأساوية ومثيرا للجدل . فريدي لين والد الضحية يقول: “لست غاضبا لأن هذا يستنزف الكثير من الطاقة لكنني أشعر بخيبة أمل من السلطات لأنها لا تمتلك الدعم . أنهم يطلقون الوعود ولا ينفذونها. الآن، الانتخابات
على الأبواب، لقد اصبحنا من المنسيين. إننا مجرد بيادق في لعبة سياسية “.

في سبتمبر- ايلول المقبل، النرويج ستنظم أول انتخابات تشريعية منذ وقوع المجزرة. البعض يقول إن الحكومة لم تفعل ما فيه الكفاية للتحذير من وقوع المجزرة أو لمنعها.والبعض الآخر يبحث عن إجابة تبرر هذه المأساة.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها