هل سيتكرر المشهد العراقي مرّة أخرى من سوريا؟

هل سيتكرر المشهد العراقي مرّة أخرى من سوريا؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

إلى جانب المساعي الديبلوماسية الحثيثة لتجنيب سوريا ضربة عسكرية، يرتفع أزيز الطائرات الحربية، كما هو الحال هنا في قاعدة إنجرليك التركية والقريبة من الحدود السورية. فهل ستضرب سوريا أم لا؟ رغم التصريحات الأخيرة التي أكدت قناعة الغرب في قرارهم بشنّ هجوم عسكري على دمشق، تشير الساعات الأخيرة إلى غموض هذا القرار. فهو خيار محرج للغاية، وفي غاية الخطورة.

فهل سيتكرر السيناريو العراقي الذي لا يزال راسخاً في أذهان الجميع؟ المشهد العراقي مأساوي اليوم، فمنذ عشر سنوات أشارت فكرة التدخل العسكري إلى أنّ القضاء على نظام صدام حسين سيحمل السلام إلى العراق وإلى المنطقة. تدخل عسكري بإسم التغيير، كما أنّ خطابات الأمس واليوم متطابقة إلى حدّ كبير.

“ما سترونه هو تراكم للحقائق وأسباب مثيرة للقلق من السلوكات. صدام حسين ونظامه يخفون جهودههم لإنتاج المزيد من أسلحة الدمار الشامل“، قال وزير الخارجية كولين باول أنذاك.

“ما رأيناه في سوريا الأسبوع الماضي من المؤكد أنه هز ضمير العالم وبأي معيار من المعايير، فهو أمر لا يغتفر وعلى الرغم من الذرائع والمراوغات التي يطرحها البعض، لا يمكن إنكار ما حدث“، قال جون كيري منذ أيام.

وأضاف كولين باول في تلك الفترة” وبدل التعاون بجدّ مع المفتشين، فإنّ صدام حسين ونظامه منشغلون ويقومون بكلّ ما بوسعهم لضمان أن لا يعثر المفتشون على أي شيء على الإطلاق”.

“ لقد فشل النظام السوري في التعاون مع مفتشي الأمم المتحدة، عن طريق اللجوء إلى أساليب المماطلة وإحباط جهود هامة لتسليط الضوء ما حدث في دمشق خلال الليل“، قال جون كيري.

الشعب الأميركي وبأغلبية كبيرة ألقى باللوم أنذاك على إدارة بوش الإبن لتورطها في المستنقع العراقي، كما لم ترق الفكرة للبريطانيين أيضاً، وهم ليسوا على إستعداد لعيش التجربة من جديد مع سوريا، وهو ما جعل حكومة ديفيد كامرون تتوخى الحذر قبل إتخاذ أي قرار.

فإضافة إلى مخاطر التصعيد في المنطقة، فالوضع الميداني قابل للإنفجار، فالإحتجاجات التي إنطلقت منذ أكثر من عامين كانت شعبية في بدايتها، والمحتجون الذين حملوا الأسلحة من المدنيين لا يملكون أي نفوذ في سوريا بعد أن تمكنت الجماعات الجهادية من إحتواء الفراغ كجماعة النصرة والجماعات الموالية لتنظيم القاعدة والتي تسعى لبسط سيطرتها خارج نطاق سوريا.

يذكر أنّ حلفاء النظام السوري وفي مقدمتهم إيران وحزب الله أكدوا أنه في حال تعرض نظام الأسد لهجوم عسكري من طرف الولايات المتحدة وحلفائها، فإن إسرئيل من ستدفع الثمن. فهل هذا ما سيحدث فعلاً أم أنّ الأمر مجرد تخويف؟ على العموم إسرائيل ظلت محايدة نسبيا بخصوص هذا التخويف، بينما سرت حالة من الذعر في صفوف السكان، فهم يعتبرون أن الخطر ما زال قائماً وهو على قدر كبير من الأهمية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الأمم المتحدة تناشد جمع 4.07 مليار دولار لمعالجة الأزمة الإنسانية المتصاعدة في سوريا

مظاهرات في إدلب في الذكرى 13 للثورة السورية

في الذكرى 13 للثورة.. الأمم المتحدة تحذر من ضعف تمويل المساعدات الإنسانية في سوريا