الأخت أنجليك: كفاح لتضميد جراح ضحايا الحروب

الأخت أنجليك: كفاح لتضميد جراح ضحايا الحروب
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

جيش الرب للمقاومة خلف الكثير من الدمار والأرواح المحطمة في جمهورية كونغو الديمقراطية. الأطفال خطفوا أو قتلوا، والنساء اغتصبوا، والبيوت هجرت.
امرأة رائعة كرست حياتها لمساعدة الآخرين. في شمال – شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، منطقة نائية تكافح للتعافي من سنوات الجرائم الوحشية التي أرتكبها متمردو جيش الرب للمقاومة .
ميلاني كانت في الثالثة عشرة من العمر حين إختطفها جيش الرب للمقاومة أمضت حوالي خمس سنوات في الأسر.
إلتقينا بها بعد شهرين على إطلاق سراحها. نحن أول من تحدث إليها عن تجربتها .

ميلاني تقول:
“ سقطت على الأرض وحين نهضت، أردت أن أخلع حذائي لأركض أسرع، لكنهم أمسكوا بي. بدأت أصرخ. قاموا بتغطية فمي ليمنعوني من الصراخ فتوقفت. قيدوني حول ذراعي وبطني. حين وصلنا وجدت صديقات آخريات أسيرات جيش الرب للمقاومة. في الصباح بدأنا نسير نحو كيسويلي . حين وصلنا وزعونا. بدأنا بالبكاء فسلموني إلى رجل . قلت لنفسي: كيف ساتمكن بهذا العمر من البقاء مع رجل . انني لا زلت صغيرة.”

حكاية ميلاني هي حكاية الكثير من الفتيات الصغيرات من ضحايا جيش الرب للمقاومة .

لقد تعرضت العديد من النساء والفتيات إلى الاغتصاب الجماعي أو الاغتصاب أكثر من مرة أو الاسترقاق الجنسي.

مهمة الأخت انجيليك هي مساعدة النساء اللواتي تركن منازلهن ووصلن الى قرية دونغو بلا شيء . الابتسامة تخفي ألم رؤية قتل وخطف وتعذيب الأطفال والأقارب .على الأخت انجيليك ان تعمل بالقليل من الأموال .
على مدى السنوات العشر الماضية ، آلاف النساء حُصلن على دورات تدريبية بمبادرة من الأخت انجيليك .
انها تقوم بتدريبهن على الخياطة ، وصنع الخبز ، والزراعة، والقراءة، و الكتابة والمبادئ الأساسية للحساب. بينما لا يزال السلام في دونغو هشاً، في شمال المدينة، نشاط متمردو جيش الرب للمقاومة يتواصل.
على الرغم من عشرات الهجمات هذا العام، الميليشيات في وضع ضعيف قد لا يمكنها من البقاء على قيد الحياة بيد أن الخوف من جيش الرب للمقاومة ملموس .
جوزيف كوني ، زعيم جيش الرب للمقاومة مطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة الاغتصاب والتشويه و قتل المدنيين وإرغام عشرات الآلاف من الأطفال على الخدمة كجنود وعبيد .جيش الرب للمقاومة يعد من أكثر المجموعات المسلحة وحشية في إفريقيا، كان ناشطا في شمال أوغندا منذ عام 1988 ، لكن مقاتليه تمركزوا منذ عام 2005 في شمال شرقي جمهورية الكونغو الديمقراطية، وكذلك في إفريقيا الوسطى وجنوب السودان. انهم يقومون بقطع آذان الناس والشفاه و الأنوف لتحذير للآخرين.

عمليات عسكرية مشتركة من قبل جمهورية الكونغو الديمقراطية وأوغندا وجنوب السودان أضعفت جيش الرب للمقاومة . ويعتقد أن الجيش قد انقسم الى مجموعات
صغيرة – كوني نجح حتى الآن في تجنب القبض عليه و مكان وجوده اليوم غير معروف.
في قرية Ngilima التي تعد الأسوء ويطلق عليها اسم “مثلث الموت” تعيش جوزيان .
قبل خمس سنوات تعرضت الى ماساة . هي وزوجها حين ذهبا الى الحقل وقعا بايدي مقاتلي جيش الرب للمقاومة .
الزوج تعرض للضرب حتى الموت فسألوها إن كانت تود ألموت ايضا.
جوزيان قالت: “ أجل. كنت في حالة هذيان. أحدهم أخذ السكين لقطع شفتي ، كانوا سبعة ، أحدهم، كنت أعتقد أنه كان رئيسهم رفض. بعد ان رفض استخدام السكين أخذوا المقص فرفض ايضاً. بعدها تناولوا شفرة حلاقة ، فاشار براسه موافقاً . فقطعوا شفتي وهم يتلفظون بكلمات مهينة “ .

عشرات الآلاف من الأطفال فقدوا والديهم والفقر لا يتيح لأقاربهم مساعدتهم.
لا يوجد دار للأيتام في دونغو. الأخت انجيليك تناضل مع بعض من الأشخاص لإيجاد الحلول.
الأخت انجيليك التي كرست حياتها لمساعدة الآخرين، لم تعد بطلة محلية فقط بل إكتسبت اعترافا دوليا ايضاً.
وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة منحتها جائزة نانسن للاجئين .
بفضل هذه المبادرة تمكنت من الحصول على مبادرات للتمويل.. الأخت انجيليك تأمل تشييد دار للأيتام تطوير والأنشطة التعليمية.
تشييد مدرسة في المنطقة سيتيح للمشردين امثال ميلاني الإستفادة منها.

السلام هش والجراح عميقة .
على الرغم من ألم الذكريات ، بفضل أشخاص كالأخت أنجليك ، قد يتمكن هؤلاء المعذبون من الشعور مجدداً بالعزة والكرامة و الأمل.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها