"من طلب العلا سلك الدروب و واجه المخاطر"

"من طلب العلا سلك الدروب و واجه المخاطر"
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

الكثير من الأطفال يشتكون يوميا من المدارس، بعضهم بسب التكاسل، الضغط أو الطريق، لكن ما العمل عندما يقترن طلب العلم بالمخاطر ؟ مواجهة الظروف المناخية القاسية خلال الشتاء و الأمطار؟ قطع مسافة 20 كيلومترا عبر دروب السافانا؟ هو موضوع العدد المقبل من برنامج لييرنيغ وورد.

هل طفلك مستعد للقيام برحلة و قطع 20 كيلومترا عبر دروب السافانا للإلتحاق بالمدرسة، سنحاول القيام بهذه الرحلة في ليرنينغ وورد؟

بالنسبة لبعض التلاميذ، المدرسة تحد كبير يوميا، فالوصول إلى الاقسام يعني مجابهة العديد من المخاطر؟ سنقوم بإختبار طرق مختلفة لحل هذه القضية.

التغيب المتكرر يؤدي دائما إلى تدني مستوي التلميذ، في بعض مدن المكسيك القضية تثير العجب، و الأسباب واضحة، فعندما يكون الذهاب إلى المدراس شبه مستحيل نفهم لماذا يفضل التلاميذ التغيب. هناك مشروع يسهل الذهاب إلى المدرسة.
مدينة ليون بالمكسيك، بداية يوم عادي، ككل عائلة في العالم، تناول وجبة الفطور قبل التوجه إلى المدرسة في الصباح، التوأم كريستينا و كريستيان رفقة والتهما غراسيا، الإستقاظ في ساعات مبكرة لم يعد واجبا يوميا، أصبح بإمكان التوأمان الإستمتاع بساعة نوم إضافية، بل حتى تلذذ فطور الصباح رفقة الاأم.
الفضل في ذلك يعود إلى الدراجة، فحاليا يمكن لكريستيان و كريستينا الوصول إلى المدرسة في ظرف 20 دقيقة عبر الدروب الطينية. البرنامج الحكومي المحلى تبني مشروع “ إلى المدرسة على متن الدراجة”.
مهمة صعبة كانت كثيرا ما تنتهي بالوصول بعد وقت الدوام و القانون الداخلي للمدرسة لا يسمح بالإلتحاق بالأقسام متأخرا. هذا المشروع يفتح الفرصة أمام حوالي 150 طفلا من سكان القري الريفية للتمدرس و إكتساب مستوي من المعرفة.
الطفل كريستيان: أيقظتنا والدتنا على الساعة السادسة و النصف لإرتداء ملابسنا و الذهاب إلى المدرسة، كان الطريق مبللا و طينيا. على متن الدراجة الأمر غير سهل، في بعض الأحيان، نكون مجبرين على سلك الطريق الطيني، و هذا لا يسهل مشوار المدرسة.

التلميذة كريستينا:

أحيانا، أنا مجبرة على الذهاب إلى المدرسة سيرا على الأقدام، و أحيانا آخرى على الدراجة أو الحافلة. بعد إستلامنا الدراجة أصبحت لا أستيقظ قبل شروق الشمس و بإمكاني الوصول إلى المدرسة باكرا.

المدرسة، حق شرعي لكل طفل في العالم، الكثير من الأطفال يجدون صعوبة كبيرة في الوصول إلى مقاعد الأقسام. السلطات المحلية في مدينة ليون بالمكسيك و في إطار مشروع “ إلى المدرسة على متن الدراجة“، قدمت عددا من الدراجات للمدراس الواقعة في القرى النائية.

فيكتور هيغو نافارو: بفضل الدراجة الوصول أصبح إلى المدرسة سهلا، التلاميذ سعداء، معنوياتهم تكون عالية عندما يصلون المدرسة. الكثير من الأطفال متأكدون أن الدراجة لها الفضل في وصولهم إلى المدرسة.

دخول الدراجة في حياة التلاميذ أحدث الكثير من التغييرات، فالأطفال اليوم في حالة صحية حسنة و لهم قابلية كبيرة على الفهم و التركيز. هذه الألة ذات العجلتين ساهمت بشكل كبير في ترسيخ أهمية التعليم لدى الأطفال، فالتلاميذ اليوم نادرا ما يتغيبون عن المقاعد، لأنهم لا يمرضون بصفة مستمرة بفعل الإرهاق و نتيجة المشي للساعات تحت الأمطار. و بالرغم من صعوبة الظروف المناخية في فصل الشتاء حيث تشهد المدارس إرتفاع في نسبة التغيب بفعل برودة الطقس، الأمطار و الفياضات التي تشهدها بعض القرى الريفية، إلا أن هذه النسب إنخفضت بالمقارنة بسنوات ماقبل الدراجة، غير أنها تبقي تشكل أهم أسباب ظاهرة التغيب، كما يقول المدير البلدي للتربية

بن برافو أندرياد : نتلقي الكثير من الطلبات للحصول على دراجة، حاليا نقوم بتحضير برنامج مماثل سيدرج في إطار ميزانية السنة المقبلة، إنه مشروع هام يساند بشكل مباشر سكان القرى الريفية.

الدراجة بالنسبة للأطفال وضعت المكسيك في متناولهم، إنهم يعتبرون اليوم كل الصعوبات المرتبطة بالطريق سهلة، يرون من أعينهم البريئة أن التحديات التي يواجهونها كل يوم ستمكنهم، بالتأكيد، من بلوغ أعلى درجات التعليم. مشروع “ المدرسة على متن الدراجة” يستفيد منه تلاميذ 3 مدارس إبتدائية، 5 متوسطات و ثانويتين في المناطق الميكسيكية المعزولة. الدراجة جعلت الكثير من الأطفال يفكرون في إحتراف رياضة الدرجات مستقبلا.

بالنسبة لتلاميذ أخرين، رحلة العلم تتعلق بإستعمال التكنولوجيات الجديدة للإعلام و الإتصال، التقرير الموالي يتطرق إلى مشروع بحلول عبقرية.

في أوغندا، الوصول و العمل بجهاز الحاسوب يعد إمتيازا حقيقيا و هذا بسبب مشاكل الهياكل و التكلفة العالية للكهرباء، فالأمر يقتصر على نسبة 5 بالمائة من السكان. منذ خمس سنوات الأمور بدأت في التغيُر نحو الأحسن. مؤسسة مانديليو أطلقت برنامج “قاعات الحاسوب بالطاقة الشمسية المتنقلة”. هي طريقة عبقرية تهدف إلى كسر حواجز الوصول على أجهزة الكومبيوتر و تكنولوجيات الإعلام و الإتصال. هذا المشروع الذي تحصل على جائزة وييز أووارد النهائية عام 2013.
الأنترنيت. أزيا كاموكاما ممثلة مؤسسة مانديليو

“لقد بدأنا برنامج أقسام الحاسوب المتنقلة بهدف تكوين كفاءات تستفيد منها الهيئات المحلية و المدارس، نحاول ان نكسبهم القدرة على إستخدام أجهزة الحاسوب المعمول بها في الدول الأخرى”.

تعد أقسام الحاسوب المتنقلة عن طريق اللوحات الشمسية الطريق الوحيد للوصول إلى الكومبيوتر و شبكة الأنترنيت في المناطق و المدارس المعزولة بأوغندا. و صول هذه السيارات المجهزة تشكل نجاحا.

روز أنديرو : يقوم أغلب سكان القري بالإتصال بالمكتبة البلدية للإستفسار عن دروس الحاسوب المتنقلة. هذا يعتبر إشهارا للمكتبة.

و تمتاز هذه المدارس المتنقلة بوصولها إلى جميع المناطق من خلال سيارات الدفع الرباعي، و بهذا فهي تفك العزلة عن أغلب التجمعات السكانية. و تتوفر هذه الأقسام المتنقلة على أنظمة و برامجيات موجهة إلى مختلف المستويات، و هذا مايسمح للأشخاص بالفهم و التعلم، الكل حسب قدراته، كما تتميز هذه الأنظمة ببرامج ترفيهية و ألعاب تسهل من عملية التدريب و تجعلها ممتعة، كما يقول الطالب يام ماكومبا.
يام ماكومبا: أتدرب على كيفية إستخدام الكومبيوتر بمساعدة هذه الوسائل الملموسة، الفأرة و لوحة المفاتيح، أنا اليوم أتقن الكتابة على الجهاز.

مكن برنامج قاعات الحاسوب المتنقلة منذ عام 2008 من فتح فرصة التوظيف أمام 20ألف طالب و ألف معلم على مستوى 55 مدرسة. المعلمون بإمكانهم حاليا إستعمال شبكة الأنترنيت في إطار مهنتهم و القيام بأبحاث لتحضير الدورس و الإتصال بالمدارس الأخرى. و يسعي البرنامج إلى توفير أجهزة الإعلام الألي و ربطها بشبكة الأنترنيت في 55 مدرسة بأوغندا. ازيا كاموكاما توضح:

اعلان

ازيا كاموكاما: حلمنا اليوم في المؤسسة، نشر قاعات الحاسوب المتنقلة في كامل أوغندا، بالإضافة إلى إدخال النظام في المكتبات و المدارس المحلية التي تتوفر على كفاءات في مجال الإعلام الألي. إننا نعمل لنشر ثقافة المحافظة و إبقاء الأجهزة المدارس الريفية.

حسب مؤسسة مانديليو، فكرة قاعات الحاسوب المتنقلة تم بلورتها في كينيا بهدف الحصول على نفس النتائج في نشر الكفاءات.

من الواضح ان العجلات في هذه المواقف هي من الأمور الأساسية. لكن ماذا لو شاهدنا هذا الشريط المصور الرحلات الصعبة و الخطيرة للأطفال بهدف طلب العلم، ففي حالتهم سهر الليالي ليس كافيا، و مع هذا فانهم يمتلكون عزيمة قوية.

إنها أول مرة يقوم فيها جاكسون و سالومي برحلة خارج بلدهم كينيا، هما ينتميان إلى قبيلة ماسايي. وجهتهم العاصمة باريس بفرسا. بمجرد وصولهما تم إقتيادهما إلى حديقة التأقلم “ Jardin d’acclimatation” الذي يأوى الحيوانات و النباتات الإستوائية الغريبة، خطوة ضروية لتحضير الطفلين و حمايتهما من الصدمة الحضارية التي يمكن ان يصابان بها في المدينة باريس. المخرج الفرنسي باسكال بليسن يرافق الطفلين في هذه المغامرة و يسرد قصة جاكسون و سلومي في فيلم “على طريق المدرسة”.

كل يوم الإخوة و الأخوات مظطرين لقطع 20 كيلومترا من الأدغال للوصول إلى المدرس، طريق محفوف بالمخاطر، الأطفال ليسوا في مأمن، فقد يصادفوا في أي وقت حيوانات مفترسة، جاكسون لايبلغ سوى 13 عاما.
جاكسون: عندما نصادف حيوانا على طريقنا، لا يجب أن نُعاند لأننا نراهن على حياتنا، في احدى المرات صادفنا فيلا على مقربة من منزلنا، تعرفون بالتاكيد ان الفيلة نظرها ضعيف، لكن حاسة الشم عندها قوية. لقد أحس بوجودنا، أكيد تملكه الخوف و إنطلق بأقصى سرعة نحونا، ركضنا بعيدا و قام فلاحقنا. أريد ان انهي تعليمي الإبتدائي و من ثمة الإلتحاق بالطور المتوسط ثم الجامعة لكي أصبح معلما.

اعلان

الحلقة التي تروي حياة جاكسون و سالومي هي أحد الحلقات من سلسة من من أربعة اجزاء من فيلم على طريق المدرسة، الفيلم الذي تم عرضه بمعهد العالم العربي بباريس يتطرق إلى الصعوبات التي يواججها الأطفال يوميا قصد التمدرس، المخرج صور في عدد من البلدان و سلط عدسة كاميرته على التضحيات الضخمة التي يقدمها هؤلاء الأطفال طلبا للعلم، كما يوضح المخرج باسكال بليسن

باسكال بليسن : من مجموع 50 قصة كلها مثيرة و هامة، كنت مضطر للإختيار، هذه القصص الأربعة التي يقوم عليها الفيلم خارقة للعادة، لأن أبطالها أطفال، يواجههون يوميا مخاطر و تحديات مختلفة على طريق المدرسة. المثير للإنتباه أن هؤلاء الأطفال يتعلمون الإعتماد على النفس في أعمار مبكرة. يتعلمون الشجاعة منذ الصغر، الإعتناء بالأخ الصغير أو الأخت الصغيرة، و هذا ما يعنى أنهم ينضجون باكرا عكس أولادنا.
لديهم عزيمة قوية للذهاب إلى المدرسة لأنهم يعرفون أن خلاصهم من هذه الأوضاع لن يتم إلا بالتمدرس.

قصة جاكسون و سالومي و الأبطال الأخرين لفيلم “على طريق المدرسة” هم بمثابة الدليل القاطع على أهمية التربية و التعليم. عزيمة هؤلاء الأطفال تؤكد أنهم قادرون على تغيير مستقبلهم و تحويله إلى مستقبل أحسن في عالم الغد.
هل كانت تجربتكم مماثلة للوصول إلى المدرسة؟ ككل مرة لا تترددوا في إرسال إقتراحاتكم على مواقعنا في مواقع التواصل. و في إنتظار ذلك ألف تحية من كامل طاقم ليرنينغ وورد.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شل حركة النقل العام في ألمانيا بسبب إضراب نقابي

بعدما أثار غضب الغرب.. محكمة دستورية في أوغندا تعيد النظر بقانون يجرّم المثلية الجنسية

وُصفت بـ"المرأة الملعونة" في أوغندا.. عمرها 70 عاماً وأنجبت توأمين