الفلبين: أرضٌ لأحدى العجائب الطبيعة السبع الحديثة

الفلبين: أرضٌ لأحدى العجائب الطبيعة السبع الحديثة
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

تعرف بالاوان بأنها جوهرة الفلبين الخضراء، تنوعها البيولوجي هو الأكثر ثراء في البلاد. الفلبينيون يسمونها جنتهم العذراء الأخيرة. في هذه الحلقة من الحياة الفلبينية نكتشف كنوز بالاوان ومن بينها نهرها الجوفي العجوز.

لنبدأ رحلتنا من مدينة بويرتو برينسيسا المعروفة باسم مدينة الغابة. وهي عاصمة بالاواون. يصل طول جزيرة بالاوان إلى أربعمائة وخمسين كيلومتراً، وهي تتوسط بحر الصين الجنوبي، وبحر سولو. الغابات تغطي أكثر من نصف بالاوان، وقد نجت من إعصار يولاندا الأخير. الحديقة التي يمر بها نهر بويرتو برينسيسا الجوفي تُعتبر أهمَّ كنوزِ الجزيرة حيث تتواجد أشجار الأيكة الساحلية على مد البصر.

لنتعرف على هذه السيدة، إنها سيدة أشجار الأيكة الساحلية، وقد ألفت أغنية أهدتها للغابة و لزوارها. إيدا مويانو تعيش هنا منذ سنوات، وقد سخرت حياتها لحماية أشجار الأيكة الساحلية. فهذه الغابة الساحلية تعتبر من النظم البيئية المعقدة و الأكثر إنتاجاً وفائدةً على سطح الأرض. تقول مويندو: “أشجار الأيكة الساحلية تحافظ على توازن النظام البيئي. كل ما حولنا من حيوانات و أشجار وبشر متوازنٌ على هذا النحو. الأيكة الساحلية تشكل مأوى للحيوانات. إنها تؤمنُ الملاذَ للحياة البرية و الطعامَ للحيوانات.” أوراق الأيكة الساحلية الكثيفة تشكل موطناً لأنواعٍ غريبةٍ و متنوعةٍ من الحيوانات. كثعبان الحلقات الذهبية و هو ثعبانٌ سامٌ ينشط في الليل للانقضاض على فريسته.

نذهب في القارب باتجاه مكان يعبق بالتاريخ صنعته الطبيعة، إنه أطولُ نهرٍ جوفيٍ قابلٍ للملاحة في العالم. اليونسكو صنفته ضمن مواقع التراث العالمي، كما يعتبر واحداً من عجائب الدنيا السبع الطبيعيةِ الحديثة. طوله يصل إلى ثمانية كيلومترات تقريباً ويصب في بحر الصين الجنوبي. تشكلت هذه الظاهرة الطبيعة الخلابة قبل 23 مليون سنةٍ بفعل الحتِّ المطبَّقِ على الصخور الكلسية ما أدى لظهرو مِسلاتٍ باتجاهات متضادة داخل المغارة.

يقول إدوواردو نيتور الذي يعمل كدليل سياحي: “الخفافيش والعصافير تتواجد في هذه الكاتدرائية الطبيعية. و هنا خلفنا وجدنا بعض الحشرات الزاحفة و العنكبوت الكبير و عنكبوت الرتيلاء، كما شوهدت ثعابينٌ والعقاربُ أيضاً.” سقف المغارة يعج بالحياة. حوالي 40 ألف خفاش يعيش هنا في وئام تام مع آلاف الطيور من نوع السَّمام. من المثير للدهشة أن هذا الطائر تكيّف للعيش في الظلام و هو شيء فريد من نوعه في مملكة الطيور. عن طريقة عيش السَّمام يقول نيتور: “الطيور تستخدم الصدى لتحديد مواقع أعشاشها، تلك طريقة تستخدمها الحيتان أيضاً. يطلقون الأصوات، وبفضل ارتداد الأمواج يستطيعون التعرف على وجهتهم داخلَ أو خارجَ المغارة.

الحياة داخل المغارة تعود لملايين السنين. فقبل ثلاث سنوات، قام علماءُ إيطاليونَ باكتشافٍ مذهلٍ، فقد وجدوا على الجدار الكلسي مستحاثات لبقر البحر أو ما يدعى بالخيلانيات تعود إلى عشرين مليون سنة. عن تجربة الدخول في قارب داخل النهر الجوفي يقول لنا الدليل إدواردو نيتور: “الدخول في عمق النهر الجوفي يشبه الدخول في عالمٍ آخر، يضعك في بعدٌ آخرَ لم تختبره قبلاً. عندما تخرج تشعر وكأنك عدت لحياتك الطبيعةِ، و إلى الواقع.”

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هل تبحث عن رياضات شتوية تدفع الأدرينالين في عروقك؟ استكشف هذا المنتجع في جبال القوقاز الكبرى

هندسة معمارية فريدة من نوعها.. كيف تعمل المباني التاريخية في اليابان على إحياء المناطق الريفية؟

ساتوياما: كيف تعيش المجتمعات اليابانية في وئام مع الطبيعة؟