ثمانون عاماً مضت ومهرجان غليندبورن مستمر بتألقه … لقد اصبح مصطلحاً يعني الموسيقى والفن والجمال. انه متجذر في تاريخه وعينه بشغف على المستقبل.
ففي منزل ريفي يعود لما قبل القرن السادس عشر، في منطقة ساسيكس الريفية الانكليزية، اقيم اول مهرجان للموسيقى الكلاسيكية عام 1934. وسرعان ما تحول الى مهرجان عالمي. لقد تفرد فيما يؤمنه خلال فترة الاستراحة بين فصلين من العرض. انها نزهة في الطبيعة. اثناؤها يأخذ الحاضرون قسطاً من الراحة وهم يتناولون الطعام.
روبين تيشياتي، مديرها الموسيقي الجديد، شاب موهوب يعشق الاوبرا ومتحمس: “الاوبرا هدية في حياتي. انها عملية تظهر هوسي بالموسيقى، واكتشاف الصوت البشري. فحين تتعامل مع الصوت البشري والموسيقيين ومهندس الاضاءة والمسرح والتقنيين وقائد الاوركسترا… جميعهم يشكلون مجموعة من البشر… لذلك تثيرني الاوبرا، فكل شخص مهم فيها، فيها التواصل البشري، انها فهم لخفقان قلب المغني، انها معرفة افضل ما يمكن ان يكون عليه البشر، وهكذا فانها عمل مشترك يوصل الى ما هو اعظم مما نحن عليه”.
الاستماع الى قائد الاوركسترا والمخرج والمهندسين والمغنين هي فلسفة عائلة كريستي. بدأت مع جون مؤسس المهرجان الى حفيده غاس المدير الحالي لهذه المؤسسة ذات التمويل الذاتي.
ويقول غاس كريتستي: “اردنا ان نتميز بهذه التجربة الفريدة، لجهة بيئتها اي الحدائق وما نراه على المسرح، اضافة الى ما يقدمه المطعم من مأكولات ومشروبات.. فهذا ليس افضل ما نقدمه وانما افضل ما يمكن القيام به… وهذا هو شعار جدي”.
غليندبورن ليس فقط لفئة معينة ، فعشاق الاوبرا يمكنهم حضورها او مشاهدتها مباشرة على الشبكة العنكبوتية او في صالات السينما.
غاس تطرق ايضاً للتجديد والابتكار في هذا المهرجان: “كما هناك الجانب الفني للامور، حيث تعاملنا مع مخرجين ومهندسين ومصممين لانتاج اوبرا باسلوب فني معاصر. وهذا يحتاج لان يكونوا متخصصين وعليهم ان يتحدثوا للناس. كما نحاول بطرق عدة زرع هذه الافكار وهي ان الاوبرا شكل فني يستحق ان يعطى دفعاً “.
المدير الموسيقى روبين يرى ان “هذا المكان هو مكان عائلي غير تقليدي، ولا بيروقراطية فيه، بدأ مع جون ثم اودري ثم جورج فماري، وعشقوه. ما هو رائع هو ان هؤلاء الناس ارادوا المجيء مرتدين البسة جميلة، لهم شهرتهم، يقضون نزهة في الحديقة يأكلون ويمرحون فيها. انها تجربة جميلة متكاملة، يجب الاحتفاء والزهو بها”.