السويد : ملاجئ لمسيحيي الشرق الأوسط

السويد : ملاجئ لمسيحيي الشرق الأوسط
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

تقدم تنظيم ما يسمى “ بالدولة الإسلامية” أرغم الطوائف المسيحية في سوريا والعراق على الفرار.

على سبي المثال، روبرت وعائلته ، فروا من شمال سوريا إلى السويد، انهم الآن في المدينة الصناعية سودرتاليا المعروفة باستقبالها الأقليات المسيحية التي فرت من سوريا والعراق: مواطن واحد من بين ثلاثة مواطنيين من جذور شرق أوسطية.

منذ خريف العام الماضي السويد منحت المزيد من تصاريح الإقامات الدائمة للاجئين السوريين. في سان غابرييل، مراسيم إستقبالهم جرت في إحدى الكنائس السريانية الأرثوذكسية الست. في الأشهر المقبلة، من المتوقع أن يصل المزيد من اللاجئين من سوريا ومن العراق ايضاً…

أيوب ستيفان، كاهن في الكنيسة الأرثوذكسية السريانية، يقول: “ المسيحيون الذين يأتون من العراق يعانون كثيرا. من دون حكومة ومن دون نظام حضاري، من الصعب على المسيحيين العيش هناك. الكثير منهم قُتلوا .” حالياً، ملايين اللاجئيين السوريين والعراقيين تعيش في المخيمات. بعضهم يحاولون الوصول إلى أوربا. هناك من اختار مدينة سودرتاليا .

انها أصبحت مأوى لمسيحي الشرق الأوسط منذ ستين عاماً.
يتجمعون في حي متواضع حيث معدل البطالة فيه أكثر من بقية المناطق في السويد . مركز رونا ، أصبح بالنسبة لهم مركزاً للتجمع والعبادة.

في الشرق الأوسط، المسيحيون يتعرضون للاضطهاد، اللاجئ المسيحي العراقي خضر الياس يقول إنهم خُيروا بين دفع الأموال أو الموت.

“في البداية دفعنا ، حين جاءوا مرة أخرى واجهنا صعوبة في الدفع … اختطفوني مع ابنتي … لحسن الحظ ، السائق إصطدم بسيارة اخرى، فتحت الباب وهربت. “
اللاجيء السوري المسيحي، روبرت كوكي وعائلته وجدوا بيتاً آخر. الآن، يريدون الاندماج في المجتمع السويدي من خلال الإسراع بتعلم اللغة.
روبرت أخبرنا باللغة السويدية عن أعمال الخطف التي يقوم بها إرهابيون. لإبتزاز الأقليات كالمسيحيين من العراق وسوريا:
“ أعرف اثنين من المسيحيين، شاب ووالده اختطفا وقتلا. الآن، انهم يخطفون الفقراء والطبقة المتوسطة، والأغنياء … الجميع … لذلك أنا خائف جداً، ليس من أجلي فقط ، بل من أجل أولادي . “

إبنتا روبرت، تحاولان بناء علاقة صداقة مع السويديين، وحين تكون هناك حفلة عيد ميلاد، منزل روبرت يبدو كمنزل سويدي .

الآن سنلتقي بإبراهيم. عند وصوله من سوريا قبل ستة أشهر، انضم الى فريق شباب كرة القدم الأكثر غرابة في السويد “ Assyrien Super Stars”. معظم اللاعبين من مسيحيي الشرق الأوسط، المسلمون والأديان الأخرى، مرحب بهم أيضا. في السويد، التسامح لا يزال موجوداً اما في سوريا والعراق فانه أصبح بعيد المنال.

إبراهيم، يمتهن الحدادة، حصل على تصريح عمل فتمكن من الدخول إلى السويد بطريقة قانونية، بيد أن أهو جبريل، خرج من سوريا بطريقة غير شرعية، عبر تركيا واليونان ولاتفيا. عائلته دفعت ثروة كبيرة… نينوس توما، مدرب فريق الشباب Assyriska Föreningen، يقول :
“الآن، بوصول الإسلاميين وقانون ما يسمى بالدولة الإسلامية، انه شيء جديد تماماً: يريدون طرد المسيحيين من المنطقة باسرع وقت ممكن. الخوف يسيطر على الطائفة المسيحية. المنطقة ملتهبة.”

إبراهيم يعيش في ضواحي سودرتاليا. سعيد لأنه تمكن من شق طريقه .

رئيس بلدية سودرتاليا إجتماعي ديمقراطي، خلال الانتخابات الأخيرة الحزب المعادي للمهاجرين هو الذي حصل على أصوات أكثر. السياسيون المحليون يطالبون بتقاسم أفضل للأعباء بين البلديات. عن أسباب مغادرة سوريا، إبراهيم يقول:
“جبهة النصرة اختطفت أحد أقاربنا بينما كان ذاهباً إلى منطقة أخرى. أرادوا قطع رأسه، لا نعرف ما اذا كان قد قتل بالفعل. لهذا السبب القلق دفع عائلتي إلى
مغادرة البلاد. “

افرام يعقوب، رئيس الاتحاد الآشوري في السويد، يقول إن استقرار مسيحي الشرق الأوسط في السويد، سيقضي على جذور ثقافة يعود تاريخها إلى آلاف السنين في المنطقة:
“يومياً، أحصل على أخبار ما بين عشر إلى عشرين عائلة أشورية تغادر العراق الآن. حاليا، هناك إستئصال فعال لنا، نحن مسيحييو المنطقة . مطلبنا الرئيسي من القادة السياسيين والحكومات هو مساعدة الآشوريين على البقاء في الشرق الأوسط.”

صباح اليوم التالي ، إلتقينا بإبراهيم مرة أخرى، في مدرسته في سودرتاليا. انه يريد البقاء في السويد. يحلم بان يصبح مهندساً معمارياً أو مدنياً.
حين سألنا لينا بوستروم، معلمة إبراهيم، عن كيفية تسهيل إندماج اللاجئ في المجتمع السويدي، قالت:
“في البداية ، أشرح لهم المجتمع الجديد الذي سيعيشون فيه : نقوم بالكثير من الرحلات، لاكتشاف العاصمة ستوكهولم، أو لمعرفة كيفية التعامل مع الحالات اليومية. العديد من اللاجئين يواجهون خطر الوقوع في المصيدة في عالمهم الصغيرلذلك من المهم المشاركة في المجتمع “.

السويد أطلقت خدمة التوظيف العام والجامعات السويدية قامت بمبادرة لمساعدة الأكاديميين الأجانب مثل روبرت لبناء أنفسهم مهنيا في أقرب وقت ممكن بعد وصولهم إلى السويد. اليوم، روبرت على موعد مع مستشارته المهنية الشخصية.

قياساً بعدد السكان، أي بلد آخر في الاتحاد الأوروبي لم يستقبل هذا العدد من طالبي اللجوء. دول أوربية أخرى تحاول هذا ايضا. السؤال هو: ما أسباب إخلاء الشرق الأوسط من أقلياته التي تعد ثراءً للمنطقة باكملها؟

Bonus interview: Boel Godner, mayor of Södertälje
مدينة سودرتاليا السويدية تستقبل المزيد من اللاجئين من سوريا والعراق ، انها استقبلت أكثر من اي بلد أوربي آخر. يورونيوز تحدثت إلى رئيس بلدية سودرتاليا، بويل غودنر (الاشتراكي الديمقراطي). للاستماع الى المقابلة (باللغة الإنكليزية).، الرجاء استخدام الرابط أدناه.

Bonus interview: Afram Yakoub, Assyrian Federation of Sweden
للاستماع الى المقابلة الكاملة (باللغة الإنجليزية) مع رئيس الاتحاد الآشوري في السويد، افرام يعقوب، الرجاء استخدام الرابط ادناه. يورونيوز التقت به في سودرتاليا، جنوب ستوكهولم.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها