واشنطن وكوبا تدشنان عهدا ديبلوماسيا جديدا

واشنطن وكوبا تدشنان عهدا ديبلوماسيا جديدا
بقلم:  Adel Dellal
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

منذ وقت ليس بالطويل أعلن الرئيس الأميركي باراك اوباما عن فتح "عهد جديد" مع كوبا ملتزما بأن يبحث مع الكونغرس رفع الحظر المفروض على الجزيرة منذ نصف قرن، بعد اعطائه الاذن باعادة العلاقات الدبلوماسية كامل

اعلان

فرحة الطلاب في هافانا في كانون الأول-ديسمبر الماضي بعد الإعلان عن عودة الدفء في العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة. الإعلان عن استئناف العلاقات الديبلوماسية بعد حوالي خمسين عاما من القطيعة جعل الطلاب يهتفون “معك فيدال إلى الأبد“، على أمل رؤية مستقبل أكثر اشراقا من الذي عاشه أولياؤهم.

في العام تسعة وخمسين من القرن الماضي أسقط الثوريون بقيادة فيدال كاسترو نظام باتيستا واستولوا على السلطة في كوبا. اعتماد النظام الشيوعي عجل بفتور العلاقات مع واشنطن وخاصة مع تأميم الشركات الأميركية.

تدريجيا بدأت الولايات المتحدة تضيق ذرعا لتقرر في النهاية الإطاحة بكاسترو. في العام واحد وستين كانت التجربة الكارثية لخليج الخنازير. في السابع عشر أبريل-نيسان قامت الولايات المتحدة بإنزال ألف وخمسمائة كوبي من المنفيين المعارضين على الجزيرة لقلب النظام ولكن السلطات كانت لهم بالمرصاد بفضل مساعدة أجهزة الاستخبارات السوفييتية أنذاك. وخلال ساعات قتل مائة وثمانية عشر شخصا وأسر ألف ومائتي أخرون.

في فبراير-شباط إثنين وستين كينيدي يفرض الحصار على كوبا والذي لا يزال ساريا حتى اليوم. وفي تشرين الأول-أكتوبر، ظهرت أزمة الصواريخ التي كادت أن تشعل حربا نووية بعد أن اكتشفت الولايات المتحدة وجود صواريخ سوفييتية على الجزيرة. ووسط الكثير من التوتر وافقت موسكو على سحب الصواريخ مقابل تعهد واشنطن بعدم مهاجمة كوبا.

أواصر التقارب زادت أكثر من أي وقت مضى بين موسكو وهافانا خلال الحرب الباردة. عند إنهيار الاتحاد السوفياتي، فقدت كوبا حاميها ولكنها قررت إعادة بناء نفسها تجاريا وديبلوماسيا ولكن عمق الأزمة الاقتصادية ساهم بشكل كبير في تدهور مستوى المعيشة.

محاولات الهروب عبر القوارب تضاعفت وأصبح المئات يغامرون بحياتهم يوميا للوصول إلى خليج فلوريدا. شوكة إضافية في العلاقات الديبلوماسية بين البلدين كحالة اليان غونزاليس في العام تسعة وتسعين الذي نجا من حادث غرق ودارت بشانه معركة سياسية بين كل من حكومة الولايات المتحدة وبين الجالية الكوبية التي تعيش في مدينة ميامي جنوب فلوريدا عندما قررت السلطات الأميركية إعادته إلى كوبا.

منذ وقت ليس بالبعيد اعلنت واشنطن وهافانا تطبيع علاقاتهما، لتضعا حدا لحرب باردة استمرت لأكثر من خمسين عاما. الخصمان التاريخيان دشنا عهدا جديدا، حيث أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أنّ الحصار المفروض على كوبا فشل، وأن واشنطن تأمل في أن تعزز بهذه المبادرة مكانتها في منطقة أميركا اللاتينية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وزير الخارجية الصيني في جولة دبلوماسية إلى نيوزيلندا وأستراليا

فيديو: من كوبا والإكوادور مرورا ببريطانيا ولبنان.. مظاهرات تطالب بوقف إطلاق النار في غزة

شاهد: مزاد للسيجار الكوبي يجمع نحو 18 مليون يورو