أذربيجان: الإرث الالماني جزء من التراث الثقافي الأذربيجاني

أذربيجان: الإرث الالماني جزء  من التراث الثقافي الأذربيجاني
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

بين بداية القرن التاسع عشر والعشرين ، أكثر من مئتي ألف ألماني انتقلوا إلى منطقة القوقاز. لماذا؟ ومن هم وما هو الأرث الذي تركوه ؟

أول المستوطنين الألمان وصلوا إلى أذربيجان في العام 1818. مائتي أسرة المانية جاءت إلى مدينة اليزابتول واسمها الآن غانجه.
تم تأسيس مدينة هيلوندورف بعد عام واحد من قبل 120 عائلة. بحلول عام 1918 أكثر من ستة آلاف الماني استقروا في ثماني مستوطنات في المنطقة. لكن لماذا جاءوا إلى القوقاز؟

شركية هوماتوفا، رئيسة دائرة الثقافة والسياحة، غويغول، تقول: “الألمان الذين وصلوا الى هنا في بداية القرن التاسع عشر كانوا من مدينة ورتمبيرغ، جاءوا إلى هنا بسبب الفقر في بلادهم والظروف البائسة والحرب والبطالة. في الوقت ذاته الحكومة الروسية أرادت زيادة عدد المسيحين في هذه المنطقة “. اليوم، لم يعد هناك ألمان في غويغول . آخر شخص كان فيكتور كلاين، توفي في العام 2007 في الثانية والسبعين من العمر. صديقه الحميم فكرت اصطحبنا إلى منزله الذي بناه والد فيكتور قبل قد يصبح متحفاً.

فكرت اسماعيلوف، يقول: “أهلاً بكم في منزل فيكتور، هنا عاش فيكتور، حافظنا على كل شيء بطريقة جيدة.” الدخول إلى منزل فيكتور بمثابة رحلة عبر الزمن. فيكتور كلاين كان يمارس عملاً تقنياً في الراديو. يتحدث الألمانية والأذرية والروسية. وكان منسجماً في بلد متعدد الثقافات.

فكرت اسماعيلوف يقول:
“في المطبخ يوجد فِرنان، فرن ألماني وآخر من الحقبة السوفيتية. الألماني أفضل.”

“ التقيت بفيكتور في العام 1951 في معسكر الشباب واستمرت صداقتنا لغاية وفاته. كنا نتبادل الزيارات وكنا مقربين جداً.”

في العام 1941، بعد الهجوم النازي ضد الاتحاد السوفياتي، موسكو أصدرت مرسوماً يرغم الألمان على مغادرة القوقاز.

لحسن الحظ، عائلة فيكتور تمكنت من البقاء. لكن، خلال أسبوع واحد، تم ترحيل حوالي مئتي ألف ألماني من القوقاز إلى آسيا الوسطى وسيبيريا. أكثر من اثنين وعشرين ألف ألماني كان عليهم أن يغادروا أذربيجان. هذه الهجرة الاجبارية كانت ضربة معنوية قوية لهذا المجتمع الذي كان مترسخاً هنا منذ أكثر من قرن من الزمن. فكرت اسماعيلوف: “ والده كان من كبار الأطباء البولنديين، وكان عضوا في الحزب الشيوعي. آنذاك، كان هناك قرار ينص على عدم ترحيل المتزوجين من جنسيات أخرى. لهذا السبب تمكنوا من البقاء.” فيكتور كبقية الألمان في المدينة، كان يحب إنتاج النبيذ المصنوع محلياً . ونقل هذا الاهتمام إلى مدينة غويغول على نطاق استمر لغاية الآن.

النبيذ هو جزء من تراث المستوطنين الألمان. في العام 1860، أسسوا أول مصنع للمشروبات الروحية هنا في غويغول .

في نهاية القرن التاسع عشر، المصنع الذي اسسه الإخوة فواغه وهومل انتج حوالي 60٪ من النبيذ في المنطقة. أنه لا يزال من أغزر مصانع النبيذ في البلاد.

راسم عمروف، رئيس مصنع النبيذ في غويغول، يقول: “ا المصنع استمر بالعمل خلال العهد السوفياتي، أنتج الكونياك والمشروبات الروحية التي كانت تباع في السوق الروسية وأوروبا.” بصمات الألمان موجودة على الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري أيضاً.

أول كنيسة لوثرية في أذربيجان شيدت هنا في العام الف وثمانمئة وسبعة وخمسين 1857. اليوم، اصبحت متحفاً. التجول في وسط المدينة، يتيح لنا رؤية أكثر من ثلاثمئة منزل ألماني على امتداد الشوارع وبشكل متوالي. ، يقول فكرت، وهو مهندس معماري سابق: “هناك أشياء تعلمناها منهم، وأشياء تعلموها منا. في العام 1822 هذا النوع من البناء كان تقدما كبيرا. آنذاك، الشوارع في المدن الأذرية كانت منحنية “. الألمان مجتمع نشط ومتكامل بشكل جيد في أذربيجان. تراثهم اصبح جزءا من التراث الثقافي الأذربيجاني.

في العدد المقبل من أذربيجان لايف، سنتوجه إلى القوقاز الكبرى للتعرف على حرفيي لاهيج المعروفين بالصناعة النحاسية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

صفران بولو مدينة تركية تزخر بمنازل عثمانية أسطورية حيث ينبت "الذهب الأحمر" بوفرة

هل تبحث عن رياضات شتوية تدفع الأدرينالين في عروقك؟ استكشف هذا المنتجع في جبال القوقاز الكبرى

هندسة معمارية فريدة من نوعها.. كيف تعمل المباني التاريخية في اليابان على إحياء المناطق الريفية؟