يوم النصر: قصة رجل مقاوم

يوم النصر: قصة رجل مقاوم
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

الثامن من آيار/مايو، تستعيد فرنسا ذكرى تحريرها من الاحتلال النازي. كان ذلك قبل سبعين عاماً. عام 1940، وخلال الحرب العالمية الثانية، مدينة ليون تتحول

اعلان

الثامن من آيار/مايو، تستعيد فرنسا ذكرى تحريرها من الاحتلال النازي. كان ذلك قبل سبعين عاماً.

عام 1940، وخلال الحرب العالمية الثانية، مدينة ليون تتحول الى منطقة محررة وعاصمة للمقاومة ومركز لها.

لكن بعد عامين، الشرطة السرية الالمانية، الغيستابو، عادت لتستقر فيها. وتتحول مدرسة الخدمات الصحية العسكرية في جادة بيرتيلو الى مركز للاستجواب. جان نالي احد اولئك الرجال الذين شاركوا في عمليات التحرير.

نالي ولد في عائلة متواضعة في الرابع عشر من ايلول/سبتمبر عام 1923.

عام 1941 بدأ عمله النضالي وكان في السادسة عشرة من عمره. التحق بالشبكة السرية “شاريت” “Charette” التي كانت والدته احدى اعضائها. فكان يساعد في توزيع المنشورات والصحف السرية. وبعد ثلاثة اعوام انضم الى المقاومة، لكنه اعتقل.

  • اعتقال وتعذيب*

جان نالي يتذكر تلك اللحظات: ““شاريت” كانت تجمع المعلومات وتشكل وحدات التمرد وتزور الاوراق الرسمية التي وصل عددها الى ثلاثين الفاً. وكنا نتوقع اعدامنا بالرصاص عند القاء القبض علينا. قبض علي في الحادي والثلاثين من مارس/ آذار عام1944، ونقلت مباشرة الى هنا الى هذا المكان. عذبوني، واغرقوني ولاستعيد وعيي كنت اركل بالاقدام واضرب بالعصي. فلم استطع الجلوس مدة ستة اشهر لما تلقيته من ضربات على عمودي الفقري وردفي”.

في مقطورة للبهائم

الى المانيا “في الثامن من مايو/ ايار نقلت في تلك المقطورات المخصصة للبهائم، وكنا مئة وعشرين شخصاً في كل منها، وحين وصلنا كان قد مات العشرات منا، وقسم فقد عقله بسبب نقص المياه، والقسم الآخر مات خنقاً بسبب ضيق المساحة وضعف التهوية. فكنت اتنفس لاصقاً فمي على الباب المقطورة”.

بوخنلاند

القطار اوصلنا الى بوخنلاند Buchenwald. وهناك اعطوا كلاً منا رقماً، فلم يعد لنا اي اسم وكان علينا ان نتلفظ به بالالمانية : 49839. فبقي محفوراً في ذاكرتي حتى الموت”.

كسر الحجارة

“هناك كنا في خيام للحجر الصحي. وللنوم كنت كالآخرين مجبراً على افتراش الارض وابعاد ساقيي عن بعضهما والاتكاء على ظهر احدهم جلس امامي في المساحة بين الساقين. فامضينا في هذه الخيام حوالى اربعين يوماً.
الحقت بمهنة كسر الحجارة فكنت اكسر الحصى مدة اثنتي عشرة ساعة في اليوم. الوقوف كان ممنوعاً كما كان ممنوعاً الكلام مع الآخرين. كل ذلك من اجل تحطيمنا”.

التخريب في مصنع للطائرات

بعدها نقل نالي الى مركز للتدقيق بقطع الطائرات تابع لقيادة شونيبيك Schönebeck “لم يكن الامر سيئاً اذ جعلناهم يدفعون الثمن. لم افهم ابدأ كيف يستخدمون، في مصانع للاسلحة، شباناً اوقفوا لانهم مقاومون”.

لقد قرر الرجل الا يعمل “وصلت وكان هناك معتقل آخر بلجيكي فقال لي “جئت لتعمل“؟ اجبته “لا… وانت؟ “ … “انا ايضاً”. اذا سنتفق. فكنا نمرر القطع الصالحة والمعطلة وهكذا طال التخريب عمليات تركيب القطع”.

مسيرة الموت

“كان يجب القضاء على الجميع اليهود وكل من هو موجود في المخيمات. لكن الهجوم الروسي استؤنف. وكي لا نقع بين ايدي الروس او الاميركيين، قادنا عناصر وحدة الحراسة الخاصّة بهيتلر في طرقات ملتوية داخل المانيا وبالتأكيد لاغراقنا في البلطيق. فسرنا تسعمئة كيلومتر على الاقدام”.

التحرير

اعلان

ويختم نالي: “حررت في الثامن من مايو ايار عام 1945. في بداية السير كنا خمسة آلاف شخص. وحين وصلنا صرنا خمسمئة تقريباً. وزني قارب الثمانية والثلاثين كيلوغراماً عند الوصول. واحتجت لثلاث سنوات ليقارب الخمسين كيلوغراماً”.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

معتقلات النازية في ذاكرة أطفال عايشوا الحرب

الحرب العالمية الثانية برواية فنان روسي

شاهد: في جولة فريد من نوعها.. فرنسا تسمح للصحافة بدخول غواصة فرنسية تعمل بالطاقة النووية