ليتوانيا تناضل للاستقلال في مجال الطاقة

ليتوانيا تناضل للاستقلال في مجال الطاقة
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

هل الشركة الروسية غازبروم خالفت القانون الأوروبي برفعها أسعار الغاز الطبيعي المصدر إلى ليتوانيا؟ المفوضية الأوروبية بدأت تحقيقاً لمكافحة الاحتكار. كيف يمكن لدول البلطيق الاستقلال في مجال الطاقة؟

صباح كل يوم، هؤلاء الرجال يتوجهون إلى الميناء الليتواني كلايبيدا في الشمال الغربي للبلاد.
“ استقلال” سفينة محمية بشكل جيد، انها محطة كبيرة للغاز الطبيعي المسال، لتخزين الغاز الطبيعي الذي يشُحن من النرويج لتغذية شبكة أنابيب البلطيق.
ما سيضع حداً للاحتكار الذي كانت تمثله روسيا في دول البلطيق، إذ يمكن للمحطة الليتوانية عند الحاجة إمداد إستونيا ولاتفيا اللتين تعتمدان بشكل كبير على “غازبروم”.

تاداس ماتيوليوناس، مدير كلايبيدا للغاز الطبيعي المسال ، يقول:
“هذه السفينة، هذه المحطة وفرت للمرة الأولى في تاريخ ليتوانيا الغاز الطبيعي القادم ليس من الشركة الموردة الوحيدة غازبروم، بل من مكان آخر في العالم.
الآن، لدينا غاز طبيعي يتدفق من ليتوانيا عبر لاتفيا الى استونيا، حالة كان من الصعب تخيلها قبل عام. “

المفوضية الأوروبية فتحت تحقيقاً ضد شركة غازبروم الروسية لأنها خالفت القوانين الأوربية في ثماني دول هي بولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر وبلغاريا ودول البلطيق الثلاث. وفقاً للمفوضية الأوروبية هناك زيادة في الأسعار حوالي 40 في المئة في بعض الدول. روسيا تنفي هذا..

لمساعدة دول البلطيق للخروج من هيمنة شركة غازبروم، الاتحاد الأوروبي يعزز التعاون الإقليمي. هناك شبكة جديدة للغاز بين استونيا وفنلندا وبين بولندا وليتوانيا ….

هناك أيضا تعزيز لقدرات خط الانابيب من لاتفيا إلى ليتوانيا وكذلك نحو كلايبيدا ومحطة الغاز الطبيعي المسال.

سيتم الانتهاء من خط الانابيب هذا بحلول نهاية العام. انه سينقل الغاز القادم من النرويج. تكلفة مائة وعشرة كيلومترات من المحطة العائمة في كلايبيدا هي 64 مليون يورو. الاتحاد الأوربي سيدفع نصفها تقريبا لأنه يرى أن المشروع يصب في المصالح الأوربية المشتركة .
الهدف هو تحرير سوق الغاز. هذا يعني لا يجوز امتلاك الغاز وشباكته في ذات الوقت. قاعدة لا ترضي شركة غازبروم بيد أن العمل جارِ لبناء خط الانابيب الجديد هذا.

داريوس ديديتس ، عامل بناء خط أنابيب، يقول:
“ نقوم ببناء خط أكبر لانابيب الغاز من كلايبيدا إلى کورشنای . هذه البنية التحتية مهمة جداً لنقل الغاز الطبيعي المورد إلى ليتوانيا من محطة الغاز الطبيعي المسال الجديدة. خط الأنابيب الحالي صغير جداً ولم يكن كافيا “.

بطلب من ليتوانيا، المفوضية الأوروبية أطلقت تحقيقا يتعلق بتسعير غازبروم. ولأن مبلغ الغرامة حوالي عشرة مليارلات يورو، الشركة الروسية العملاقة تبحث عن حل ودي مع المسؤولين الأوربيين. على اية حال، ليتوانيا فخورة بهذا الاجراء الجديد.

أندريوس داكيس ، المدير الفني لشبكة عنبر ، يقول:
“ خط الانابيب هذا مهم جدا لأنه يسمح بتوريد الغاز وتلبية احتياجات دول البلطيق الثلاث أكثر من 80 في المئة .”

ليتوانيا ترحب بالإجراءات القانونية للمفوضية الأوروبية (ضد غازبروم)، تقول: انها أنهت “الابتزاز السياسي والاقتصادي المدعوم من الكرملين “. وزير الخارجية الروسي يقول إنها خطوة “غير مقبولة”. حين تحدثنا مع وزير الطاقة الليتواني عن هذا، قال:

وزير الطاقة الليتواني روكاس ماسيليوس يقول:
“ليتوانيا قررت الحصول على مصدر ثانِ للطاقة لتوليد الكهرباء والغاز لوضع حد للاعتماد الكلي على الروس. بعد قرارنا هذا بدأت جميع أشكال العقوبات. سعر الغاز المورد إلينا ارتفع بنسبة عشرين في المئة مقارنة مع جيراننا. من الواضح أن هذه التسعيرة كانت سياسية وكان علينا الدفاع عن نفسنا.
اننا نتحدث عن مليارات اليوروهات… علينا أن نُظهر أن في أوروبا قواعد يجب أن تحترم ليس من قبل الأوروبيين فقط بل ومن الدول الأخرى ايضاً ومنها غازبروم “.
هناك مشاكلة أخرى مع روسيا. انها متهمة بعرقلة تأسيس كابل تحت بحر البلطيق .يربط ليتوانيا بالسويد. موسكو تقول إنها تحمي مناطق التدريبات العسكرية هناك.

على الشاطئ، تم التسريع بالعمل على تاسيس كابل لتوصيل الكهرباء بطاقة 700 ميغاواط بين السويد وليتوانيا، من المقرر أن ينتهي في نهاية هذا العام. وكابل آخر بطاقة 500 ميغاواط لربط شبكة بين ليتوانيا وبولندا.
ليتوانيا تريد ايصال شبكتها بالشبكة القارية الأوروبية للإندماج بشكل نهائي مع الغرب، التقينا بمدير Litgrid، مركز السيطرة على شبكة الكهرباء في ليتوانيان دايفس فارباسكاس:
“استراتيجية دول البلطيق على المدى البعيد، استراتيجية ليتوانيا، هي التزامن مع أوروبا القارية. حاليا، اننا متزامنون مع الاتحاد السوفياتي السابق بالنسبة لنظام الكهرباء.
تم تصميم الشبكة قبل حوالي خمسين أو ستين أو سبعين سنة. مهمتنا هي أن يكون الأعتماد متبادلاً مع شركائنا، جيراننا في الاتحاد الأوروبي، ليس اقتصاديا فحسب، بل وتقنيناً أيضا “.

هناك طريقة أخرى للعمل من أجل ليتوانيا وأمن الطاقة في الاتحاد الأوروبي هي خفض استهلاكها. الاتحاد الأوروبي أطلق برنامجاً لتحديث الطاقة بكميات هائلة، تمويل مشترك مع البنك الأوروبي للاستثمار،
كما تم توجيه دافعي الضرائب الأوروبيين للعمل على العزل الحراري للشقق القديمة ، مثال، هنا في العاصمة الليتوانية.

جيديميناس بيرفيلس، مدير جمعيات السكان المحليين، يقول:
قبل التجديد، نظام التدفئة لم يكن متوازناً أي أن الذين يعيشون في زوايا المبنى يشعرون بالبرد.
في حين أن الذين يعيشون في وسط المبنى يشعرون بالحرارة حتى في منتصف الشتاء، كان عليهم أن يتركوا النوافذ مفتوحة…. الآن، يمكنك تنظيم التدفئة في شقتك … الدعم الحكومي كان حوالي اربعين في المئة من تكاليف التجديد أو أكثر. بالنسبة للذين يعيشون على الإعانات الاجتماعية، الحكومة تدفع جميع تكاليف التجديد … أجل، انها تدفع 100 في المئة …”

هناك ألف مشروع للتحديث سينفذ لغاية نهاية هذا العام في انحاء ليتوانيا. أربعة وثلاثون ألف شقة، لا تزال بحاجة للتجديد …
روتا مع طفلها الصغير وابنها الأكبر سنا وزوجها يعيشون في شقة مساحتها أربعة واربعين مترا مربعا. تسعة آلاف يورو هي تكاليف التجديد، كان على الأسرة أن تدفع خمسة آلاف يورو فقط ، تمت تغطية ما تبقى من الأموال العامة الأوربية والليتوانية.

المواطنة روتا تقول:
“في فصل الشتاء، غالباً ما كان علينا أن ندفع شهريا في المتوسط ​​حوالي تسعين يورو، هذا كثير جدا بالنسبة لنا. بعد عمليات التحديث، آمل أن أتمكن من توفير ثلاثين في المئة من تكلفة التدفئة بعد التجديد بيئتنا المعيشية ستكون أجمل وأكثر صحية للأطفال، فواتير الكهرباء ستكون أقل، ومساكننا ستكون أكثر دفئاً وسيكون هناك توفير في الطاقة “.

في ليتوانيا، الكثير يتساءلون ماذا لو قطعت روسيا الغاز والكهرباء؟ الآن، هناك إجابة على هذا السؤال: ليتوانيا وجيرانها في البلطيق ستحصل على الطاقة من مكان آخر. تنويع مصادر الطاقة هي العبارة السحرية للاحتفاظ بأنوار ساطعة.

للمزيد:

“على غازبروم الامتثال لقواعد المنافسة في الاتحاد الأوروبي”

للاستماع الى المقابلة مع ماريوس جينيس Juonys، الخبير في قانون المنافسة في الاتحاد الأوروبي، يمكنك استخدام هذا الرابط.
انه مستقر في العاصمة الليتوانية فيلنيوس ويعمل لLawin للمحاماة المتخصص بالأعمال التجارية التي تغطي دول البلطيق الثلاث. المقابلة باللغة الإنجليزية.
‘‘Gazprom should comply with EU competition rules’‘

“ الروس حاولوا معاقبتنا”

وزير الطاقة الليتواني روكاس ماسيليوس، يوضح لنا (في اللغة الإنجليزية) سبب استثمار بلاده في البنى التحتية للطاقة الجديدة. يورونيوز التقت به في العاصمة فيلنيوس. انه يتحدث عن إساءة استخدام الوضع المهيمن في السوق من قبل الشركة الروسية العملاقة للغاز الطبيعي غازبروم، وعن المحطة الجديدة للغاز الطبيعي المسال في ليتوانيا وعن وجود خط أنابيب مزمع من ليتوانيا نحو بولندا.
‘‘The Russians tried to punish us’‘

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج

بولندا لن تتخلص بسهولة من الفحم رغم التلوث الذي يقضي على 50 ألف شخص سنوياً فيها