الانتخابات االيونانية..خارطة الطريق

الانتخابات االيونانية..خارطة الطريق
بقلم:  Aissa Boukanoun
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يعود اليونانيون إلى صناديق الاقتراع في 20 أيلول/سبتمبر للمرة الثالثة هذه السنة في أجواء من الغموض بشأن الحكومة التي ستنبثق عن هذا الاقتراع لكن دون شكوك في برنامجها بعد إجراءات التقشف التي أقرت بطلب من

اعلان

هي ثالث مرة يدعى فيها اليونانيون إلى صناديق الاقتراع منذ مطلع هذا العام الحافل بالأحداث والتقلبات والذي واقفت خلاله اليونان التي تعتمد منذ خمس سنوات على المساعدات المالية، على برنامج تقشف جديد لقاء خطة مساعدة دولية ثالثة بقيمة 86 مليار يورو.

عرض وتقديم عيسى بوقانون

يعود اليونانيون إلى صناديق الاقتراع في 20 أيلول/سبتمبر للمرة الثالثة هذه السنة في أجواء من الغموض بشأن الحكومة التي ستنبثق عن هذا الاقتراع لكن دون شكوك في برنامجها بعد إجراءات التقشف التي أقرت بطلب من الدول الدائنة.
وتنظم هذه الانتخابات بعد استقالة رئيس الحكومة ألكسيس تسيبراس في 20 آب/اغسطس بعد سبعة أشهر على تسلم حزبه اليساري الراديكالي سيريزا السلطة. مباشرة بعد استقالته، أصبحت تقود البلاد حاليا بالوكالة رئيسة المحكمة العليا فاسيليكي ثانو.

عن استقالة تسيبراس

وكان تسيبراس استقال بعدما خسر ربع النواب الأكثر ميلا إلى اليسار خلال تصويت في 14 آب/اغسطس على خطة المساعدة الثالثة للبلاد التي تبلغ قيمتها 86 مليار يورو وقبل بها رغما عنه في تموز/يوليو الماضي مع الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.وكانت تلك لحظة صعبة للرجل الذي خاض حملة ضد إجراءات التقشف بعدما وقعت اليونان خطتين مماثلتين منذ 2010 تبلغ قيمتهما الاجمالية 240 مليار يورو.
ويأمل تسيبراس في الحصول في انتخابات 20 ايلول/سبتمبر، على الغالبية المطلقة التي لم ينجح في جمعها بفارق مقعدين في كانون الثاني/يناير الماضي.
استطلاعات الرأي
قبل أسبوع من الانتخابات أظهر استطلاع للرأي نشر الأحد تقدما طفيفا جدا لحزب سيريزا اليساري الراديكالي على حزب الديموقراطية الجديدة المحافظ، مع وجود نسبة عالية من المترددين.
وفي الواقع يستفيد حزب الديموقراطية الجديدة من الاختراق غير المتوقع الذي حققه فانغيليس مايميراكيس الذي وصل الى قيادته قبل شهرين فقط ويدعو الى حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل الأحزاب التي صوتت لصالح الخطة من سيريزا إلى باسوك (الاشتراكيون) وتو بامي (يسار الوسط).وحتى الآن استبعد تسيبراس حكومة وحدة وطنية مع حزب الديموقراطية الجديدة.
إيفاجيلوس ميماراكيس.. وسطي يسعى إلى المصالحة ويسهل التحاور معه ؟

يعتبر ايفاجيلوس ميماراكيس، والذي يطالب ملحا بطرد “المهاجرين غير الشرعيين” إلى بلدانهم الأصلية،زعيم حزب الديمقراطية الجديدة اليميني، و الذي تقلد المنصب بمحض الصدفة،بعد استقالة رئيس الوزراء الأسبق أنتونيس ساماراس. يطالب ميماراكيس بتشكيل حكومة ائتلاف من أجل الانتعاش الاقتصادي وإبقاء الاتفاق مع الدائنين كما هو لمدة عام على الأقل.تقلد بين 2006 و 2008 منصب وزير الدفاع.
ويشير المحللون إلى أن ميماراكيس يدعو إلى الاطمئنان لموقعه كوسطي يسعى إلى المصالحة ويسهل التحاور معه والذي بلوره في رئاسة البرلمان بين 2012 و2015. كما يعتبره آخرون منافسا قويا لألكسيس تسيبراس
يعتبر ميماراكيس، تسيبراس سببا في “جلب الدمار للبلاد،وأنه سبب المشاكل التي تمر بها البلاد،و التي تفاقمت في وقت قصير جدا منذ استلام رئيس الوزراء المستقيل زمام السلطة في البلاد”

*ألكسيس تسيبراس: معارض شرس ومفاوض بحنكة دبلوماسية؟ *

لم يكن ألكسيس تسيبراس معروفا لدى العامة قبل أربع سنوات،أما اليوم فقد أصبح نجمه صاعدا،بفضل أفكاره ورؤاه السياسية التي دفعت بغالبية يونانية كبيرة أن تمكنه من الظفر برئاسة الوزراء، في وقت كانت اليونان ترزح تحت عتمات أزمات اقتصادية قاهرة.لكن هل إن تسيبراس،لا يزال يحظى بثقة من انتخبوه و صوتوا لصالحه،في حزب سيريزا؟ و هو الرجل الذي هزت انتفضاته السياسية أركان أوروبا، بعد أن نحا منحى تغييرسياسي بعمق استراتيجي، لمجابهة الأزمة التي فيها بلاده تتخبط؟.
لكن يبدو أن ألكسيس تسيبراس لا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين اليونانيين الذين لا يزالون متمسكين بانتمائهم لأوروبا رغم التضحيات الجديدة التي تنتظرهم.
في الخامس والعشرين من يناير من العام 2015،حقق الرجل ما كان يصبو إليه حزبه،وهو ذلك الذي ينادي بمكافحة سياسة التقشف بكل المقاييس.وقد استقال تسيبراس الذي واجه انشقاقا داخل حزبه استقال في 20 اب/اغسطس “للسماح للشعب اليوناني بالحكم على أدائه”.
مع إشتداد الأزمة السياسية والإقتصادية في اليونان بين عامي 2010 و 2012 ، اتخذ تسيبراس موقفا ضد خطط الإنعاش القاسية والمتزايدة المفروضة التي فرضتها الترويكا على اليونانيين.هذا الدور الحازم الذي لعبه تسيبراس مكن سيريزا من احتلال المركز الثاني في الانتخابات التشريعية في مايو/أيار الفين واثني عشر بنسبة ست عشرة فاصل ثمانية وسبعين في المائة.
وبشكل عام، اثار تسيبراس ارتياح اليونانيين بتجنبه خروج البلاد من منطقة اليورو بتوقيع خطة المساعدة رغم أنها تتعارض مع وعوده.

الاقتصاد اليوناني إلى أين؟

لكن كثيرين ما زالوا يتساءلون عن الاشهر السبعة التي كان خلالها الاقتصاد مصابا بالشلل برعاية وزير المالية يانيس فاروفاكيس، أو جدوى الدعوة إلى استفتاء في الخامس من تموز/يوليو رفض فيه 62 بالمئة من اليونانيين خطة المساعدة ليروا تسيبراس يوقعها بعد ثمانية أيام.ويضاف كل ذلك إلى فرض إجراءات صارمة على المصارف للحد من تنقل رؤوس الأموال.
وتدابير التقشف الجديدة التي تتضمن زيادة في ضريبة القيمة المضافة، هي التي اثارت الانشقاق في صفوف سيريزا.وعاد تسيبراس في حملته إلى خطابه اليساري الراديكالي الذي خفف من لهجته قليلا في الاشهر الاخيرة. وهو يتهم حزب الديموقراطية الجديدة بانه يقف في صف “اوروبا (فولفغانغ) شويبله” وزير المالية الالماني الذي يتهم بالتشدد.
حتى وإن باتت الأحزاب الكبرى تركز في حملاتها على هوامش المناورة الممكنة لحكومة مقبلة.لكن لا يشكك أي حزب بمبدأ الخطة بحد ذاتها مما يثير ارتياح الدائنين.
وخلال اجتماع لمنطقة اليورو في بروكسل قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان ملخصا الشعور السائد “ليس هناك سبب محدد للقلق اليوم بما أن كل الأحزاب (اليونانية) التي يمكن أن تحكم بشكل ما أيدت الخطة”.وفي كل الأحوال يقول محللون إنه يجب أن تكون الحكومة اليونانية متعاونة إذا أرادت بدء مفاوضات حول إعادة هيكلة الديون اليونانية التي تشكل 200 بالمئة من اجمالي الناتج الداخلي.

الانتخابات و أزمة اللاجئين

تجري هذه الحملة في أجواء غير مسبوقة من تدفق اللاجئين وخصوصا السوريين على السواحل اليونانية. وقد بلغ عددهم نحو 230 ألفا منذ كانون الثاني/يناير مقابل 17 الفا و500 للفترة نفسها من 2014.
وستكون هذه خامس انتخابات تشريعية خلال ست سنوات في بلد يعاني أزمة اقتصادية حادة ووصلت نسبة البطالة فيه إلى 25% من القوى العاملة.
عن الوضع الاجتماعي في اليونان في ظل الانتخابات الحالية عرف اليونانيون خلال ثمانية أشهر منذ تولي تسيبراس مهامه كل أنواع التطورات مع إغلاق المصارف في نهاية حزيران/يونيو لتفادي حركة هلع مالي، وفرض رقابة على رؤوس الأموال وتنظيم استفتاء في 5 تموز/يوليو حول المقترحات الأوروبية سعيا لإخراج البلاد من المأزق.
وبالرغم من التبدل المدوي في مواقفه لا يزال الكسيس تسيبراس الذي أصبح في كانون الثاني/يناير أول رئيس وزراء من اليسار الراديكالي في أوروبا، يتمتع بشعبية كبيرة بين اليونانيين المتمسكين بانتماء بلادهم إلى منطقة اليورو.

ثقل المعارضة اليونانية

غير أن المعارضة اليمينية وحزب “الوحدة الشعبية” الجديد بقيادة بانايوتيس لافازانيس المشكك في الاتحاد الاوروبي والمنشق عن سيريزا، طالبوا بإجراء الانتخابات في 27 ايلول/سبتمبر من أجل تمديد الحملة الانتخابية . لكن لم ينتظر تسيبراس الإعلان الرسمي عن موعد الانتخابات لينطلق في المعركة سعيا لإعادة انتخابه، مستندا إلى شعبيته لدى اليونانيين المستمرة رغم تبديل مواقفه.
لكن هل إن ميماراكيس سيحدث المفاجأة؟فقد كان حريصا على تقديم برنامج انتخابي بتقديمه وعودا حارة، صرح في غير موضع أنه يخشى أن لا يوفي بما وعد به. ميماراكيس، يرنو في خطبه وحملاته إلى الدعوة إلى تحقيق اقتصاد مستقر،لا تشوبه شائبة،من خلال عودة الاستثمارات وتحسين خطط الإنعاش الاقتصادي،اليوناني ذلك المهترىء.

عرض وتقديم عيسى بوقانون

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

فانجيليس ميماراكيس: "نحن مستعدون للتحالف مع كل الأحزاب بما فيهم سيريزا "

ألكسيس تسيبراس: "بإمكاننا تحقيق الأغلبية المطلقة في البرلمان المقبل"

هل ستصبح اليونان أول دولة مسيحية أرثوذكسية تشرَّع زواج المثليين؟