مؤتمر عربي دولي لحوار الحضارات في جامعة أوكسفورد البريطانية

مؤتمر عربي دولي لحوار الحضارات في جامعة أوكسفورد البريطانية
بقلم:  Charles Salame
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

مدينة أوكسفورد البريطانية غادرتها وفود مؤتمر حوار الحضارات إعتبارا من صباح الإثنين 26 أكتوبر و كانت المدينة قد استفاقت يوم السبت 24 اكتوبر 2015،

اعلان

مدينة أوكسفورد البريطانية غادرتها وفود مؤتمر حوار الحضارات إعتبارا من صباح الإثنين 26 أكتوبر و كانت المدينة قد استفاقت يوم السبت 24 اكتوبر 2015، على وقائع وصول هذه الوفود التي اتت تقريبا من كل دول العالم، و بخاصة من العالم العربي بمشرقه و مغربه.

المؤتمر أقيم في المبنى الذي تخصصه جامعة أوكسفورد للامتحانات الجامعية و يقع في وسط المدينة و في شارعها الرئيسي “ هاي ستريت”. هذا الشارع الذي يكون هادئا يومي السبت و الأحد، شهد على مدى يومين حركة غير معتادة. سيارات تصل تباعا و باصات تقل مشاركين و ضيوف في المؤتمر يستقبلهم و يرحب بهم فردا فردا على المدخل الخارجي للمبنى العريق، أمين عام مؤسسة البابطين، عبدالرحمن البابطين، مرتديا الزي التقليدي الكويتي التقليدي. أمر أثار فضول العديد من المارة فكان يتقدم بعضهم أحيانا للسؤال عن الحدث أو لإلتقاط صور.

ألف شخص تقريبا حضروا الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر حوار الحضارات في دورته الخامسة عشرة. فبدت القاعة الرئيسية للمؤتمر و كأنها جامعة لمواطنين من أمم متحدة. من بين الحضور مسؤولون سياسيون سابقون و حاليون ، علماء و أدباء و أساتذة جامعيين و فلاسفة و خبراء مختصين في مجالات عدة. شخصيات تعرف بعضها البعض و لا تلتقي إلاَّ بدعوة من مؤسسة البابطين، و شخصيات من بلد واحد تلتقي دوريا. كل الأجيال تمثلت بخاصة الجيل الذي اصبح يعرف بجيل “الجائزة” أي الجيل الذي عاصر الجائرة التكريمية الشعرية و رافق تطورها.

خمسة ملفات تناولتها جلسات مؤتمر أوكسفورد لحوار الحضارات على مدى يومين. الملف الأول تناول أوضاع اللاجئين و علاقتهم بالمؤسسات الدولية و تحدث حول هذا الملف كلٌ من الدكتور حازم الناصر وزير المياه في المملكة الأردنية، والسيد فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان سابقا، و الدكتور فيليبو غراندي المفوض السابق لوكالة الأنروا و مايكل فرناندو الرئيس السابق لبرلمان مالطا. الديبلوماسي الكويتي الدكتور عبدالله يعقوب بشارة ادار هذه الجلسة الأولى التي كانت سياسية بامتياز. أجمع خلالها المشاركون على ضرورة معالجة أزمة اللاجئين في جذورها. و بالرغم من فسحة الوقت الذي خصص لهذه الجلسة فقد كانت الأقصر نسبة للجلسات الأربع الباقية. ربما
لأن معظم الحاضرين سمعوا خلالها تكرارا لمواقف و أقتراحات حلول متكررة منذ سنوات ، و تطرح باستمرار عبر وسائل الإعلام. الملفت أن الرئيس السنيورة و الوزير الأردني القيا كلمتيهما باللغة الإنكليزية. و كانت ملفتة المداخلة التي قام بها من بين الحضور الأستاذ عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية حين تحدث
باللغة العربية عن الإعتدال و المعتدلين و ضرورة مراعاة عدة معايير عند إطلاق هذه الصفات على العاملين
بخاصة في المجال السياسي.

الجلسة الثانية تناولت شؤون التنمية البشرية و البيئة. المتحدثون الرئيسيون في هذه الجلسة كانوا من العلماء و المختصين: الدكتورة ريما خلف الأمينة التنفيذية للأسكوا و العالم الفيزيائي الدكتور عدنان شهاب الدين و الدكتورة جين هاريغان العالمة في شؤون الفلسفة الإقتصادية، و الدكتور ايكار وورتز العالم في شؤون الأمن الغذائي. و حصل إجماع عام لدى الحضور بالإشادة بالحلول التي طرحها المتحدثون و هم يناقشون بشفافية مطلقة مشاكل التنمية البشرية و الأمن الغذائي في العالم و مشاكل التلوث. جلسة البيئة و التنمية البشرية طرحت حلولا علمية عديدة تتعلق بحماية البيئة و التنمية الإقتصادية . و في جو من الوعي لدرجة أهمية آراء و افكار المشاركين بالندوة وردت الى المنصة عشرات طلبات الأسئلة. تمت الإجابة على معظمها و حصلت إطالة للندوة على أمل الاستفادة من هذا الكم الهائل من الخبرات المتوفرة المنقولة عبر المنبر.

اليوم الثاني للمؤتمر كانت بدايته مع الجلسة الثالثة التي أدارتها الإعلامية اللبنانية بولا يعقوبيان و شارك فيها وزير الثقافة الجزائري عز الدين ميهوبي، الباحث البريطاني انطوني داوني ، الأستاذة الجامعية الصحفية السورية ثريا الفرا، و الديبلوماسي البريطاني جوزف ميفسود . كانت جلسة حوار و مناقشات فضَّل فيها الوزير الجزائري و الصحفية السورية التحدث باللغة العربية التي كاد الحضور يفتقدها. بالطبع كان الحديث عن الانترنت بايجابياته و سلبياته إنطلاقا من علاقة الفرد به وصولا الى العائلة فالمدرسة فالمجتمع فالأوطان و أجهزة الأوطان من مؤسسات و مدارس . هذه الجلسة كانت مناسبة لعرض المشاكل أكثر منها لعرض الحلول. لكن خبيرا متخصصا في شؤون الاتصالات الرقمية و عالم الإنترنت تمنى لو أن الندوة حصلت بمشاركة خبير تقني يستطيع أن يعطي تفاصيل كافية حول التقدم الهائل في مجال الانترنت و الاتصالات.

الجلسة الرابعة في اليوم الثاني ادارها الدكتور خالد عزب و خصصت لجيل الشباب و التحديات العالمية التي يواجهها. تحدث في هذه الجلسة البروفسور جون غارنر و البروفسور خوان كول و السيد عبدالحق عزوزي و الآنسة سارة فهد ابو شعر . جلسة حضرها ما يقارب خمسماية شخص و ألهبوا القاعة بالتصفيق مرات متتالية ثناءً على مداخلات المشاركين بالندوة و بخاصة مشاركة المفكر المغربي السيد عبد الحق عزوزي و كلمة اللآنسة سارة فهد أبو شعر العالمة الإقتصادية و المديرة السابقة للنموذج العالمي لمنظمة الأمم المتحدة.

الجلسة الخامسة تحدث فيها السيد محمد القباج والي الدار البيضاء سابقا ، والعالم الاجتماعي الاردني الدكتور موسى شتيوي و البروفسور المؤرخ ناصر رباط و الدكتورة المهندسة المعمارية كيللي هوتزل, ادارت الندوة الباحثة في شؤون التنمية الدولية ليلي فينيال. بالرغم من أن موضوع هذه الجلسة كان حول “ المدن و الملفات التي تواجهها” الاَّ أن الحضور كان قد بدأ يتعب من النقاشات المعمقة فكانت نصف القاعة فقط ممتلئة بالحضور. بينما غصَّت القاعات المجاورة بالنصف الباقي الذي كان يتبادل الأحاديث و البطاقات التعريفية و منهم من كان يستعد للسفر مجددا، بخاصة أولائك الذين جاؤا من بلدان بعيدة جدا.

خلال الجلسة الإفتتاحية أعلن عبدالعزيز سعود البابطين عن مشروع كتابة الملحمة الشعرية الإيجابية العربية، و ترجمتها الى كل لغات الأرض، و نشرها في كل الدنيا لإعطاء صورة ناصعة عن الفرد العربي و الأخلاق النبيلة العربية و الفكر العربي. و قد تمت دعوة كل شاعر عربي بأن يكتب عشرة ابيات عن ايجابيات العرب و الأمة العربية و أسلامها و سلمها و سلامها و حضارتها و تعايشها و جمالها. و فيما عدا الجلسة الأولى، التي جلست فيها شخصيات دولية في مقاعد محجوزة لها، شخصيات عديدة فضلت الجلوس بين الحضور خلال جلسات المؤتمر الباقية. و نادرا ما بقيت مع الضيوف بطاقات تعريفية خاصة بهم في ختام المؤتمر فكان العديدون يكتبون ارقامهم و عناوينهم على اوراق منفردة و كان هذا الأمر دليلا على كثافة التعارف بين الحاضرين. اثنى الحضور بشكل كبير على الكلمات التي القيت باللغة العربية من قبل مشاركين عرب. و في كل مرة قُوطع مشارك بالتصفيق ، كان يتكلم باللغة العربية، و لم يقاطع اي شخص القى كلمة باللغة الانكليزية. أكثر من مئة شاب و شابة غالبيتهم من الجامعيين الذين تعرَّفوا على بعضهم البعض أثناء المؤتمر كانوا يتعمدون التجمع قرب بعضهم البعض أثناء الإستراحات كما في القاعة الرئيسية للمحاضرات كما حول المشاركين الخطباء الشباب امثال الوزير الجزائري للثقافة عز الدين ميهوبي و الاستاذة الجامعية الصحفية السورية ثريا الفرا و الاستاذة في علم الإقتصاد سارة فهد أبو شعر . أمر لفت صاحب الدعوة عبدالعزيز سعود البابطين فكان أحيانا يجلس بين الشباب أثناء المحاضرات و يهمس لهم أن المؤتمر القادم لمؤسسة البابطين، ربما يعقد في مقر الأمم المتحدة في نيويورك.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

وفاة المؤرخ برنارد لويس صاحب رؤى "صراع الحضارات"

جدّة بريطانية تحيك مجسمات من الصوف لمعالم شهيرة

شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية تحقق في هجوم استهدف مذيعا تلفزيونيا إيرانيا في لندن