مقابلة مع الفنان العراقي مهند الهادي " رائحة القهوة"

مقابلة مع الفنان العراقي مهند الهادي " رائحة القهوة"
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

مسرحيات الممثل والمخرج المسرحي العراقي مهند الهادي تعبر عن المواطن البسيط العادي ومعاناته داخل وخارج العراق. انها تحاكي الواقع العراقي بكل آلامه وتناقضاته.
مهند حاول أن يمزج أكثر من طريقة ليشكل تجربة خالصة به.
من مواليد المحمودية في العراق، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة هناك، في العام 1985 التحق بمعهد الفنون الجميلة، تخرج في العام 1991، وعمل مدرسا فيه.
يورونيوز التقت به.

“ كانت الحدود سهلة بالنسبة لي، بعد ان تحولت الساحة العراقية الى صراعات طائفية قررت ان انتقل بصمت الى مكان شبيه ببغداد، ذهبت إلى دمشق
وفيها انجزت معظم أعمالي المسرحية، منها أنطلقت الى تونس وبيروت والأردن والجزائر وألمانيا
ومنها عدت الى بغداد مجبراً بعد أن قصف بيتي في مخيم اليرموك في العام ألفين وأثني عشر.

مكثت في بغداد الى نهاية العام 2014، أصعب سنتين قضيتها في حياتي ليس بسبب الوضع الأمني السيء، بل وبسبب الأشخاص الذين نتعامل ونقضي معظم يومنا معهم. لقد اصبحوا يشبهون الشارع العراقي، بعنفه، وضجيجه، وقلقه: حتى عندما يكون صامتاً يُشعرنا بالخوف. في نهاية العام 2012 كلفت بأنجاز عمل مسرحية لمؤسسة الافيش الفرنسية بمناسبة أختيار مارسيليا عاصمة الثقافة الأوربية وجاء تكليفي بهذا العمل من قبل مجموعه من المخرجين العرب، الغريب هو عدم وجود أي شخص عراقي في هذه اللجنه
كما ولم يتم أختيار أي نص عراقي.

ذهبت الى تونس لمدة ثلاثة أشهر، بعدها عدت فرحاً الى العراق لأجد من يقيم على هذه الدائرة يصب غضبه عليك ويتعامل معك على أساس أنك قادم من خارج الحدود، وتم رفض أستضافة هذا العرض في بغداد لأسباب أجهلها حتى الأن، في العام ألفين وثلاثة عشر، تم تغير الوجوه التي كانت موجودة في المسرح، فرح الجميع لكن بعد أيام أكتشف العاملون أن المسرح والسينما أصبحأ جزءً لا يتجزء من المحاصصة الطائفية. جاء شاب يدعي انه شاعر بيد أنه يتصرف كرجل أمن، حول المسرح الى عصابات كالتي في الشارع: له نزق غريب ومعه حمايته التي تذكر من رأها أنها تنتمي الى عصر أنقرض. كان يحب الحاشية فتقرب منه البعض وهرب البعض الأخر.

تم الأتفاق على أقامة مهرجان في نهاية العام ألفين وثلاثة عشرن أطلق عليه اسم” مهرجان بغداد الدولي للمسرح“، شارك فيه أكثر من عشر دول عربية وأوربية، وتم تشكيل لجنه من مخرجين عرب وأجانب لأختيار العروض وتم أختيار مسرحيتي التي تحمل أسم كامب، رغم محاولات البعض على عدم مشاركتي، هناك من وقف معي. بعد أن كتبت وسائل الأعلام عني، لم يعد بامكانهم رفض مشاركتي. العمل يتحدث عن قضية اللاجئين العراقيين في دول الجوار وبالتحديد في سورية وعرض معاناة المهجرين العراقيين الذين أجبرتهم أعمال العنف والفتنة الطائفية التي شهدتها البلاد إلى اللجوء إلى عتبة منظمة الأمم المتحدة للهجرة وأبواب السفارات الأجنبية والانتظار لسنوات طويلة طلبا للهجرة.

اللجنه المكونة من مخرجين من العراق ومخرج هنغاري ومخرج من الكونغو ومخرجة ايرانية ومخرج فنلندي، قررت اختياري
أفضل مخرج، ومن بعد، تلقيت دعوات الى عدة مهرجانات، منها مهرجان فجر في ايران لكنني أعتذرت، ومهرجان بودابست للمسرح وكان من المهرجانات المهمة التي شاركت بها.
بعد عودتي بدأت أتعرض لمضايقات الأدارة. انها رفضت اي مشروع جديد، السبب هو لأنني رفضت ان أكون جزءً منها ومن مشروعها
ولأنني رفضت أبعاد المبدعين العراقيين. لقد أصبحت عدواً لهم.

بين البقاء بلا عمل والتهديد بقتلك انت وعائلتك من قبل عصابات الثقافة الاسلامية الجديدة اخترت الرحيل بحثاً عن مكان يصلح للعيش والعمل. تمكنت من المجيء إلى فرنسا، ثلاثة أشهر
بعد وصولي، تجربتي الأولى كانت مع المخرج الفرنسي Renaud Lescuyer. عملت على نص للكاتب الأنكليزي وليم شكسبير “هملت”

تم الأتفاق مع جمعية Arts Dreams على أنجاز مسرحية، أقترحت ان يكون العمل من الثقافة العربية وباللغة الفرنسية .
قدمت ملخصأ للعرض تمت الموافقة عليه. المشروع هو العمل على مجموعة شعرية للشاعر الفلسطيني محمود درويش هي “ ذاكرة للنسيان” ، كتبها الشاعر اثناء حصار بيروت في العام 1982، حاولت أن أخلق حكاية جديدة لا تختلف عن حكاية درويش لكنها تتحدث عن المرأة وسط الحرب. هي كبيرة في السن
تعيش الوحدة والعزلة والخوف بعد ان استنفذت القوت والوقت والدواء، هذه المرأة تشبه نساء كثيرات في بلدان مختلفة بعد غياب القانون، لهذا السبب لم نمنح العرض هوية المكان لكي نؤكد أن ما جرى لهذه السيدة ربما يمر على نساء كثيرات. النساء هن رماد الحرب. الممثلة الفرنسية jacqueline jacot هي التي تؤدي الدور.
انها لا تريد مغادرة المكان خوفاً من أن يأتي أحد أولادها لياخذها معه، وتبقى تنتظر على أمل الخلاص من شبح الموت والقتلة الذين يغتالون الهواء اذا مر بالقرب منهم. انها رسالة أبعثها لكل من يحاول ان يكون سيداً في شارع عار من القانون: علينا أن نكون انسانيين وغير طائفيين ولا نفكر سوى بانسانيتنا.
المسرحية ستعرض في Arts Dreams السبت 21 تشرين الثاني في الساعة السابعة مساءً في ليون.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

يمينيون متطرفون يحاولون اقتحام مقر مؤتمر حول فلسطين في فرنسا

تعزيزات أمنية كبيرة في فرنسا قبيل العيد الوطني بعد أعمال الشغب الأخيرة

رغم التضخم والاضطرابات في فرنسا.. مهرجان أفينيون يعوّل على حضور الجمهور