لسنا في مدينة الضباب لندن وإنما في العاصمة الصينية بكين حيث يصل التلوث إلى مستويات خطيرة. نسبة تلوث الهواء في العاصمة الصينية ومقاطعات أخرى ارتفع سبع
لسنا في مدينة الضباب لندن وإنما في العاصمة الصينية بكين حيث يصل التلوث إلى مستويات خطيرة. نسبة تلوث الهواء في العاصمة الصينية ومقاطعات أخرى ارتفع سبع عشرة مرة فوق المعدل الآمن الذي تعتمده منظمة الصحة العالمية، وقد تسبب ارتفاع نسبة تلوث الأجواء، وزيادة مقدار الجزيئات الضارة في الهواء، إلى انخفاض مستوى الرؤية. السلطات الصينية لديها نظام إنذار ضد تلوث الهواء، يبدأ باللون الأزرق، ويتدرج ارتفاعا إلى الأصفر، ومن ثم البرتقالي فالأحمر.
“طقس من هذا النوع لا يمكنك أن تراه سوى في بكين وفي محيطها حيث يلف الدخان جميع الأمكنة. خلال كل عملية استنشاق ومنذ استيقاظك في الصباح الباكر، سوف تشعر بأنك غير مرتاح وخصوصا على مستوى الحلق. فأنت تحس ببعض التآكل كما أن تنفسك يتأثر بشكل كبير“، قال مواطن صيني يعيش في العاصمة بكين.
الصين تعتبر أكبر مصدر لانبعاثات الغازات الملوثة في العالم، وقد تعهدت للمرة الأولى بان تحد من انبعاثات غازات الدفيئة بحلول العام ألفين وثلاثين بالحد الاقصى، بعدما ظلت تمانع تعهدا كهذا بداعي ضرورات التنمية فيها. والصين اكبر مستهلك للفحم في العالم، وهو أكثر مصادر الطاقة تلوثا، ولكنها في المقابل أكبر مستثمر في مصادر الطاقة البديلة. وهي تنوي تخفيض انبعاثاتها من الكربون بنسبة تراوح بين ستين إلى خمسة وستين في المائة في غضون خمس عشرة سنة مقارنة مع ما كانت عليه في العام ألفين وخمسة.
“التلوث يتسبب بالتأكيد في مشاكل الرئتين. عندما يكون الهواء ملوثا تسعل ابنتي كثيرا ولا تتمكن حتى من التنفس“، تقول مواطنة صينية تقيم في شنغهاي.
وبالتزامن مع قمة باريس الدولية للمناخ، قدمت حوالي مائة وسبعين دولة خططها الرامية إلى تقليص انبعاثات الغازات الدفيئة المفترض تطبيقها في نحو عقد، لكن يبدو أنّ هذه التعهدات ما زالت دون المستوى المطلوب للحد من ارتفاع حرارة الارض عند مستوى درجتين فقط. وفي حال التزام كل الدول فعلا بتعهداتها هذه على أكمل وجه، لن يكون بالامكان الحد من الارتفاع في حرارة الارض عند مستوى درجتين مئويتين مقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية، بل عند ثلاث درجات، وذلك بحلول العام ألفين ومائة.