الضغوطات تتعزز على المفاوضين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس بعد نقاشات طويلة لتسوية نقاط الخلاف الأساسية من تقاسم الجهود بين الدول المتطورة
الضغوطات تتعزز على المفاوضين في مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في باريس بعد نقاشات طويلة لتسوية نقاط الخلاف الأساسية من تقاسم الجهود بين الدول المتطورة والبلدان النامية إلى التمويل. “ما زالت هناك صعوبات” بحسب المجتمعين، إلاّ أنّ الخروج باتفاق عالمي لمكافحة الاحتباس الحراري يبقى ضرورة ملحة. وزير الخارجية الفرنسي ورئيس المؤتمر لوران فابيوس عبّر عن أمله في اقرار اتفاق نهائي قبل مساء الجمعة. “نريد اتفاقا، نحن قريبون جدا من الهدف، لذلك علينا أن نظهر المسؤولية اللازمة لكي نجد أرضية عالمية مشتركة في الساعات المقبلة. باختصار، حان وقت إبرام الاتفاق“، أضاف لوران فابيوس.
وبات أمام وزراء وممثلي الدول المائة وخمس وتسعين ساعات قليلة لتقليص الهوة بين دول الشمال والجنوب إذا ارادوا فعلا التوصل إلى اتفاق عالمي لمنع كوارث مناخية باتت تتكرر. ومسألة التمييز تطغى على المؤتمر، فالشمال يريد أن تسهم البلدان الناشئة في التمويل فيما يطالب الجنوب بأن لا يعوق تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون تنميتها، ما يؤدي إلى مطالبة الدول المتطورة بتحرك أكبر.
“أعتقد أن الإستراتيجية وراء هذه المخاطرة هي إلزام الدول في النهاية على عرض أفكارها. إذا كانت ترغب في تحمل مسؤولياتها عن الفشل في باريس الآن فهي مجبرة على قول ذلك بصراحة. إنها ملزمة بالقول أرفض هذه الفقرة وأرفض تلك الفقرة. من الواضح أنّ الأمر ليس مجرد كلمات، بل التزامات حقيقية. لذا سيجبر هذا الأمر الدول على الخروج من وضعها والدخول في قلب المفاوضات“، قالت أليكس مازوني، رئيسة قسم السياسات الدولية في شبكة جمعيات العمل من أجل المناخ.
واتفقت الدول على مسألة الحد من ارتفاع الحرارة بدرجتين في ألفين وتسعة بالمقارنة مع ما كانت عليه قبل الثورة الصناعية. لكن طرح خيار تحديد هذا الارتفاع بدرجة ونصف الدرجة في اثنين من الخيارات الثلاثة في مشروع الاتفاق. وفي ما يتعلق بالمساعدة المالية لبلدان الجنوب هناك أسئلة عديدة حول كيفية احتساب هذه المساعدات و كيفية توزيعها بين التكيف مع الاختلال المناخي وخفض انبعاثات الغازات السامة.
“بالنسبة للمنظمات غير الحكومية، مشروع الاتفاق الأخير هذا صعب التحقيق لأنه يضم العديد من العناصر الأساسية التي يطالب بها المجتمع المدني. ولكن هذه المنظمات تدرك أيضا أنّ الأسئلة الرئيسية تبقى دون إجابة، وأحيانا معلقة لأن هذه القرارات السياسية هي في نهاية المطاف من صنع رؤساء الدول “، يؤكد مراسل يورونيوز غريغوار لوري.