عندما تحضر ماسيكا.. يحضر معها الأمل الذي لا يموت

عندما تحضر ماسيكا.. يحضر معها الأمل الذي لا يموت
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

ريبيكا ماسيكا كاتسوفا والشهيرة بماسيكا، توفيت في الثاني من شباط الفين وستة عشر، توفيت بسبب اصابتها بمضاعفات مرض الملاريا في عمرها الخمسين. #MaMasika

اعلان

ريبيكا ماسيكا كاتسوفا والشهيرة بماسيكا، توفيت في الثاني من شباط الفين وستة عشر، توفيت بسبب اصابتها بمضاعفات مرض الملاريا في عمرها الخمسين.

#MaMasika was returned to the land of our ancestors this afternoon. May She rest in Freedom. #Congo#Masika#Minovapic.twitter.com/dsc4RCNrNa

— Vava Tampa (@VavaTampa) 3 Février 2016

يسميها سكان قريتها والمنطقة التي تسكنها في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية “ماما ماسيكا“، في منطقة تعد الاخطر للمرأة بالعالم حيث حوادث اغتصاب النساء تشكل سلاحا فتاكا في استراتيجية الحرب، عملت ماسيكا على تزويد الضحايا ملاجىء حماية آمنة، وقدمت لهن الدعم النفسي وهو ما كانت النساء المعنفات المغتصبات في امس الحاجة إليه.

كانت ماسيكا هناك لإطعامهم للاستماع لهم، لحمايتهم، لمنحهم املا جديدا، كجزء من الدعم النفسي، كانت ماسيكا تعتني بأطفالهن، ساعدت الناجيات للوقوف مجددا والصمود ونظمت لهن المهام اليومية.
اصيب ماسيكا الأم بنوبة قلبية وتوفيت في الثاني من شباط الفين وستة عشر لكنها تركت إرثا كبيرا يحكي شجاعتها ومهارتها العصية على النسيان. ماسيكا عاشت نفسها معاناة جسيمة وشهدت في حياتها الشخصية ما عكسته التجارب القاسية للمجتمع، المرأة التي لا يمكن وقفها وثنيها عن الدفاع عن حقوق الانسان، رأت زوجها يقتل بشكل وحشي، كما انها هي نفسها تعرضت للاغتصاب أربع مرات، ماسيكا كانت شاهدة عيان على اغتصاب ابنتيها المراهقتين وشقيقتها الصغرى، ربما في لحظة من اللحظات وتحت وقع المأساة وفداحتها حدثتها نفسها تفقد الأمل في كثير من محطات حياتها، لكن على العكس تماما استمر عملها وحدها ومع المجتمع، وهذا ما قالته مرة في الفين وثلاثة عشر في ملتقى دبلن السابع لمنظمة الخط الأمامي:
“ قررت ان افعل شيئا يمنحني القوة والصمود وللنساء الاخريات ايضا، لمساعدتهن على الانتقال من حالتهن الراهنة اليوم والعودة الى التواصل مع انفسهن كما كن سابقا، اردنا ان نظهر ان اغتصابهن ليس نهاية المطاف وان الدنيا لا تتوقف عند الفعل الشنيع، بإمكانهن البدء مجددا والمضي في حياتهن مثلي على الرغم من كل الذي مررت به، ما زلت صامدة، وباستطاعتهن فعل الشيء ذاته”. عاشت ماسيكا في جنوب “كيفو” وهي واحدة من المقاطعات التي تشهد مستويات عالية من اعمال العنف في شرق الكونغو منذ بدء الحرب في العام 1996، حيث قتل اكثر من ستة ملايين شخص. الكثير من الأطفال والنساء عاشوا تحت وطأة الصراع: مئات الآلاف اغتصبن، حيث استخدم سلاح العنف الجنسي كسلاح في الحرب لتدمير قرى بأكملها. يصعب جمع كل الارقام، لكن دراسة اجرتها جامعة ستوني بروك بمدينة نيويورك وثقت ان ثماني وأربعين امراة تم اغتصابهن كل ساعة في عامي 2006-2007 في ذروة الصراع. إزاء هذا الحال المزري لوضع المرأة في جمهورية الكونغو الديمقراطية كانت ماسيكا حاضرة على الرغم من قلة مواردها، لم تقفل بابها امام احد طلب المساعدة، ومنحت الحب الدائم والرعاية للاطفال كما النساء وسط بيئة مليئة بالعنف والخوف وعدم الأمان، لقد زرعت ماسيكا بذور الأمل على حد وصف المصور الصحفي فيونا لويد-ديفيس الذي اضاف ان ماسيكا حولت المها ومعاناتها الى فعل، حيث اسست في 2002 جميعة تنظيم الاشخاص المحرومين المتحدة للتنمية، وتقوم على مساعدة النساء وحصولهن على العلاج الطبي والاخذ بيدهن نحو البدء بحياة جديدة.

حياة ريبيكا ماسيكا تذكرنا انه وسط الظروف الصعبة والاوضاع القاسية هناك فسحة من الامل ومساحة للبدء من جديد، طالما هناك اشخاص يعملون على احتضان وحماية أولئك الذين يعيشون في محيطهم.

We are very sad to hear that #mamasika died yesterday. Please remember her & all survivors of sexual violence. pic.twitter.com/7UfSPDPasW

— Java Films (@java_films) 3 Février 2016

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

"المرأة والحرب" : قصص نساء في جمهورية كونغو الديمقراطية

بدء العام الدراسي في أفغانستان وسط حظر طالبان التعليم على أكثر من مليون فتاة

أيرلندا تصوت في يوم المرأة العالمي على الإشارة إلى "واجبات المرأة المنزلية" في الدستور