التحرش الجنسي: كسر حاجز الصمت

التحرش الجنسي: كسر حاجز الصمت
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

“ظاهرة التحرش الجنسي لها اشكال مختلفة، من بينها التلميحات الجسدية، والإلحاح في طلب لقاء، والنظرات الموحية إلى ذلك وغيرها، أحياناً، تتطور لتصل إلى اللمس…

“ظاهرة التحرش الجنسي لها اشكال مختلفة،
من بينها التلميحات الجسدية، والإلحاح في طلب لقاء، والنظرات الموحية إلى ذلك وغيرها، أحياناً، تتطور لتصل إلى اللمس والتحسس. على اي حال، انها اذلال ترفضه المرأة. اذلال قد تضطر احياناً عدم الإفصاح به في حينها.
في فرنسا، الجرائم مشمولة بالتقادم، أي يسقط حق الادعاء بها بعد ثلاث سنوات من حدوثها، بما في ذلك الاعتداء والتحرش الجنسي.. لمعرفة المزيد، مراسلتنا فاليري زابرزسكي توجهت إلى فرنسا.”

“هذه الرسائل القصيرة التي استمرت لاشهر عدة، كانت صريحة جدا. تحريض جنسي صريح جدا، لم أكن أرغب بها … لم أكن مهتمة بهذه التبادلات. قلت هذا لمرات عدة، لكن دون فائدة. “، تقول أيلين دوبوست، ضحية من ضحايا التحرش الجنسي

ضحية أخرى من ضحايا التحرش الجنسي، تقول:“تعرضت للتهديد، كان يلمس جسدي ويقبلني ويطلب مني ممارسة الجنس معه.”

لولا، ضحية أخرى، تقول:“طلب مني علاقة جنسية، أرسل لي أشرطة فيديو جنسية، المرة الأولى كنت في مكتبه، حاولت أن لا أنظر، لكنني صُدمت حقا.” التعرض للتحرش الجنسي في مكان العمل، هو القاسم المشترك بين ألين دوبوست والسيدتين. القرار المشترك هو كسر قانون الصمت.

ايلين دوبوست، نائبة في حزب الخضر، ونائبة عمدة لومان. قبل خمس سنوات، تعرضت للمضايقة من قبل دوني بوبين، عضو في حزب الخضر حيث أرسل لها الكثير من الرسائل النصية الصريحة المتسمة بطابع جنسي. ايلين دوبوست التزمت الصمت، لكنها حين رأت صورة بوبان وقد وضع أحمر الشفاه احتجاجاً على العنف ضد المرأة، قررت التصرف.

يلين دوبوست:” حين رأيت الصورة، تقيأت بعدما شعرت بالغثيان. في اليوم ذاته، 11 آذار/ مارس، كُلف بمهمة وزارية جديدة. للأنه لم يكن هناك من قال شيئاً، بامكانه أن يدعي انه مدافع عن النساء، ليس هذا فقط بل ويحصل على بعثات جديدة تمكنه من التصرف بهذه الطريقة في مجالات جديدة مع نساء جدد يجهلن هذا. كنت سأشعر حقاً بالقيام بغلط كبير لو لم اقل شيئا، لاستمر كل شيء.” في أيار/ مايو، 12 اثنتا عشرة امراة تقدمن بشكوى تتعلق بالتحرش الجنسي ضد دوني بوبان نائب رئيس الجمعية الوطنية. بعض هذه التحرشات مضى عليها فترة طويلة في حين أن أمام ضحايا التحرش الجنسي ثلاث سنوات فقط للتقدم بالشكوى.
قبل شهر واحد على بداية القضية، في حزيران/ يونيو، ثلاث سيدات، منهن إلين دوبوست، تقدمن بشكوى ضد بوبان، فاستقال من منصبه مع نفيه لكل المزاعم.

ايلين دوبوست، تقول :” أكثر من 90 في المئة من النساء يعانين من التحرش الجنسي في العمل أو المضايقة ما يؤدي إلى التسريح أو الإقالة، وبذلك مواجهة صعوبات للعثور على عمل جديد.”

فضيحة دوني بوبان سلطت الضوء مجدداً على “العالم الخفي” للتحرش الجنسي. وفقاً للتقديرات، في فرنسا وحدها، تتعرض امراة من بين كل خمس نساء للتحرش الجنسي في أماكن العمل. فقط خمسة في المئة منهن تقدمن بشكوى. لكن كيف نُعرف التحرش الجنسي في مكان العمل؟ وما هي الحدود بين الإغواء والتحرش؟ هل يبدأ بوضع اليد على الركبة أو الساق؟ أم برسائل نصية تقول لك إنكجميلة بالفستان الذي عليك؟ ولماذا من الصعب اثباته ؟

كريستوفر داك، نقابي فرنسي لديه برنامج للوقاية من التحرش الجنسي هو “ مُحترمات“، يجيب قائلاً: “بالنسبة لنا الحدود بين الإغواء والتحرش الجنسي واضحة جدا. بالنسبة للشخص المتحرش، لا يوجد خلط بينهما. يمكن دعوة موظفة لإحتساء فنجان قهوة مساءاَ أو القول بانها جميلة أو اننا نشعر بشيء ما نحوها. لكن، في اللحظة التي تظهر فيها أنها غير مهتمة، كل شيء يتوقف. الإستمرار يعني تحرش جنسي، لأن الموظفة لا تستطيع ترك المكان الذي هي فيه أو قطع العلاقات مع الموظفين الآخرين، وهذا يعطي سلطة للمُتحرش.” اننا في قصر العدالة في باريس، سيدات يناضلن لإثبات تعرضهن للتحرش الجنسي في العمل أمام محكمة الاستئناف. تقول الضحية إنها تعرضت للتحرش الجنسي من قبل رئيسها لأكثر من سنة فتوقفت عن العمل لعلاج الاكتئاب. بعد ستة أيام على تقديم الشكوى تم تسريحها من العمل. اليوم، محاميتها ورئيسة جمعية ضحايا التحرش الجنسي تأملان اقناع المحكمة بقبول التسجيلات التي تثبت تعرضها للمضايقة من قبل مديرها. المحامية مود بيكرز، تقول:“هنا لدينا أدلة مباشرة على التحرش الجنسي. عموما، انه يتم بعيداً عن نظرات الآخرين، ونادرا ما يوجد دليل مباشر عليه. اليوم، ما نهدف إليه هو الإدراك أن الإبلاع عنه لا يعد سلوكاً غير عادل من جانب الضحية لأن الأمر يتعلق بجريمة، انه اضطراب في النظام العام. تسجيله لا يعد انتهاكاً لخصوصياتها، انها محاولة لإثبات وقائع خطيرة للغاية.”

مارلين بادليسك، الرابطة الأوروبية لمكافحة التحرش الجنسي:” في اغلب الأحيان، الضحايا يتعرضون للإتهام في المحكمة عند تقديم شكوى تتعلق بالتحرش الجنسي. هذه السيدة متهمة بانها لعوب وارادت أن تحل محل مديرها، متهمة باللامبالاة، أي بعدم
مصداقيتها، لأنها تعرضت للتحرش الجنسي، من المفترض، عليها أن تبكي باستمرار.”

حتى عندما يتوفر الدليل الملموس على التحرش الجنسي، كسب القضية ليس بالهين. السيدة التي سنطلق عليها اسم لولا، تعرف هذا جيداً. تعمل في قسم الشرطة، تعرضت لأكثر من سنة للتحرش الجنسي من قبل رئيسها. اشتكت لرئيس البلدية. لكن لم يدان بسبب عدم وجود أدلة ملموسة. رئيس البلدية، كان على وشك أن يعاد انتخابه، لولا تقول، انه لا يريد أن يشوه سمعة بلدته. اما ضحية التحرش الجنسي لولا، فتقول:“حالتي النفسية تدهورت وفقاً للانحرافات القضائية. المرحلة الأولى، ملف يغلق بدون متابعة، مع كاميرا تصور فوق رأسي طوال اليوم في مركز شرطة البلدية، الثانية دون اتخاذ مزيد من الإجراءات. في الوقت ذاته، مجلس التأديب برأ المتحرش، اعترف المتحرش بانه ارسل لي أشرطة فيديو اباحية وهددني بالسلاح بممارسة الجنس.
لقد اعترف بهذه الحقائق. على الرغم من هذا، الأكثر ترويعاً هو أن مجلس التأديب بالإجماع قرر عدم معاقبته.”

حين تقدمت بشكوى جديدة للجمعية الأوربية لمساعدة ضحايا التحرش الجنسي في العمل، محكمة تسوية الخلافات اعترفت بذنب البلدية لأنها لم تقم بحماية الضحية.لولا، حصلت على 15 ألف يورو، بيد أن البلدية قدمت استئنافاً.

الآن، لنعد إلى المحكمة في باريس، انتهت الجلسة. القرار سيصدر في المحكمة أيلول / سبتمبر.
بالنسبة لضحايا التحرش الجنسي، الكفاح من اجل العدالة لا علاقة له بالمال.

فاليري زابرزكي:” خلال جلسة الاستماع تذكرت مدى صعوبة هذه المعركة من اجل العدالة؟”

الضحية لولا، تجيب قائلة:“بالطبع، بالطبع، أتخيل، وأسترجع المشاهد. عشتها مجدداً. عشت مجدداً هذا الاجتماع، ولماذا كل هذا، لماذا… استيائي هو من الوحدة، الوحدة الرهيبة في شركة صغيرة، لا يوجد أحد. ذهبت لرؤية قسم الطب المهني، وغير ذلك، نظروا الي وسألوني : هل لديك دليل؟ لم يكن لدي أي شيء، أي شيء.” المحامية مود بيكرز:“على أي حال، القضاة لا يتصرفون بسخاء في حالات التحرش الجنسي، لأن اكبر عقوبة تمكنت من فرضها كانت 15 ألف يورو، أمام محكمة الاستئناف في باريس عن وقائع الاعتداء الجنسي، تم اغتصاب امرأة في مكان مقفل وحصلت على 15 ألف يورو كتعويض عن الأضرار. لذلك فان اللواتي يتقدمن بشكوى، غالباً ما يتم تقديمهن كنساء مرتشيات، هذا غير صحيح. ادانة صاحب العمل أمر ضروري بالنسبة لهن.انه أمر حيوي كما قالت السيدة التي دافعت عنها
اليوم.”

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

المحامي الذي دعا لاغتصاب ذوات السراويل الضيقة أمام القضاء المصري

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات

شاهد: أبشع كنيسة في مدينة بورسغرون جنوب النرويج