المملكة المتحدة: ختان الإناث رغم تجريمه

المملكة المتحدة: ختان الإناث رغم تجريمه
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في المملكة المتحدة، ظاهرة ختان الإناث حقيقة قائمة على الرغم من الحذر القانوني.

*حذر تقرير صادر عن هيئة الأمم المتَحدة من ارتفاع نسبة ضحايا عملية ختان الإناث، مشيرًا إلى أن هناك أكثر من 200 مليون فتاة حول العالم يتعرضن لهذه العملية الخطيرة ومن المتوقع أن تزداد تلك النسبة إلى أن يتم التصدي لهذا الإجراء.
هذه الممارسة تتم خاصة في مصر واثيوبيا واندونسيا وأفريقيا، ليس في هذه الدول فقط بل وحتى في أوربا. هذا هو ما يحدث في المملكة المتحدة. ممارسة غير شرعية يتم توريثها عبر الأجيال في بعض المجتمعات. مراسلنا دامون اومبلنغ توجه إلى هناك والتقى بضحيتين من ضحابل ختان الإناث.*

ساريان كريم، مسيحية، 39 عاماً، من سيراليون، كانت في الحادية عشرة من العمر، حين تعرضت لتشويه أعضائها التناسلية في وطنها سيراليون، قبل قدومها للعيش في لندن،في العام 1999 حيث تملك محلاً للمواد الغذائية. تقول إن ما حدث لها كان خلال إحدى الحفلات، ومن دون تخدير:” وضعوني على الأرض، أبعدوا ساقاي وشعرت ببتر حاد بين ساقيَ. لم أكن أعرف ماذا بتروا. كل ما كنت أعرفه هو أن جزءاً ما قد بُتر من المنطقة الحميمية، صُدمت لأنه كان آخر شيء يمكن أن أتوقعه: هذا العنف المنظم الذي واجهته من قبل عائلتي.”

  • ممارسة غير مذكورة في أي كتاب مقدس*
    ساريان تضيف قائلة: “قاموا بهذا لأنهم يعتقدون انه جزء من ثقافتنا وكان يجب أن أكون مقبولة تماماً في مجتمعي.
    “هذا غير موجود في أي من الكتب المقدسة. انها مجرد ممارسة ثقافية، ممارسة سيئة تم اعتماداها. انها تخضع النساء إلى الكثير من الأذى، انها وسيلة للسيطرة على النساء، خاصة على رغبتهن الجنسية. هذا هو ما يحدث حقاً، لأن بتر هذا الجزء يدمر حقا الرغبة الجنسية وكل ما يتعلق بها”.

نسبة ظاهرة ختان الإناث في بريطانيا غير معروفة

وفقاً للحكومة، ما لا يقل عن 170 ألف أمراة وفتاة خضعن لهذه الممارسة وإن 65 ألف فتاة تقل أعمارهن عن 13 سنة معرضات للختان.
الكثيرات منهن تعرضن لممارسة الختان في اوطانهن: الصومال وغامبيا والسودان.
لكن تشير التقارير إلى أن هذا يحدث هنا في المملكة المتحدة أيضا وبشكل غير قانوني.

مشاكل صحية مدى الحياة

سجلت الخدمات الصحية الإنجليزية ما يعادل 100 حالة جديدة لختان الإناث في الأسبوع منذ نيسان / ابريل العام الماضي، لكن كم هي عدد الحالات غير المُعلنة ؟
الطبيبة بريندا كيلي تديرعيادة متخصصة للمتضررات في مستشفى رادكليف جون في أكسفورد تقول إن ختان الاناث، ممارسة يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية مدى الحياة:” اذا كان الأمر يتعلق بطفلة، فانها قد تتألم وتتعرض للنزف والالتهاب. لكن أغلب الحالات التي اراها هي من النساء البالغات، انهن يعانين من عواقب هذه الممارسة: كصعوبة التبول وعناء الدورة الشهرية وممارسة العلاقات الجنسية مع أزواجهن.
عدد كبير من النساء يعانين من نتائج نفسية وجنسية نفسية بسبب الختان، واحدة من بين كل ست نساء تقريباً، تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة أو من أعراض تدل على ذلك.”

وفقاً للجمعيات، هذه الممارسات غير الشرعية تتم من قبل نساء مسنات في المملكة المتحدة.
ووفقاً للشرطة، العديد من الفتيات يؤخذن إلى البلدان الأصلية لاسرهن، خلال العطلة الصيفية المدرسية، وهي الممارسة المعروفة باسم “ موسم البتر”.

تشويه الأعضاء التناسلية والزواج القسري

ضحية أخرى من ضحايا ختان الاناث سيدة سنطلق عليها اسم “زارا“، حصلت على أمر من المحكمة لحمايتها من ختان الإناث والزواج القسري، تقول:“والدي كان يريد تزويجي عن طريق سكايب وأن يجري لي عملية الختان قبل زواجي أو بعده بفترة قصيرة، أي قبل أي ممارسة جنسية مع زوجي. تبرير ختاني هو، قالوا لي:” اذا لم أقم بهذا فانني لست مسلمة جيدة، وانني لم أطبق مباديء الإسلام، رائحتي ستكون كريهة، كالبول. من بعد، تساءلت كثيراً: اذاً، هل أنا غير مسلمة؟” ترعرعت في إنجلترا، وتعرضت لضغوط هائلة من والدها الآسيوي لإرغامها على الزواج والختان. وصلت لمرحلة فكرت فيها حتى بالإنتحار:” في بعض الأيام، كنت أجلس واقول لنفسي: أليس من الأفضل لو أنني لست في هذه الحياة.” دامون اومبلنغ، يورونيوز، لندن:“هناك الكثير من النساء والفتيات، مثل زارا، يتعذبن بصمت، هنا في المملكة المتحدة وفي أماكن أخرى. إنهن مرعوبات من فكرة الإنصياع لمجتمعاتهن، لكن زارا تمكنت، في نهاية المطاف، من انقاذ نفسها من خطة والدها. انها اتصلت بالشرطة واخبرتهم بحالتها.
صدر أمر مشترك بالحماية من ختان الإناث والزواج القسري. هذا يعني انه لا يحق لاي شخص الضغط على زارا. الشرطة وجهت تهماً جنائية ضد والد زارا أيضاً، لكنها اخبرتنا بانها لا تستطيع ايصال القضية إلى هذا الحد.”

الضحية “زارا” تضيغ قائلة: “أريد أن أوجه رسالة. في الوقت ذاته، أريد أن تكون لي حياة، لا أريد أن أفقد أبي، انه كان معي منذ ولادتي، كان أفضل صديق لي، كان يسمعني على الدوام، فقدت الاتصال بأمي حين كنت طفلة. كانت تعاني من مشاكل نفسية كبيرة. انه الشخص الوحيد الذي استطيع أن تحدث اليه، لذا، لا أريد أن أفقده “. ### توعية الأمهات والفتيات

كارين تازي، متطوعة تعمل في جمعية للقضاء على ختان الاناث، تتحدث إلى هؤلاء النساء قائلة:“في أغلب الأحيان، تحدث هذه الممارسة من قبل أشخاص يحبونكم، انها تعبير عن حبهم.” انها تعمل على توعية الأمهات اللواتي تعرضن لهذه الممارسة:“نقضي الكثير من الوقت لتغيير عقلية هؤلاء النساء، للتشكيك بطريقة تفكيرهن، والتأكد من عدم توريثها للأجيال القادمة. لأن هؤلاء النساء، على الأرجح، يورثن لبناتهن ما حصل لهن. لذا يجب أن
نبين لهن أنها ممارسة سيئة وغير قانونية “.

الجمعيات تقود أيضا حملة في مدارس المملكة المتحدة، مع أشرطة فيديو.

لا توجد محاسبة حاسمة

ختان الإناث غير قانوني في المملكة المتحدة منذ 30 عاما. في انكلترا وويلز، يتعرض الآباء للمحاسبة اذا اخضعوا أطفالهم لهذه العملية.لكن لا توجد محاسبة حاسمة لغاية الآن. الضحية “زارا” تحاول استرجاع ما حدث قائلة:” آنذاك، كنت عاجزة، كنت أفكر بأنني لن تكون لي حياة وان رجلاً قد يستعبدني، لكن الآن تعلمت ما يمكن أن أقوم به وما لا يمكن أن أقوم به… كما لو انني اتمتع بمزيد من الطاقة.
الرسالة التي أود ايصالها هي : قد نشعر بصعوبة للتحدث عن هذا علناً، التحدث ضد أسرنا، لكن في النهاية، هناك أشياء جميلة، حياة جميلة بانتظاركن”.

دامون اومبلنغ ورجاء صبحي التميمي

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الزواج القسري: كسر حاجز الصمت

أي موجة هجرة ترغمنا على التفكير بحقوق المرأة

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات