هل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، يعني نهاية حلف شمال الأطلسي؟

هل انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، يعني نهاية حلف شمال الأطلسي؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

العالم لا يستطيع أن يُغْمِضَ عينيه لأنه ينظر إلى دونالد ترامب، الرجل الذي قال علناً: أوربا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لضمان أمنها.

اليوم، مشهد يبدو سلمياً، لكنه كان وعلى مدى حوالي 40 عاما، خلال ذروة الحرب الباردة، ساحة لمعركة محتملة لحرب عالمية ثالثة، انه مشهد فجوة فولدا .

ريكاردا شتاينباخ مديرة النصب التذكاري الذي وضع في هذه النقطة العسكرية السابقة للمراقبة والتي تسمى “نقطة ألفا“، تقول:“هنا، إننا في أهم نقطة من التاريخ الألماني، من التاريخ الأوروبي. أترين هذا البرج؟ هنا تمركزت قوات الحدود العسكرية لألمانيا الشرقية.

الحدود كانت من هنا لغاية البرج الأبيض. اذاً، كان يمكن رؤيته من هنا، وجها لوجه: بين قوات حلف الناتو ووارسو مترين فقط، هنا في هذه النقطة “.

الخوف الرئيسي كان من غزو القوات السوفيتية لالمانيا الغربية ورد قوات حلف شمال الاطلسي التي يبلغ عددها نحو 400 ألف عسكري. التهديد الأكبر كان استخدام الأسلحة النووية التي كانت ستدمر ليس ألمانيا فحسب، بل أوروبا الغربية باكملها. هذا لم يحدث أبدا. لكن بعد 27 عاما تقريباً على انهيار الستار الحديدي، هذا النصب التذكاري يذكر بالوجود الأمريكي آنذاك، الشعور بالإرتياح من جيش الولايات المتحدة المستعد للدفاع عن أوروبا. رينات شتيبر كانت ضابطة في الشؤون العامة مع القوات الامريكية لمدة 24 عاما.آنذاك، كانت تاتي إلى هنا يومياً. فاليري زابرسكي، يورونويز، سالتها:” بماذا يذكرك المجيء إلى هنا؟”

رينات شتيبر، أجابت قائلة:“هذا يذكرني بواجب الجنود الأمريكيين هنا، في البرج مثلاً، كانوا يراقبون المنطقة لأربع وعشرين ساعة، انهم ساهموا بجلب السلام والحرية لنا. طالما كانوا هنا، الشعب الغربي كان يستطيع أن يغمض عينيه في الليل.” الآن العالم لا يستطيع أن يُغْمِضَ عينيه لأنه ينظر إلى دونالد ترامب الرجل الذي قال علناً: أوربا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لضمان أمنها.

دونالد ترامب:” سأعود مطولاً للتحدث عن منظمة حلف شمال الأطلسي عن حقيقة أن العديد من الدول لا تتحمل المسؤولية. أننا نتولى حمايتها أنها تحصل على كل أنواع الحماية العسكرية على حساب الولايات المتحدة. على حسابكم. أرفض هذا. إما أن تدفع حصتها، بما في ذلك العجز السابق أو تخرج. وإذا كان لا بد من تفكيك حلف شمال الأطلسي، فليتفكك. “ بالنسبة لترامب، حان وقت الثأر. آن الأوان لتدفع أوربا جميع السنوات التي وقفت فيها الولايات المتحدة بجانب أوروبا خلال الحرب الباردة.
وفقاً لترامب أربع دول فقط من أصل ثمان وعشرين 28 دولة عضو في حلف الناتو تدفع الاثنين بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي المخصصة للدفاع. لكن ما رأي الأوربيين بهذا الموضوع؟ وعنه؟

فاليري زابرسكي، يورونيوز:“هنا في برلين، كمعظم أنحاء أوروبا، أن يكون ترامب الرئيس المقبل للولايات المتحدة، فكرة تبدو سريالية تقريبا، كأنها طرفة كبيرة. لكن لا أحد يريد أن يضحك”.

خاصة حين يقول ترامب إنه مستعد لتفكيك حلف شمال الأطلسي والذي كان أساس التحالف الأطلسي منذ العام 1949.
الصحفية الايرلندية جودي ديمبسي كانت تغطي الأحداث المتعلقة بحلف شمال الاطلسي والقضايا الأمنية والسياسة الخارجية الأوروبية خلال وبعد الحرب الباردة.

جودي ديمبسي، باحثة بمؤسسة كارنيجي، تقول:تعليقات ترامب حول حلفاء الناتو وخاصة حول الأوروبيين حول ضرورة دفع التكاليف، أمر مُبرر. لكن، بصراحة، الأمر ليس جديداً. كل الإدارات الأميركية المتعاقبة قالت الشيء نفسه. في الواقع، منذ ضم شبه جزيرة القرم لروسيا، والوضع في شرق أوكرانيا، الأوروبييون يبذلون جهداً أكبر. أما بالنسبة لمنظمة حلف شمال الأطلسي، ما الذي
يمكن أن يفعل الأميركيون بحلفائهم؟ ماذا سيفعلون بحلف شمال الاطلسي الذي يرى التهديدات والتحديات التي تواجه ليس الولايات المتحدة فحسب بل أوروبا أيضاً. لذا، أن نقول إن حلف شمال الاطلسي عفا عليه الزمن، كما لو اننا نقول إن التحالف الأطلسي التي تم تأسيسه بعد العام 1945 على أنقاض أوروبا دمرت، قد عفا عليه الزمن أيضاً.”

بالنسبة لهيلاري كلينتون تعليقات ترامب على حلف شمال الاطلسي هي من بين قائمة طويلة من الأسباب التي لا تجعله لائقاً لقيادة” العالم الحر “.
لكن على الرغم من مديحها لحلف شمال الاطلسي وحلفائه، ظلت أكثر مراوغة من ترامب حول مستقبله.

هيلاري كلينتون:“علينا القيام بكل ما يمكننا للحصول على معلومات استخباراتية من أوروبا، من منطقة الشرق الأوسط. هذا يعني علينا أن نعمل بشكل وثيق مع حلفائنا وهذا شيء يرفضه دونالد. اننا نعمل مع حلف شمال الأطلسي، أقدم تحالف عسكري في تاريخ العالم لمحاربة الإرهاب “.

بعد الحرب العالمية الثانية، أموال صندوق مارشال مليارات استثمرت الدولارات لمساعدة أوروبا على إعادة البناء وتقوية التحالف عبر الأطلسي.
صندوق مارشال لا يزال موجودا اليوم. سودها ديفي فيليب هي نائبة مدير الصندوق في برلين.

فاليري زابرسكي، يورونيوز:” حتى لو لم يفز ترامب، هل هناك قلق من أن تصريحاته قد اضرت بالتحالف الأطلسي؟”

سودها ديفيد فيليب، تجيل قائلة:” لا أدري إن كانت قد تسببت بالضرر. ترامب أعرب عن وجهات نظر متطرفة والناس يدركون ذلك. لكن هيلاري كلينتون اعلنت انه في حالة فوزها بالرئاسة، فانها ستطلب القيام بتغييرات وان الأوربيين سيقدمون دعماً مالياً أكبر لضمان الأمن الجماعي في منظمة حلف شمال الأطلسي، وانهم سيكونون أكثر مسؤولية حين يتعلق الأمر بالتعامل مع التحديات العالمية. لذا، أعتقد أن هناك توقعات بأن الأمور ستكون مختلفة.” من الواضح أن على جانبي المحيط الأطلسي، سبب الإنضمام لحلف الناتو تغير، انه ليس كما كانت الظروف حين كانت اوربا منقسمة.
لكن بالنسبة لبعض الأوروبيين، بغض النظر من سيكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، هذا الحلف سيبقى ضرورياً.

فاليري زابرسكي، يورونيوز:” تشعرين باستمرار الولاء للولايات المتحدة؟”

رينات ستايبر، تجيب قائلة: “سأقف دائما مع الأميركيين. دائما. بامكانك أن تسألي أي سياسي هنا. بمجرد لفظ كلمة” أمريكا” أبدأ بالتصرف، ادافع عنها.”

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

اتفاقية التجارة الحرة عبر الأطلسي: بانتظار رصاصة الرحمة أم الإستيقاظ من الغيبوبة ؟

البروفسور ماريو ديل بيرو:" اتفاقية التجارة الحرة في حالة غيبوبة، على الرغم من اننا لا نستطيع اعلان وفاتها"

العمال غير المرئيين: ظروف قاسية واستغلال واعتداءات وعقوبات