يونكر: "الفجوة بين المواطنين الأوربيين (...) وسياسة الاتحاد تتسع، أريد معالجة هذه المسألة"

يونكر: "الفجوة بين المواطنين الأوربيين (...) وسياسة الاتحاد تتسع، أريد معالجة هذه المسألة"
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

ماهي الضربة القاضية لأوروبا؟ البريكسيت، الشعبوية، أزمة المهاجرين، أم الوضع الاقتصادي الصعب ؟ قضايا ناقشتها "يورونيوز" مع رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر في حديث خاص.

ماهي الضربة القاضية لأوروبا؟ البريكسيت، الشعبوية، أزمة المهاجرين، أم الوضع الاقتصادي الصعب: الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم إحدى أكثر المراحل الحرجة منذ إنشائه. الاستحقاقات الانتخابية المقبلة في النمسا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا من المخاطر، التي تهدد استمرار الاتحاد.

من أفضل من رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، للحديث عن هذه القضايا؟

الزميلة ايزابيل كومار اجرت معه الحديث التالي في “غلوبال كونفرسايشن”

الاتحاد الاوروبي لا يواجه مسألة وجود

“يورونيوز” : قلتم فترتي ستكون ولاية الفرصة الاخيرة، سنتان على توليكم المنصب، كيف تقيمون استمرار الاتحاد الأوروبي؟

يونكر: “في النهاية الاتحاد الأوروبي لا يواجه مسألة وجود”.

“يورونيوز” : صحيح؟

يونكر: “قلتِ إنّ الانتخابات الفرنسية والألمانية تهدد بقاء الاتحاد الأوروبي، هذا ليس صحيحاً، الانتخابات الفرنسية والألمانية لا تسأل ناخبي هذه البلدان عن مسألة البقاء بالنسبة للإتحاد الأوروبي، ولكن كنت سأقول بأنكِ محقة بقولك إنّ المفوضية التي أترأسها هي مفوضية الفرصة الأخيرة لأنّ الفجوة بين المواطنين الأوروبيين والعمل العام وسياسة الاتحاد تتسع كل يوم تقريبا، وأنا أريد معالجة هذه المسألة”.

أكبر نقطة ضعف في الإتحاد الاوروبي

“يورونيوز”: بالضبط، وكثيراً ما يتمّ انتقاد المؤسسات بكونها بعيدة عن الشعب الأوروبي. لدي سؤال من أحد المتابعين لأننا طلبنا من مشاهدينا إرسال اسئلتهم لهذه المقابلة. وهذا سؤال طرحه موسى بورمة يقول فيه “ما هي أكبر نقطة ضعف في الاتحاد الأوروبي“؟

يونكر: “دعونا نرفع المحرمات. نحن لا نعلم الكثير عن الآخرين. ماذا تعرف مناطق الشمال عن صقلية؟ ماذا يعرف الإيطاليون عن أعماق بولندا؟ لا شيء. علينا أن نكون أكثر اهتماماً ببعضنا البعض”.

سأشتاق للتفاهم مع شولتز

“يورونيوز”: وفي هذه اللحظة الحرجة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، أنتم على وشك أن تفقدوا أحد حلفائكم المفضلين، وهو حليف قوي للغاية، أعني رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز. هذه ضربة بالنسبة إليكم، إحدى أسوأ اللحظات.

يونكر: “لا، لن أستخدم كلمات بهذا المستوى على رحيل مارتن شولتز، صحيح أنني عملت مع مارتن شولتز، الذي نافسني أيضا لكي يصبح رئيساً للمفوضية. هو وأنا كان كل منا على رأس قامئة. هو اشتراكي وأنا ديمقراطي-مسيحي. ولكننا تمكنا من إقامة علاقات عمل مكثفة، وتفاهم مشترك أيضاً، لأنه لم يسبق وأن شهد التاريخ الحديث لأوربا علاقات مكثفة ودافئة بين البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية كالتي حدثت خلال فترة رئاسته للبرلمان”.

يورونيوز: ألن يضعفكم رحيله؟

يونكر: “لن أذهب عند هذا الحد. ولكن سأشتاق إلى ذلك التفاهم”.

لا أعتقد أن الرئيس المقبل للنمسا سيمضي في مغامرة خروج بلاده من الإتحاد

“يورونيوز”: لكن لدينا انطباع أنّ الاتحاد الأوروبي يشبه كثيراً قصر الورق، في غضون أيام قليلة، سيصوت النمساويون في الانتخابات الرئاسية، والتي ربما قد تجلب إلى السلطة زعيم اليمين المتطرف، وسيحدث هذا للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وقد يقوم الرئيس المقبل بتنظيم استفتاء حول مغادرة الاتحاد الأوروبي. الأمور اصبحت مقلقة جدا، أليس كذلك؟

يونكر: “ولكن لا يمكننا أن ننكر أو نسلب حق الشعوب في أوروبا في التعبير عن خياراتهم خلال الاقتراع العام. وحتى الاستفتاء على عضوية الاتحاد الأوروبي، وأعتقد أنه ليس من الحكمة تنظيم مثل هذه المناقشات، ليس لأنني أشكك في النتيجة النهائية، ولكن من شأنه هذا أن يزيد جدلاً حول المشاكل الكثيرة والمثيرة للجدل داخل الاتحاد الأوربي. إلى جانب ذلك، أنا لا أعتقد أن الرئيس المقبل للنمسا، مهما كان شخصه أن يمضي في مثل هذه المغامرة”.

“يورونيوز”: رغم قوله ذلك، رغم تلميحه لذلك؟

يونكر: “نعم، تعلمت أخيراً التمييز بين شعارات الحملة وبين الإنجازات الملموسة. فمن غير المرجح القول بأن شعارات الحملة الانتخابية هي أمورٌ وبأنّ الانجازات بعد ذلك هي أمورٌ أخرى، هذا إنكار للديمقراطية. ولا نستطيع أن نقول أيَّ كلامٍ خلال الحملات الإنتخابية”.

لا ينبغي معاقبة وإقصاء الشعب لأنه لم يحسن الإختيار

يورونيوز: وهل تعتقدون أن البلاد قد تواجه عقوبات؟

يونكر: “سبق وأن أعلنّا في لحظة ضعف عن عقوبات ضد النمسا عندما تولى اليمين المتطرف وظائف حكومية في البلاد. كان ذلك خطأ لأنه لا ينبغي معاقبة واقصاء الشعب لأنه لم يحسن الاختيار، يجب أن نتحدث ونتحاور ونتنافس من خلال الواقع السياسي الذي نتيمن به ولكن بما أنّ الرئيس النمساوي يملك وظيفة رمزية….”.

“يورونيوز”: إلى حدّ الآن…

يونكر: “قبل الحصول على وظيفة النفوذ السياسي، لست قلقاً رغم أنني لا أحبذ فوز مرشح اليمين المتطرف”.

إيطاليا لديها الحق في معاتبة بقية الأوربيين

“يورونيوز”: في اليوم نفسه، سيذهب الإيطاليون إلى صناديق الاقتراع للإستفتاء حول الدستور. في حال فوز الـ “لا“، سيخسر ماتيو رينزي منصبه كرئيس وزراء وبالتالي سيقترب المشككون في أوروبا من السلطة. المشككون في أوروبا قد يضعون اليورو في خطر، وستُفتَح جبهة جديدة.

يونكر: “أنا تربطني علاقات هادئة مع رئيس الوزراء الإيطالي”.

“يورونيوز”: متوترة؟

يونكر: “لا، في الأخير نعم. ظاهرياً متوترة، ولكننا نتفق على ما هو جوهري عندما نتحدث وجهاً لوجه، كمفوضية، قمنا بالكثير بالنسبة لإيطاليا، وقامت إيطاليا بالكثير مع الإتحاد الأوروبي. طريقة إدارة إيطاليا لأزمة الهجرة التي تعنيها كانت مثالية جداً. إيطاليا لديها الحق أن تعاتب بقية الأوروبيين، ليس كل الأوروبيين بل بعض الأوروبيين”.

“يورونيوز”: هل ستوضحون ذلك؟

يونكر: “إنهم متضامنون بشكلٍ كافٍ مع إيطاليا. لأن إيطاليا بذلت جهوداً جبارة في أزمة الهجرة وإدارة عواقبها. وخلال حملة الإنتخابات الأوروبية وأمام البرلمان الأوروبي وفي مناسبات عديدة، وخلال خطابي الإفتتاحي دعوت أوروبيين آخرين للتضامن مع إيطاليا واليونان”.

“يورونيوز”: لكن إيطاليا طلبت منكم أيضاً التضامن معها وإبداء المزيد من المرونة على مستوى الميزانية. لكن يبدو أنكم أكثر مرونة مع البرتغال وإسبانيا. هل ستظهرون هذه المرونة لإيطاليا؟

يونكر: “لقد تمكنت إيطاليا بين 2015 و2016 من الإنفاق أكثر دون أن نهتم بذلك. على أساس ميثاق الاستقرار بزيادة تسعة عشر مليار يورو. إذا لم تضع المفوضية تفسيراً لعناصر المرونة في ميثاق الإستقرار، فقد كان يتوجب على إيطاليا إنفاق أقل من تسعة عشر مليار مقارنة مع ما قامت به حالياً. إذا لا أعتقد أننا كنا أكثر حزماً تجاه إيطاليا. ألاحظ أنّ بقية الدول ألمانيا، النمسا، هولندا، تعرضت لإنتقادات شديدة لمرونتي فيما يتعلق بإيطاليا. على الدول الأعضاء أن تتفق على نفس التحليل”.

لا أتوقع ان تنجح السيدة لوبان في ان تصبح الرئيسة المقبلة لفرنسا

“يورونيوز”: لننتقل إلى انتخابات أخرى والتي سبق ان ذكرتها في مقدمة هذه المقابلة. لأنه بطبيعة الحال، سيكون دور فرنسا في نيسان/أبريل. ثم لدي سؤال آخر للمشاهد روبيرت بيدل يقول فيه إذا فازت مارين لوبان، فهل سيكون هذا المسمار الأخير في نعش المشروع الأوروبي؟

يونكر: “إنها فرضية لا أتوقعها”.

“يورونيوز”: ماهي الفرضية التي لا تتوقعونها؟

يونكر: “فرضية ان تكون السيدة لوبان الرئيسة المقبلة لفرنسا، لن تنجح في ذلك”.

“يورونيوز”: هل من الواقعي بعد خروج بريطانيا قول هذا بكل يقين؟

يونكر: “اسمعي، لا يجب الخلط بين الشعوب أو البلدان. خروج بريطانيا لديه أسباب عميقة لا يمكنها ان تساهم في النصر المحتمل للسيدة لوبان في فرنسا. وبالتالي لا يجب القيام بهذا الخلط الذي اعتبره خطراً”.

“يورونيوز”: تعتقدون في حال انتخابها، وأؤمن بضرورة الاعتقاد كإحتمالٍ بالنظر إلى استطلاعات الرأي، هذا إذا أمكن الاعتماد عليها في هذه الأيام…

يونكر:“واصلي الوثوق باستطلاعات الرأي…”.

“يورونيوز”: ولكن هل الاتحاد الأوروبي سيستمر إذا اصبحت رئيسة؟ هذا سؤال بسيط؟

يونكر: “إنه سؤال لا يطرح”.

الخيار بين ميركل وشولتز في الانتخابات الالمانية

“يورونيوز”: خلال أيلول/سبتمبر، ألمانيا ستشهد انتخابات، لدينا المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وقد يواجهها مارتن شولتز، فمن ستختارون؟

يونكر: “كلما تدخلت في مناظرة انتخابية لبلد ما أو حول استفتاء يطلبون مني الإنشغال بوظيفتي. كلما كانت هناك انتخابات في بلد ما يطلبون مني من ستختار؟ أنا من الحزب الديمقراطي-المسيحي، هذا واضح، وهذه ليست حُجة مضادة فيما يتعلق بالسيد شولتز الذي اعزه بشكل يزعج أحيانا بقية الديمقراطيين-المسيحيين”.

بالنسبة لبريطانيا لا يجب أن نتعامل مع الأمر بروح الانتقام

“يورونيوز”: خروج بريطانيا كان استفتاء غيّر المعطيات ووضع الاتحاد الأوروبي في نقطة اللاعودة، لدي سؤال من أحد المتابعين عبر الأنترنت.

يونكر: “بريطاني؟”.

“يورونيوز”: بريطاني، لست أدري، من الإسم يبدو ألمانياً نيكولا نيومان…

يونكر: “نعم ألماني نيكولاس نيومان”.

“يورونيوز”: “نيكولاس نيومان يتساءل هل ستكون بريطانيا مثالاً لردع بقية الراغبين في مغادرة الاتحاد؟

يونكر: “أعتقد أن السؤال لا يطرح بهذه الكلمات. فيما يتعلق بالمملكة المتحدة أنا لست في وضع المنتقم. لقد تكلم الاقتراع العام البريطاني وهو من قرّر. ولا أريد للآخرين القيام بالشيء نفسه ولكن بالنسبة لبريطانيا لا يجب أن نتعامل مع الأمر بروح الانتقام. يجب حل كل المشاكل العالقة أولاً مع البريطانيين ثمّ مع الأوروبيين. سنعمل على أن تظلّ العلاقات بين بريطانيا وأوروبا منسجمة، مع العلم أن البريطانيين لا يمكنهم الادعاء بأنّ لديهم نفس مزايا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي”.

على بريطانيا احترام المبادئ إذا أرادت الدخول إلى السوق الداخلية

“يورونيوز”: إلى أيّ مدى أنتم مستعدون لتقديم تنازلات؟ ما هي النقاط غير الخاضعة للتفاوض؟

يونكر: “أولاً لستِ رئيسة الوزراء البريطانية، لن اكشف أمامك ما سأكشفه وما كشفته أمام رئيسة الوزراء البريطانية. لكن هناك خط أحمر، كما يقول البريطانيون. اذا أرادت المملكة المتحدة، مع قطاع تصديرها، وخدماتها المالية، الاستفادة بشكل كبير من مزايا السوق الداخلية وبالتالي إذا أرادت الحصول على مدخل مباشر للسوق الداخلية للاتحاد الأوروبي، يجب على اصدقائنا البريطانيين احترام المبادئ الاساسية والتوجيهية للسوق الداخلية. إذاً ليس من المقبول الاستفادة من السوق الداخلية دون احترام مبدأ حرية الحركة للعاملين على سبيل المثال… لا يمكن”.

العلاقات مع الولايات المتحدة ستبقى على قيد الحياة

“يورونيوز”: وَسَط كلّ هذه الازمات، لدينا دونالد ترامب، كما ذكرتكم، يبدو أنكم لا تعلمون جيداً كيف يمكن تعريفه، ولا تقدرونه كثيراً…

يونكر: “ شخصياً لدى صعوبة في فهم نفسيتي، فلماذا أقوم بفحص نفسيات الآخرين؟ سنرى ما سنراه. العلاقات بين الكتلتين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ستبقى على قيد الحياة”.

“يورونيوز”: وكيف تقيّمون دونالد ترامب؟

يونكر: “لا اعرفه. عدا السيد فاراج، قلة هم الأوربيون الذين التقوا به. لذا سأرى حين ستتاح لي فرصة التحدث إليه ومناقشة تفاصيل قضايا عصرنا الكبرى”.

يجب التعامل مع روسيا كمجموعة كبيرة

“يورونيوز”: من بين هذه القضايا، العلاقات مع روسيا. الرئيس باراك أوباما وبعض القادة الأوروبيين قالوا إنهم يريدون الإبقاء على العقوبات المفروضة على موسكو. مع وصول دونالد ترامب الى السلطة خلال أشهر، لن تبقى العقوبات إلا لوقت قصير…

يونكر: “إننا لا نتبع القرارات السياسية الخارجية للولايات المتحدة. الولايات المتحدة تقوم بما تريد هي القيام به. الأوروبيون لديهم مصالحهم الخاصة ومجالات عملهم الخاصة من اجل إدارتها”.

“يورونيوز”: تدعمون الابقاء على العقوبات؟

يونكر: “في الوقت الحاضر لا ارى حججاً تدعم رفع العقوبات عن روسيا بشكل فوري. لكن اريد أن تكون لنا مع روسيا علاقات تفاهم تتعدى التشجنات. لا توجد بنية أمنية في أوروبا دون روسيا، يجب معرفة هذا الأمر. الاتحاد الأوروبي يغطي مساحة خمسة ملايين وخمسمائة ألف كيلومتر مربع. روسيا مساحتها سبعة عشر مليون وخمسمائة الف كيلومتر مربع، يجب التعامل مع روسيا كمجموعة كبيرة وكأمة فخورة، ويجب معرفة العديد من الأشياء عن مناطق روسيا العميقة في الوقت الذي نجهل كل شيء عن روسيا العميقة. وأرغب الحديث إلى روسيا على مستوى متساو، لأنّ روسيا ليس كما قال الرئيس اوباما إنها “قوة إقليمية“، خطأ كبير في التقدير”.

على أوربا ان تتوقف عن إعطاء الدروس لتركيا

“يورونيوز”: أريد الحديث عن تركيا لأنها هامة جداً بالنسبة إليكم، حين حاولتم إدارة أزمة الهجرة، اطلق الرئيس أردوغان تهديداته. هل من الممكن الاستمرار في التفاوض معه ؟ هل يمكن أن يكون شريكاً لكم؟

يونكر: “تركيا ليست شريكاً هاماً فقط حين يتعلق الأمر بأزمة الهجرة. إنها كذلك، وهذا واضح، لأن تركيا تستقبل على أراضيها اكثر من ثلاثة ملايين مهاجر ولاجئ. وهذا ما لم تقم به أوروبا. إذا في هذه المسألة على أوروبا أن تتوقف عن إعطاء الدروس لتركيا. تركيا تقوم أكثر بكثير، كما الأردن ولبنان مما تقوم به أوروبا. لذا يجب التواضع لدى إثارة هذه المسائل. أما فيما يتبقى، فتركيا هي شريك أساسي للإتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه، لأنها موجودة حيث توجد هي الآن. إذاً، تركيا التي تتقدم كثيراً في مجال الديمقراطية خلال السنوات العشر الأخيرة. ومنذ سنتين تقريباً، وخاصة في الأشهر الاخيرة منذ الانقلاب في تموز-يوليو، ابتعدت عن أوروبا وتبتعد أكثر كل يوم عن أوروبا”.

“يورونيوز”: العكس صحيح !

يونكر: “لا، لا، لا. لا تحركنا مشاعر معادية للاتراك. السؤال المطروح هو سؤال يطرح على تركيا: هل ستستوفي تركيا كل الشروط التي يجب توفرها لكي تصبح عضواً في الإتحاد الأوروبي؟ نعم أو لا ؟ اعتقد أن تركيا لم تطرح على نفسها هذا السؤال ولم تعط أبداً الجواب عليه”.

مع الرئيس أردوغان عقدت لقاءات أشبه بصراعات الدِيَكة

“يورونيوز”: هل يمكنكم التفاوض مع رئيس يزداد استبداده أكثر فاكثر؟

يونكر: “علي التفاوض مع العديد من الأشخاص، من بينهم أولئك الذين لا تروقني رفقتهم كثيراً. لدينا، في الاتحاد الأوروبي علاقات مع أنظمة هي أنظمة بغيضة. ولا أحد يطرح السؤال. الحديث يدور حول تركيا ولديهم الحق، لكن لا يدور الحديث أبداً حول العربية السعودية. لدينا علاقات مع جميع الديكتاتوريات لأنه يجب علينا تنظيم العالم. مع تركيا ورئيسها، عقدت لقاءات منتظمة. من وقت لآخر، مع الرئيس عقدت لقاءات أشبه بصراعات الدِيَكة. أعرفه منذ سبعة عشر أو ثمانية عشر عاماً. أعرفه ويعرفني”.

لم أُعط ترقية للمفوض أوتنغر (…) الصحافة يجب أن تكون اقل حقداً

“يورونيوز”: داخل المفوضية، هناك صراعات. اتحدث عن المفوض غونثر اوتينغر، المتهم بفضيحة تتعلق بتضارب المصالح، إنه متهم بالإدلاء بتصريحات عنصرية ومعادية للأجانب وتتسم بالتمييز بين الجنسين. لكنكم مستمرون بدعمه، حتى أنكم رقيتموه، ألا يثير هذا بعض السُخط؟

يونكر: “نعم، لكن حالات الغضب ليست مبررة دوماً. انا لم اعط ترقية للمفوض اوتنغر، لقد استبدلت المفوضة المكلفة بالميزانية التي غادرت المفوضية الأوربية لتعمل في المصرف الدولي، بالمفوض الذي هو عضو في المفوضية منذ سبع سنوات والمطلع على أسرار موازنة الاتحاد الأوروبي، وقلة هم الذين يعرفونها كما يعرفها السيد أوتينغر بالتفصيل. لقد صرح في هامبورغ على ما أعتقد، وبحسب الألفاظ التي استخدمها، أدلى بعبارات في غير محلها. وبطلب مني، قدم اعتذاره لكل من أثار عنده شعوراً بالاساءة، ولكل من أساءت إليه عباراته. أما تضارب المصالح، فلا أراها. هناك سوء تعاطٍ لكنه ليس خطأ”.

“يورونيوز”: قواعد المفوضين تمنع قبول الهدايا التي تزيد قيمتها عن مائة وخمسين يورو كما يجب الافصاح عن سفرٍ مع أحد النافذين …

يونكر: “هذا صحيح يجب على المفوضين عدم قبول هدية تفوق هذه القيمة، وهذا ما يقومون به، ومن الصحيح أن جميع العلاقات مع النافذين يجب أن يعلن عنها، وهذا ما يقوم به المفوضون. ما جرى هو أن السيد اوتنغر، وبطلب من الحكومة المجرية، استخدم طائرة وضعت تحت تصرفه من قبل أحد الأشخاص، نعم هو نافذ بطريقة ما”.

“يورونيوز”: وتواصلون الدفاع عنه!

يونكر: “لا بل أواصل القول إنّ الصحافة يجب أن تكون اقل حقداً. السيد اوتنغر أجاب على سؤال في البرلمان في التاسع عشر من أيار/مايو 2016 حول هذه الرحلة التي جرى انتقادها اليوم. لماذا تعود الصحافة العالمية إلى هذه القضية بعد مرور عدة أشهر. لم ترينه خلال وقوع الأحداث”.

“يورونيوز”: لأنكم انتظرتم عدة أشهر قبل الرد …

يونكر: “هذا سخيف سيدتي، اسمعي، لا تلعبي دور الصحفية البسيطة. كان هناك سؤال في البرلمان أجاب عليه السيد اوتنغر في التاسع عشر من أيار/مايو، وتعودين إلى هذه القضية لاثارتها في التاسع عشر من تشرين الثاني/نوفمبر، هذا أمر تافه”.

“يورونيوز”: لم أعد إلى السؤال بهدف اثارة الجدل وانما اعتقد بسبب استفزازاته العنصرية والمعادية للأجانب… لهذا السبب عدنا لانزلاقات السيد أوتنغر…

يونكر: “ترين تعاظم اللغط. لقد غيرنا قانون تصرف المفوضية والذي قلما نتحدث عنه. اقترحت وعملت لتطبيق فترة تبريد، أي عدم ممارسة المفوضين لوظيفة بمؤسسة منافسة وطلبت ان ترفع المدة لسنتين. وبسبب قضية باروزو، اقترحت أن يفرض على رئيس المفوضية فترة تبريد لمدة ثلاث سنوات وهذا طبيعي”.

“يورونيوز”: هل ثلاث سنوات كافية؟

يونكر: “ثلاث سنوات هي ستة وثلاثون شهراً”.

إننا نتجنب الخوض في التفاصيل وحاضرون بكثافة في القضايا الكبرى

“يورونيوز”: أخيراً، انتم في السنة الثانية من ولايتكم، لا تزال أمامكم ثلاث سنوات… ماذا الذي تقترحونه للعمل بشكل مختلف؟

يونكر: “إننا نقوم بالكثير من الأمور بطريقة مختلفة. المفوضية التي أتشرف برئاستها قدمت عشر أولويات، وركزت على القضايا الكبيرة لعصرنا ولم تعد تهتم بالقضايا الصغيرة التي يمكن أن تحلها الدول والمدن والمناطق بطريقة أفضل. لم نعد نريد التدخل بطريقة فاضحة تقريباً في يوميات المواطنين الأوروبيين. إننا نركز على القضايا الكبرى: على غرار أوروبا الرقمية واتحاد الطاقة واتحاد أسواق رأس المال، والدفاع الأوروبي بقدر ما تتعلق بصلاحيات المفوضية الأوروبية. إننا نتجنب الخوض في التفاصيل وحاضرون بكثافة في القضايا الكبرى”.

“يورونيوز”: رئيس المفوضية الأوربية جان كلود يونكر شكراً لوجودكم معنا

يونكر: “أنا الذي أشكركم”.

سيرة جان-كلود يونكر في سطور

  • انضم الى الحزب المسيحي الاجتماعي الشعبي في اللوكسبورغ عام 1974
  • تولى منصب رئاسة وزراء اللوكسبورغ بين 1995 – 2013
  • ترأس مجموعة اليورو عام 2004
  • ترأس المفوضية الأوروبية عام 2014
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

محاكمة ترامب "التاريخية".. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحلّفين في قضية إسكات ممثلة إباحية

بعد هزيمة مدوية في الانتخابات.. زعيم حزب قوة الشعب الحاكم في كوريا الجنوبية يعلن استقالته

خسارة مدوية "للعدالة والتنمية" في الانتخابات البلدية.. وأردوغان يعلق: "سنصحح أخطاءنا ونحاسب أنفسنا"