ظهور ما يعرف بسوق الكسر من المواد الغذائية في مصر بسبب غلاء الأسعار

ظهور ما يعرف بسوق الكسر من المواد الغذائية في مصر بسبب غلاء الأسعار
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

المصريون يحاربون غلاء الأسعار باللجوء لسوق الكسر من المواد الغذائية

اعلان

يواصل سعر صرف الدولار الأمريكي تراجعه أمام الجنيه المصري منذ ما يقارب الثلاثة أسابيع ، في مؤشر اعتبره البعض بداية استعادة الجنيه المصري لقيمته الحقيقية وانتهاء تفوق الدولار، فيما اعتبره اخرون تراجعاً مؤقتاً لا أكثر، تحكمه عوامل آنية ستزول بانتهاء ظروفها، ليعاود الدولار الصعود مجدداً.

تراجع الدولار الملحوظ من مستوى قارب العشرين جنيهاً مصرياً الى مستوى ال 15 جنيها ونصف كمعدل مسيطر على أسواق الصرف هذه الأيام، قوبل بتفاؤل وارتياح لدى المواطنين المصريين الذين أرهقهم هذا الارتفاع الجنوني في سعر الدولار وما رافقه من ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات الأساسية ، لكن هذا التفاؤل كان مرهوناً بتوقع انخفاض الأسعار ، وهو الأمر الذي لم يحدث حتى اللحظة، ليجد المواطن المصري نفسه فريسة سهلة لجشع التجار وارتفاع الأسعار غير المبرر.

بالعودة الى انخفاض سعر الدولار ، والذي اعتبره البعض مؤقتاً، معززين ذلك بعدة أسباب من بينها، ارتباط الدولار بتقلبات الاستيراد الموسمية، حيث أن سوق الاستيراد يلقي بتأثيره المباشر على العرض والطلب، ولعل عطلات الشركات في الصين خير دليل على ذلك هذه الأيام والذي يتزامن مع عيد رأس السنة الصينية فى شهري يناير وفبراير، ما يساهم في خفض الاستيراد، فيما يعاود الارتفاع تزامنًا مع المواسم المحلية المصرية، كعيد شم النسيم وشهر رمضان .

بينما اعتبر فريق آخر الانخفاض في سعر الدولار حقيقي، نتيجة تدخل البنك المركزي المصري، وارتفاع الاحتياطي من العملات الأجنبية بعد تعويم الجنيه المصري وما سبقه من وصول أولى دفعات قرض صندوق النقد الدولي .

وفِي ظل هذه التذبذبات والتخبط الاقتصادي ، يجد المواطن المصري نفسه مرة اخرى، ضحية ثابتة لا متغيرة، فمعاناته مع ارتفاع الأسعار وصلت لذروتها، لتبرز دعوات عبر مواقع التواصل الإجتماعي داعية الى تفعيل وتنشيط حركة مقاطعة شعبية موسعة للسلع الأساسية، كخطوة ضاغطة على جشع التجار كما يسمونه، مستذكرين ما فعله المصريون إبان حكم السادات حينما قاطع المصريون اللحوم فانخفضت أسعارها.

فيما يطالب المصريون هذه الأيام بتفعيل الرقابة لضبط الأسواق وأسعار السلع، معتبرين أن ضعف الرقابة على الأسواق هى السبب الرئيسى فى هذا الغلاء الفاحش.

ونشرت وسائل إعلام مصرية مقربة من الحكومة تقارير صادمة خلال الأيام القليلة الماضية، تظهر انتعاش سوق ما يسمى “ بالكسر” ، وهو ما يعني إقبال المواطنين على شراء بقايا المواد الغذائية من مخلفات المصانع بربع الثمن، وهو مشهد مفجع يشير الى ان شريحة كبيرة من المجتمع المصري باتت على حافة المجاعة الحقيقية، ما ينذر بأزمة مجتمعية قد تمتد تأثيراتها على الحياة السياسية برمتها.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مساعدات اقتصادية بقيمة 8 مليارات دولار من الاتحاد الأوروبي إلى مصر

14 طفلا فلسطينيا يحتاجون لرعاية طبية يتوجهون من القاهرة إلى روما بغرض العلاج

"بيزنس المرور".. استدعاء صحافية مصرية بعد اتهامها رجل أعمال بتقاضي أموال عند معبر رفح