الإتحاد الأوروبي وتوقعات للتضخم والنمو

الإتحاد الأوروبي وتوقعات للتضخم والنمو
بقلم:  Randa Abou Chacra
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

للمرة الاولى منذ عقد تقريباً، اقتصاديات دول الاتحاد الاوروبي آخذة في النمو.

للمرة الاولى منذ عقد تقريباً، اقتصاديات دول الاتحاد الاوروبي آخذة في النمو. لكن، هل سيحدث هذا النمو هذا العام اما العام المقبل في ظل عدم اليقين المحيط بنا ؟ عدم يقين ناتج عن كل من سياسات الادارة الاميركية الى الانتخابات التي ستشهدها اوروبا مروراً بالبريكسيت (انفصال بريطانيا عن الاتحاد الاوروبي) وتباطؤ الاقتصاد الصيني.

برنامج “ريل ايكونومي” الذي تقدمه مايثري سيثارامان، سيلقي الضؤ على الاقتصاد الاوروبي وسيحاول تحليله من كلية لندن لادارة الاعمال.

لنبدأ مع أهم التوقعات. دول اوروبا، حتى تلك التي تعاني من الانكماش، قد تنمو هذا العام والعام المقبل.
في منطقة اليورو، النمو سيعود للانتعاش عام 2018. توقعات ليست مبنية فقط على نمو الصادرات. لنلقي نظرة على هذا الدرس المكثف حول التضخم الذي تباطأ خلال السنتين الماضيتين لكن من المتوقع ان يعود للتزايد.

درس مكثف في الاقتصاد

قرارات هيلين في الشراء تتعلق بارتفاع اسعار المواد الغذائية والخدمات.

قبل سنوات قليلة، كانت هيلين تؤجل الشراء على امل ان تستمر الاسعار بالتراجع وذلك كي تستفيد من الاسعار الزهيدة.

أمر، أضعف قدرتها الشرائية، فالشركات باعت أقل، كما كانت تستثمر أقل، فتعاقدت مع عدد أقل من العاملين وبالتالي انخفضت الأجور.

ومن اهم العوامل الاقتصادية كان تهاوي اسعار النفط. لكن أسعار هذه المادة الحيوية عادت مؤخراً للإرتفاع، دافعة بالتضخم للاقتراب من 2% وهو المستوى الذي حدده المصرف المركزي الاوروبي لاستقرار الأسعار.

ففي منطقة اليورو، قد يصل التضخم الى 1.7% هذا العام بعد ان كان 0.2% عام 2016، ومن المتوقع ان يصل الى 1.4% في المئة العام المقبل.

وفي الاتحاد الاوروبي سيرتفع التضخم من 0.3% العام الماضي الى 1.8% هذا العام و 1.7% العام المقبل.

وهذا يعني ان الشركات تتوقع تزايداً في استثماراتها، مما يساعد على نمو الاقتصاد مع طلب داخلي قوي.
في منطقة اليورو الاقتصاد سينمو 2.9% هذا العام و 3.4% عام 2018. كما من المتوقع ان يرتفع اجمالي الاستثمارات 8.2% للمرة الاولى منذ 2013.

لكن التزايد الكبير للتضخم لن يسمح لعائلة هيلين بزيادة انفاقيها.

الاقتصاد والقطاع الخاص

لنضع هذه التوقعات في سياقها، فتعافي الاقتصاد بطيء وغير متكامل. هذا ما اظهرته بيانات اربع اكبر اقتصاديات في منطقة اليورو. المانيا هي الوحيدة التي سجلت آداء افضل بكثير مما كان متوقعاً. في حين سجلت فرنسا تحسناً بسيطاً قياساً للتوقعات الاخيرة.

فماذا يتوقع عالم الاعمال، مع الاخذ بعين الاعتبار ان القطاع الخاص في منطقة اليورو سجل، في شباط/فبراير، افضاء آداء له منذ ست سنوات. ريبورتاج للزميل غيوم دي جاردين. وجاء فيه:

مافيفليكس، شركة تصنع الابواب منذ ثلاثة عقود. مركزها قريب من مدينة ليون الفرنسية.
ما تنتجه تبيعه للعديد من الشركات الفرنسية والاوروبية.

اربعون عاملاً يحولون اللَفافات المعدنية الى ابواب. يضاف اليهم العاملون في الادارة. إنهم ثمانية وثمانون عاملاً في هذا المصنع. وسيزداد عددهم بفضل تحسن الاعمال.

وعن هذا الموضوع تحدث لوران ميليا مدير مراقبة الجودة والسلامة العامة والبيئة في المصنع قائلاً إن قدرة انتاج المصنع “ازدادت لتصل الى اربعين في المئة اسبوعياً قياساً للعام الفين واحد عشر. كنا ننتج تقريباً خمسين باباً في الاسبوع، واليوم ننتج بين خمسة وثمانين وتسعين باباً واحياناً اكثر ليصل عددها الى المئة اسبوعياً”.

نمو مافيفليكس مثال على تحسن القطاع الخاص في الاتحاد الاوروبي وخاصة القطاع الصناعي. ومن المتوقع تزايد فرص العمل. أي ان البطالة في دول الاتحاد الاوروبي قد تتراجع من 8.5% عام 2016 الى 8.1% هذا العام وتصل الى 7.8% عام 2018. وهكذا ستقارب النسبة التي سجلت قبل 11 عاماً وهي 7.2%.

زميلنا غيوم افادنا انه “في الاشهر الاخيرة، ضعف اليورو سمح بتسهيل تصدير المنتجات الاوروبية، فازدادت قدرتها التنافسية، لكن ذلك بدأ يتلاشى تدريجياً. ونتيجة تراجع البطالة، ازداد الطلب الداخلي حتى اصبح موضع ترحيب”.

لكن مع تضخم متزايد، انفاق الاسر سيتأثر. لذلك قطاع الاعمال، اليوم، بحاجة اكثر من اي وقت مضى لاستراتيجية لنموه.

وتشرح آن صوفي بانسيري مديرة مافيفليكس: “نبحث عن النمو بشكل اولي على الصعيد العالمي، وقليلاً في فرنسا، لكننا نبحث عنه على الصعيد العالمي، وبشكل خاص في اوروبا”.

بما ان الاستثمارات متباطئة بسبب الازمة في اوروبا، الشركات مثل مافيفليكس تواجه تناقضات، وهي “الحاجة للاستثمار في مواجهة عدم يقين المناخ السياسي”.

وتضيف آن صوفي “الامر مقلق بعض الشيء، لان عدم الاستقرار هذا يفقدنا آفاق تطورنا. كما نعلم انه في فرنسا، السنوات الانتخابية ليس سنوات جيدة للاستثمارات لان كل شيء مجمد، متوقف”.

حوار مع ريشلين الخبيرة الاقتصادية

لتحليل هذه التوقعات الزميلة مايثري التقت لوكريتزيا رايشلين الخبيرة الاقتصادية والاستاذة الجامعية في كلية لندن لادارة الاعمال. فكان الحوار التالي:

“يورونيوز”: لنبدأ مع عدم اليقين، التي تتسبب به الانتخابات في اوروبا والادارة الاميركية والصين والبريكسيت، فكيف تصنيفنها ؟

رايشلين: “إن نظرنا الى الولايات المتحدة، من الواضح ان عامل عدم اليقين هو ترامب. وهذا ما سيحدث بشكل عام للاقتصاد الاميركي لان العديد منا يعتقدون انه وصل لذروته. اوروبا لديها مشاكلها الخاصة، بالطبع الولايات المتحدة على وشك التباطؤ وطبعاً ستنشط في حماية تجارتها، لذلك اوروبا ستتأذى. لكن من جهة اخرى، اوروبا لديها انتعاش مقنع جداً”.

“يورونيوز”: كيف ستتزايد الاستثمارات مع وجود قلق حول الولايات المتحدة وهنا؟

رايشلين: “هذا حقاً ما يجب ان نعمل عليه. ان نتأكد ايضاً ان الشركات الضعيفة، الجزء الضعيف من المؤسسات الخاصة، تستفيد من التكنولوجيا المتاحة، وعلى القطاع الخاص ايضاً ان يقتنع بوجود آفاق للنمو، وحين يبدو عدمُ اليقين السياسي واضحاً عندئذ سيسود التفاؤل”.

“يورونيوز”: هل هناك حلقة مفقودة لان المانيا، لوحدها، ما تزال قوية ؟

رايشلين: “المانيا مستمرة بالنمو وايضاً اسبانيا. في الواقع البلد الوحيد الذي خيب الآمال هو ايطاليا. اعتقد ان ايطاليا اليوم، عليها ان تجعل المناطق الاضعف فيها متقاربة مع معدلات نمو اعلى”.

“يورونيوز”: مع قليل من الثقة بسبب ارقام التوظيف والاجور – في اوروبا – ماذا يتعين علينا القيام به للحفاظ على هذا الزخم وجعله افضل ؟

رايشلين: “التضخم الاساسي، ما نسميه بالتضخم، مع استثناء الغذاء والطاقة، ما زال ضعيفاً، لذا اعتقد ان المصرف المركزي الاوروبي ما تزال لديه امكانية على التحفيز. لكن مع سحب التحفيز، اليوم، قد يؤدي للاضرار بالاقتصاد الحقيقي وايضاً قد يقضي على الاستقرار المالي لان ذلك يعني ان معدلات الفائدةِ الطويلةِ الاجل ستأخذ بالارتفاع، وستتسبب بالمشاكل للبلدان ذات الديون المرتفعة. لكني اعتقد ايضاً، ان منطقة
اليورو عليها ان تعمل على حوكمتها وتؤمن حوافز ضريبية شاملة وخاصة بها”.

“يورونيوز”: كيف يمكن القيام بذلك؟

رايشلين: “اعتقد انه علينا دراستها، اعني ان نطلب من سياسيينا ومؤسساتنا الاقتصادية والحكومة الاقتصادية لمنطقة اليورو واوروبا بشكل اوسع، علينا ان نطلب منهم التفكير بالسياسات التي قد تساعد اعتماد التكنولوجيا والتي ستساعد على اعطاء قوة اكبر للشركات. اعتقد ان اقتصادنا ما يزال يحتاج للقليل من النشاط”.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الصندوق الأوروبي للاستثمارات الاستراتيجية وخطته الجديدة لتمويل المشاريع

هل ستخلق الروبوتات الوظائف أم ستدمرها؟

أوروبا : كيفية التغلب على عدم المساواة في الأجور؟