"حزام الفقر" في مصر يدفع بجيل ثالث إلى الشارع

"حزام الفقر" في مصر يدفع بجيل ثالث إلى الشارع
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

تفترشان الأرض لنومهما وتعيشان على صدقة المصلين، أسماء وابنتها، تصبحان وتمسيان في المكان نفسه، في حي السيدة زينب الشعبي في القاهرة، حيث تتخذان الشارع مأوى في بلد يعيش فيه 24 مليونا من سكانه تحت خط الفقر.
في ثياب رثة، تلعب الطفلة “شهد” وعمرها سنتين قرب مسجد الحي حيث يوجد تجمع كبير لأطفال الشوارع، دون أن تدري أن حياتها غير آمنة ولا حياة أمها، كما أن والدها يرفض الإعتراف بنسبها بعد زواجه بأمها عرفيا.
ويوضح أحمد كمال، رئيس فريق الاخصائيين الاجتماعيين الذي يعمل في حي السيدة زينب أن فرقا تابعة لوزارة التضامن، تحاول دون جدوى إقناع الأطفال بلا مأوى وذويهم بالإنتقال الى دور الرعاية إلا أن العائق الأكبر يكمن في أن “القانون لا يسمح باستقبال أي طفل في دار للرعاية إذا لم تكن لديه شهادة ميلاد موثقة، ومعظم هؤلاء الاطفال هم من الجيل الثاني او الثالث من أطفال الشوارع وليست لديهم أوراق رسمية”. موضحا أن الامر يستدعي إجراءات إدارية طويلة لاستخراج اوراق ثبوتية للاطفال مجهولي النسب”.

جيل جديد لا يعرف معنى الأسرة أو المنزل:

تعتقد الطبيبة“هنا أبو الغار” التي أنشأت مؤسسة “بناتي” أن المناطق العشوائية الموجودة حول القاهرة والإسكندرية، المسماة “حزام الفقر” والتي يقطنها ثمانية ملايين مصري ، “أصبحت المصدر الرئيسي” لاطفال لم يعرفوا ابدا معنى المنزل او الاسرة وتقول “حتى بداية العقد الماضي، كان أكثر اطفال الشوارع من قرى الصعيد الفقيرة، ولكن خلال السنوات العشر الاخيرة كبرت العشوائيات واصبحت تقذف باطفال الى الشارع، يمارسون الدعارة والسرقة والتسول”.
وتسعى “بناتي” الى تقديم مساعدة عملية لهؤلاء الاطفال، من خلال استقبالهم في منزل كبير والتمكن من استخراج أوراق ثبوتية لهم حتى يتجنبوا مصير أهاليهم، وينتمي هؤلاء الى “الجيل الثاني او الثالث” الذين تقدر وزارة التضامن المصرية عددهم بستة عشر ألف طفل بينما تقول منظمة على لسان ممثلها في مصر برونو مايس أن عددهم يقدر بعشرات الآلاف.
ويرى ممثل المنظمة الأممية أن “العنف المنزلي والعلاقات الجنسية بين المحارم داخل الاسرة ثم الفقر“، ابرز دوافع هروب الاطفال من بيوتهم “ مضيفا “هذا يحدث في العشوائيات وفي الاسر التي تعاني من البطالة ومن تعاطي المخدرات ومن مستوى تعليمي ضعيف”.

شارك هذا المقالمحادثة