Euroviews. السعودية وقطر.. إلى أين ؟

السعودية وقطر.. إلى أين ؟
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز
اعلان

بقلم سامية مباركي

أفاقت المنطقة العربية ومعها العالم على زلزال قرار قطع العلاقات بين السعودية ومن خلفها الإمارات والبحرين ومصر مع دولة قطر بسبب ما وُصف بدعم الدوحة للإرهاب وعلاقتها بداعش والقاعدة في اليمن.

هذا الإجراء وكذا تعليق الرحلات الجوية وغيرها من الإجراءات العقابية الأخرى ضد الدوحة وردّ الأخيرة بالمثل، يمثّل الجزءَ الظاهر من جبل الجليد.

فالعلاقات القطرية السعودية خصوصا، عرفت منحنيات وتذبذبات بدأت منذ مجيء الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الى الحكم في منتصف التسعينيات بعد توليه السلطة عوضا عن أبيه الذي تنحى أو تمت تنحيته حسب الروايات.

حاول الأمير الجديد آنذاك، رسم سياسة جديدة تميزت بالانفتاح النسبي ومحاولة إيجاد موطئ قدم في المشهد السياسي والدبلوماسي العربي والدولي الذي تطغى عليه السعودية باعتبارها الدولة الأقوى في المنطقة إن كان على مستوى الموارد النفطية أو باعتبارها بلد البقاع المقدسة.

ولتحقيق هذا الهدف، استغلت الدوحة مواردها من الغاز الطبيعي وتحوّلت في فترة وجيزة إلى أوّل مصدر للغاز المُسال العالم ما درّ عليها أموالا مكنتها من الانتقال الى ممارسة نوع من القوة الناعمة بوجه الجار القوي بنفطه وعدد سكانه وتحالفاته الدولية وعلى رأسها تحالفه مع واشنطن أكبر قوة عظمى في العالم.

وكان تأسيس قناة الجزيرة القطرية رأس الحربة في هذه القوة الناعمة ومن هنا بدأ الامتعاض السعودي من هذا التوجه الجديد.
حيث أخذت الرياض على الدوحة تغاضيها أو ربما تشجيعها القناة الوليدة للتطرق الى مواضيع لم ترُقْ لأهل الحكم في السعودية وعلى رأسها مسألة الحريات والديموقراطية في دول الخليج بالإضافة الى العلاقة مع واشنطن حليفة إسرائيل. تماما مثلما لم يرق لها علاقة قطر بجماعة الإخوان المسلمين ودعمها لحركة المقاومة الإسلامية حماس وجماعة الإخوان في مصر خصوصا بعد انتخاب الرئيس المعزول محمد مرسي في أول انتخابات شهدتها مصر عام 2012 بعد الإطاحة بنظام الرئيس حسني مبارك في 2011.

ولمقارعة الجزيرة إعلاميا جاء افتتاح قناة العربية في دبي بتمويل سعودي إماراتي والتي تزامن العمل بها مع غزو العراق عام 2003.

منذ ذلك الوقت، بقيت العلاقات بين البلدين متأرجحة بين التهدئة والتوتر بين الفينة والأخرى، عرفت أوْجها عند بداية الثورات العربية أو ما سُمَي بالربيع العربي. حيث كانت قطر في الخندق المقابل للرياض بالنسبة للثورة المصرية والتونسية إلى أن جاءت الحرب في سوريا فقرّبت المتباعدين الذين التقوا على ضرورة الاصطفاف الى جانب المجموعات السورية السياسية منها والمسلّحة بهدف إسقاط النظام في دمشق.

لكن هذا الحلف الظرفي في الملف السوري لم يكن إلا رمادا فوق نار خبَتْ ولم تنطفئ. حيث اعتُبرت الحرب في اليمن بمثابة المحك الأخير في امتحان العلاقة بين السعودية وقطر التي يتهمها جيرانها بتأييد القاعدة وداعش كما سبق ذكره بينما تُتهم الإمارات بتشجيع انفصال اليمن من خلال تأييد الحراك الجنوبي الداعي الى عودة الأمور الى ما قبل الوحدة عام 1990.

وقد تكون هذه النقطة الأخيرة بالتحديد وعلاقة قطر بإيران التي تواجه السعودية في اليمن عبر تأييدها للمسلحين الحوثيين هي القطرة التي أفاضت الكأس خصوصا وأن التحالف بقيادة السعودية لم يحقق النتائج المأمولة التي تم الإعلان عنها عند بداية الحرب في مارس آذار 2015. فبعد أكثر من سنتين، لا يزال الحوثيون في المواجهة أكان على الأرض اليمنية او عبر الهجمات التي يشنّونها داخل الأراضي السعودية نفسها.

وبين قوة تقليدية رائدة في المنطقة تريد لمن هو دونها حجما وسكانا أن يكون تحت عباءتها وببن طرف إقليمي وليد يغرّد خارج السرب، جاءت الإجراءات الأخيرة كنوع من الضغط وكقَصْقَصَةٍ لجناحيْ الدوحة منعًا لطيرانها بعيدا. فلمن تكون الغلبة؟

المقال يعبر عن وجهة نظر صاحبه ولا يعبر بالضرورة عن وجهة نظر يورونيوز

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

العلوم والأعمال والرياضة: النساء اللاتي يحدثن فرقًا في قطر

المرأة القطرية في طليعة قادة التغيير في مجالات الابتكار الرقمي، والاستدامة، والأزياء

الحفاظ على هوية قطر من خلال تراثها المعماري