اتفاق "تخفيف التوتر" في سوريا يكشف خريطة التواجد الأجنبي

اتفاق "تخفيف التوتر" في سوريا يكشف خريطة التواجد الأجنبي
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

في إطار ما سمي باتفاق تخفيف التوتر في سوريا، كشفت أنقرة الخميس عن تفاصيل المناقشات الجارية حول خريطة التواجد العسكري الأجنبي في سوريا.
الاتفاق ينص على تقسيم المناطق السورية بين مختلف القوات الأجنبية المتواجدة هناك، تركيا وروسيا من جهة والولايات المتحدة والأردن من جهة ثانية وسوريا وإيران من جهة ثالثة، فهل هي بداية تقسيم الأراضي السورية بحجة تخفيف التوتر؟
الناطق باسمِ الرئيس التركي، إبراهيم قالين كشف قائلا “إن أنقرة وموسكو قد تنشران قوات تابعة لهما في ريف إدلب في إطار الاتفاقية مناطق، مؤكّداً أنّ الجولة المقبلة من مفاوضات أستانة التي ستنعقد في 3 و4 تموز/ يوليو المقادم ستواصل مناقشة تفاصيل مناطق تخفيف التوتر الأربع. وقال قالين أنه” على الأرجح سنلعب نحن والروس الدور الأبرز في محافظة إدلب، فيما ستكون معظم القوات في محيط دمشق روسية وإيرانية.”

Situation actuelle dans la vieille ville sur la rive Ouest de #Mosul. #Syria#Syriepic.twitter.com/68UdJsnTIi

— InfosWars MENA (@lnfosWars) 21 juin 2017

ما هي مناطق النزاع في سوريا؟

ومن دون التطرق إلى كامل مناطق النزاع في سوريا، أشار قالين إلى أنّه يجري العمل على آلية خاصة بريف درعا بجنوب سوريا التي ستوكل مهمة “تخفيف التوتر” فيها إلى القوات الأمريكية الأردنية.
أما فيما يتعلق بضمان الأمن في إدلب، قال قالين إن المسألة تتطلب مشاورات لأنّها تركّز على تحديد العدد الضروري من العسكريين الأجانب لتولّي المهمة في هذه المنطقة التي يتجاوز عدد سكّانها مليون نسمة.
فيما أشار رئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس النواب الروسي (الدوما) فلاديمير شامانوف “بدأت عملية المفاوضات ولم يتخذ قرار بعد”.
وعن مهمة هذه القوات، فإنها تعود إلى اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران تم في الرابع من مايو/أيار، بهدف إقامة أربع مناطق منفصلة لتخفيف التوتر في سوريا لمدة ستة أشهر على الأقل.
وكانت إدلب المتاخمة لتركيا أكبر المناطق المختارة إلى جانب محافظات حماة وحلب واللاذقية.

وتوجد المناطق الثلاث الأخرى في محافظة حمص بشمال البلاد والغوطة الشرقية شرقي العاصمة وعلى امتداد الحدود الأردنية بجنوب سوريا.
وكان من المقرر أن تنتهي البلدان الثلاثة من إعداد خرائط بمناطق تخفيف التوتر بحلول الرابع من يونيو حزيران لكنها لم توضح ما إذا كان تم التوصل لاتفاق.
ورفضت جماعات المعارضة السياسية والمسلحة في سوريا الاقتراح عندما أعلن عنه الشهر الماضي وقالت إن روسيا لم ترغب أو عجزت عن دفع الرئيس السوري بشار الأسد وحلفائه المدعومين من إيران لاحترام اتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار.

وأكّد فلاديمير شامانوف، أنّ روسيا عرَضت على شركائها في قرغيزيا وكازاخستان المشاركة في هذه المهمة. وأضاف: “إنّ المفاوضات تتعلق أيضاً بإشراك عناصر من الشرطة العسكرية الروسية في أداء مهام تتعلق بضمان الأمن والنظام العام”.
وفي هذا الشأن، أعلنَ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال لقاء عَقده مع رئيس “تيار الغد السوري” أحمد الجربا، أنّه بدأ يلاحظ تعزّز “النزعات” الإيجابية في صفوف المعارضة السورية في الاتّجاه نحو الحوار مع الحكومة لتسوية الأزمة. وأشاد بجهود الجربا الرامية إلى تسوية الأزمة وتوحيد أطياف المعارضة.

لافروف تحدث إلى الجربا بقوله: “إنّنا نلاحظ حاليّاً بوادر إيجابية جداً في مختلف أطياف المعارضة السورية تؤكّد أنّ جهودكم أصبحت محورية بالنسبة للعديد من السوريين المعنيين بمصير بلادهم”. كما شدّد على أنّ “إطلاق الحوار السوري وضمان نظام وقف النار وإنشاء مناطق تخفيف التوتّر في إطار عملية آستانة، والعودة إلى الحياة السلمية، سيَسمح بالانتقال من المواجهة بين القوات الحكومية والمعارضة المسلحة إلى التعاون ولا سيّما في محاربة الإرهاب”.

بدوره ذكر الجربا أنّ ممثلي تياره يلتقون مع مسؤولين روس في موسكو وفي القاهرة، مؤكّداً رغبته في تبادل وجهات النظر في شأن وقفِ النار وإنشاء مناطق تخفيف التوتّر في إطار عملية آستانة. ووَصف الجربا هذا العمل بأنه مهم، مؤكّداً دعمَه للجهود الروسية. وبشأن المفاوضات في جنيف، عبّر عن أمله في أن تنتج عن حلول خلّاقة للدفع باتجاه التسوية السياسية.
وفي سياق متّصل، اعلنَ المرصد السوري لحقوق الإنسان ومصادر كردية أنّ تركيا أرسَلت تعزيزات تتضمّن قوات ومركبات ومعدّات إلى منطقة في شمال سوريا تقاتل فيها تنظيم “داعش” ووحدات حماية الشعب.

ولم يعلّق المسؤولون الأتراك، لكن قال المرصد، إنّ التعزيزات التركية اتّجهت إلى جنوبي مدينة أعزاز التي يسيطر عليها مقاتلون سوريون مدعومون من أنقرة، وهي منطقة قريبة من الأراضي الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب.

من جهة أخرى، اعلنَت وزارة الدفاع الأسترالية في بيان استئنافَ عملياتها العسكرية في الأجواء السورية والتي عُلّقت إثر تهديدات أصدرَتها روسيا عقب إسقاط القوات الأمريكية مقاتلة سوريّة الأحد.

وفي ظل هذه التطورات، ذكر الحرس الثوري الإيراني “الباسدران” أنّ المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمرَ في مطلع الأسبوع بتوجيه ضربات جوّية لأهداف “داعش” في سوريا، مناقضاً بذلك بياناً للرئيس حسن روحاني الذي قال في وقتٍ سابق إنّ المجلس الأعلى للأمن القومي هو من أجاز الضربات. ويبرز ما أورَده الحرس الثوري بشأن إصدار خامنئي توجيهات بشأن الضربة أهمّيتها الرمزية.
ميدانيا، تستمرّ الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى، في محور مخيّم درعا، مترافقةً مع غارات جوّية كثيفة مستهدفة عقربا وبلدة كفرناسج والسهول المحيطة ببلدة كفر شمس.

Two years of Islamic State territory change in Syria and Iraq #map#mapspic.twitter.com/TWXYo9X5kC

— OnlMaps (@onlmaps) 20 juin 2017

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

هيومن رايتس ووتش: تركيا تتحمل مسؤولية جرائم حرب محتملة في سوريا

التعافي لا زال بعيد المنال.. متطوعو الدفاع المدني السوري يُحيون ذكرى الزلزال المدمّر

سوريا: مقتل خمسة مدنيين من عائلة واحدة في ضربة جوية روسية