هندسة الأنترنت و الخطط المستقبلية لإتاحة استخدامه في مؤتمرتاريخي بالعاصمة التشيكية

هندسة الأنترنت و الخطط المستقبلية لإتاحة استخدامه في مؤتمرتاريخي بالعاصمة التشيكية
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

براغ- يورونيوز، عيسى بوقنون

مع الانتشار الواسع للأنترنت في جميع أنحاء المعمورة،لا شك أن الاستخدامات للشبكة العنكبوتية،تختلف مشاكلها من دولة لأخرى،لكن النجاحات الباهرة للتصميمات التقنية،ووضع المعايير الخاصة بتطوير قدرات التواصل الرقمي،إنما ترجع في أساسها إلى بعض الهيئات التي تسهر على وضع اللبنات الأساسية حتى تجعل الانترنت متاحا بشكل أفضل لكل المستخدمين في أرجاء المعمورة.

مؤتمرآي تي آف التاسع والتسعين

بالعاصمة التشيكية براغ،عقد “فريق عمل هندسة الانترنت “IETF“مؤتمره التاسع والتسعين، والذي يمتد من 16 يوليو/تموز وحتى 21 تموز 2017حيث شاركت فيه كل الهيئات و الأفراد و المؤسسات،جاؤوا كلهم إلى براغ،لطرح مشكلاتهم و إيجاد الحلول الناجعة للسبل الكفيلة للتطوير و ترقية النظم المعلوماتية،لكن المشاركين،عليهم فقط أن يدفعوا رسوم التسجل،وهي التي يعتمد عليها فعلا في تمويل اللقاءات الثلاثة التي تعقد بكل دولة في كل عام.

يورونيوز كانت حاضرة خلال المؤتمر ونقلت بعض العناصر المهمة المتعلقة بتنفيذ سياسات الانترنت عبر مقابلة خبراء وأكاديميين وممثلين عن هيئات تسعى إلى ترقية خدمات الأنترنت في بلدانها د.مارك ابراهيم يتحدث ليورونيوز عن التحديات التي تجابه العالم العربي في مجال الأنترنت

التقينا هنا في هذا المؤتمر العالمي بالدكتور مارك إبراهيم، وهو أستاذ مشارك، بكلية الهندسة ومدير مركز المعلوماتية بجامعة القديس يوسف في بيروت. قال لنا الدكتور مارك ابراهيم وهو يحاورنا أن مشاركته في الاجتماع الدوري رقم (99) لفرقة العمل المعنية بهندسة الإنترنت آي تي أف 99، كانت باعتباره باحثا في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية بالجامعة الآنفة الذكر، وهي المشاركة الأولى بالنسبة له. جاء مارك هنا لمتابعة آخر المستجدات بشأن استخدام الأنترنت والمعايير المنظمة لاستخدامه. ولما سألته عن المشاكل التي يعاني منها العالم العربي والتي تحول دون أن يكون الأنترنت متاحا للجميع أوضح لنا الدكتور مارك ابراهيم

استخدام الأنترنت والمعايير المنظمة لاستخدامه
“ لا أجزم بإمكانية الحديث عن مشاكل الأنترنت في البلدان العربية بشكل عام وموحد بل يجب النظر إلى كل بلد على حدة. لنضرب مثلا فإن معدل شيوع استخدام الأنترنت والفرص المتاحة للحصول عليه، يأخذ مستويات متباينة حسب دراسات أجريت العام 2016، فالمعدل يتراوح ما بين 12 في المئة في جيبوتي بينما يصل في قطر والبحرين إلى معدل نسبة تشغيل واستفادة من الحصول على الأنترنت يفوق 90 في المئة”.

تقييم الأنترنت في العالم العربي

ويرى مارك ابراهيم أن تقييم الانترنت في بلدٍ ما يعتمد على مؤشرات عدة منها وضع البنية التحتية لشبكة الإتصالات السلكية واللاسلكية و تغطيتها و جودة الخدمة و اتاحة المحتويات فضلا عن مماسة فضاء الحرية المرتبط باستخدام الأنترنت .ففي بلد ما،حيث تكون غالبية المواطنين قادرة على الحصول على الأنترنت فقد تكون هي نفسها عرضة للمعاناة من مقص الرقابة تلك المتعلقة بالمحتوى أو قد يصل الأمر حتى خنق حرية التعبير عبر الأنترنت”.

لبنان يعاني من مستوى جودة الأنترنت و التكلفة العالية

وسألنا الأكاديمي مارك ابراهيم عن الأسباب التي تركت لبنان يعاني فعلا من خدمات الاتصالات حيث فيها بطء شديد والناس غير قادرين على الحصول على خدمة 4 جي قوية شدد محدثنا على أن “نفاذ الأنترنت و انتشاره في لبنان يفوق معدله 75 في المئة لكن البلد يعاني من مستوى جودة متوسط بتكلفة عالية نسبيا. فهناك حاجة ملحة حقا لجعل الإنترنت واسع النطاق متاحا للجميع لأن ذلك من شأنه أن يضفي تأثيرا مباشرا على الاقتصاد.”
ويضيف مارك ابراهيم “ أما أسباب التأخير في إتاحة خدمات الأنترنت بالشبكة ذات النطاق العريض في لبنان فتعود في أساسها إلى ضعف البنية التحتية، واحتكار الحكومة لكل ما يتعلق بالتشغيل الدولي، وعلى شبكات المحمول في البلد .لكن الأمور تشهد تقدما محتشما و بطيئا و قد طرأ مؤخرا تحسن في شبكة الأنترنت الموصولة عبر الهاتف آي دي آس آل.، مع انخفاض في أسعار التزويد بالخدمة. ومهما يكن من أمر فإني أقول إن شبكة الجيل الرابع اللاسلكية، 4 جي تؤمن تغطية جيدة في لبنان، كما أن هذه الشبكة تقدم خدمة ذات أداء عال”.

استراتيجية توحيد المعايير الخاصة بالمعدات والبرامج
وسألنا الخبير في علم الحاسوب إذا ما كان حضوره للمؤتمر قد يسهم في طرح مشاكل جوهرية تعترض طريق إتاحة الانترنت في العالم العربي بشكل عام. قال لنا “ مشاركتي في هذا المؤتمر العالمي لا تطمح بأي حال من الأحوال إلى توفير حلول للمشاكل التي تعترض العالم العربي، ينبغي أن نعرف جيدا أن آي تي أف منظمة تعمل على توحيد المعايير الخاصة بالمعدات والبرامج ذات الارتباط الوثيق بالأنترنت. توحيد المعايير التقنية هدفها – بنظرنا- تحديد المقاييس والمحافظة على بروتوكولات الاتصالات التي هي عماد تشغيل الأنترنت”.

انخراط المؤسسات العمومية والخاصة ضرورة لابد منها للنهوض بخدمة الأنترنت

مشاركة خبراء من الدول العربية في المؤتمر العالمي ستخدم لا محالة المنحى الوظيفي للأنترنت بغض النظر عن الحدود و الفوارق. هذا وجدير أن منظمات أخرى من مثل آيكان وهي منظمة غير ربحية تأسست عام 1998 يقع مقرها في كاليفورنيا, وهي مختصة بتوزيع و إدارة عناوين الاي بي وأسماء المجال وتخصيص أسماء المواقع فضلا عن اجتماع حوكمة الانترنت،فهي تركز النظر على السياسات و إدارة الأنترنت وتسيير تشغيله.
هذا و أوضح لنا مدير مركز المعلوماتية بجامعة القديس يوسف، أنه ينبغي الاعتراف أن “العالم العربي يعتبر مستهلكا للأنترنت ويسهم بطريقة جد خجولة في تقدم التكنولوجيا و السياسات الخاصة بالأنترنت.
لو أن العالم العربي أراد أن تكون له كلمته في صياغة سياسات الانترنت و توحيد المعايير التقنية فيها، ففي هذه الحال يلزم انخراط المؤسسات العمومية و الخاصة على حد سواء للمساهمة الفعالة في تطوير الانترنت”.

وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي في المغرب..كانت هنا

المهندسة “حليمة كثير“،ممثلة وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي في المغرب، جاءت هنا مع صديقتها الأستاذة نورة سعداني هي الأخرى متخصصة في المجال الرقمي، استجابة لدعوة تلقتها الخبيرة حليمة كثير، من الجمعية الدولية للأنترنت،وهي تقول إنها جاءت هنا للبحث عن تطوير برنامج استراتيجي يخدم وزارتها من أجل صياغة سياسة الأنترنت تواكب المناهج الحديثة التي تعتنمدها الدول المتطورة في عمليات التسيير الإداري.واوضحت ليورونيوز

“لما اطلعت على أهداف البرنامج جئت لأفهم أكثر، وأتمعن في أدق التفاصيل للمشكلات التي تواجهنا في مجال تطبيق الرؤية الرقمية ،فوجودي هنا يعتبر فرصة لاكتشاف ما تنجزه تلك المجموعات
التي تعمل على تطوير مقاييس و معايير الانترنت و يعملون على إيجاد حلول عملية لمجموعة من المشاكل منها الأمن الإلكتروني و التواصل البيني بين مختلف نظم المعلومات لتبادل البيانات و تقديم خدمة سهلة للمستخدمين بشكل عام”

الأنترنت فضاء البحث عن المعلومة..ماذا أيضا؟

اعلان

“فريق مهام هندسة الإنترنت” هذه الهيئة تسهل مهامنا حين نستخدم الشبكة بحثا عن المعلومة فتجعلها منصاعة وخادمة لنا، ،كما تقدم الحلول الناجعة عبر الهيئات الاستشارية التي تنضوي تحت زمامها لمختلف العراقيل التي تمس النظم المعلوماتية،ذلك أن الهدف الذي تعمل على تطويره هو إتاحة استخدام الانترنت كما توحيد النظم المعلوماتية، سواء تعلق الأمر بالمصطلحات التي يستخدمها المتعاملون أو إيجاد طرق سريعة تسهل مهام التقنيين ممن يحرصون على توفير المعلومة تقنيا ولوجيستيا فضلا عن توجيه الخبراء في تكنولوجيا المعلومات لطرح رؤاهم عبر هذه اللقاءات كما هو حال المهندسة “حليمة كثير”
“ جئت لأفهم كيف تعمل المجموعات وأنظر كيف يتم الحصول على معلومات تعتبر بنظري و بنظري مسؤولي في الوزارة قيمة مضافة لاستراتيجية وزراتنا والتفطن إلى العراقيل التي تجابهنا سواء كانت تقنية أو لوجيستية حيث نقوم بعرض جوانب منها على المختصين هنا، أقصد المجموعات التي تعمل على مشاريع نعمل نحن أيضا على إنجازها”

التقنية الرقمية ومجابهة المشاكل العالقة

وأضافت حليمة كثير متحدثة إلى موفد يورونيوز إلى براغ “نحن نعمل على عديد المشاريع في المجال الرقمي،وجودي هنا هو استقاء معلومات جديدة وتقنيات عصرية بالنظر إلى تفادي المشاكل التي جابهتها كثير من الدول أو حتى الأفراد فنعمل على تحليلها و مقارنتها وتحديد مواطن الخطأ و التوصل إلى نتائج مرضية”

استراتيجية ترجمة النظريات على أرض الواقع

وعن سؤالنا كيف تستفيد وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي في المغرب من هذه اللقاءات و تترجم الرؤى على أرض الواقع، أجابت ممثلة الوزارة الآنفة الذكر “ نرى كيف يتعامل الأشخاص أو حتى الحكومات مع المشاكل العالقة، لكننا نريد أن نجد السبل الكفيلة لنوائم ما بين حرية الأشخاص واستخدام الأمن الملعوماتي ونحن مقبلون على إنجاز ورشات مهمة جدا في مجال التنمية للمدن الذكية والنقل الذكي واستخدام واسع لكاميرات المراقبة،وتنظيم حركة المرور، بالمختصر نريد الاستفادة إلى ما توصلت إليه الدول المتقدمة ونطبق رؤاهم لكن مع تكييفها مع السياق الوطني. فنحن في المغرب لا نزال في مرحلة إنجاز مشاريع أولية، لكن طموحنا يقوم في أساسه على تحقيق الممارسات الحسنة وتفادي المشاكل العالقة، حتى نحقق قفزة نوعية في مجال تنفيذ استراتيجيات السياة الرقمية في المغرب “ يورونيوز داخل الجلسات الخاصة لورشات البحث التقني

اعلان

يورونيوز كانت حاضرة في جلسات النقاش وورشات البحث في المجالات الرقمية،و تمكنت أيضا من التقرب إلى بعض الأفراد و المختصين وهم في غالبيتهم شباب،تعرف بعضهم إلى بعض عبر الانترنت، تواصلوا في ما بينهم عبر الشبكات المختلفة للأنترنت، وجاؤوا هنا من أجل الالتقاء الشخصي، لتطوير سبل التعاون بعيدا عن الفضاء الافتراضي، وذلك من أجل تمتين عرى الصداقات العملية حتى تكون متاحة.

غريغ وود، مدير عمليات الاتصالات والتخطيط في جمعية الأنترنت يتحدث إلى يورونيوز

غريغ وود، مدير عمليات الاتصالات والتخطيط في جمعية الأنترنت، وهو يعمل مع فريق من الخبراء على تطوير سبل خدمات الاتصالات الداخلية والخارجية تركز جهوده على تطوير ونشر واستخدام تكنولوجيا الإنترنت عبر العالم،قال لنا غريغ وود وهو يحاورنا

صناعة الأنترنت تقودها فئات من مختلف المجالات

“يشارك في هذا المؤتمر الأفراد من مختلف الفئات، كماالشركات التي تنظم صناعة الأنترنت أو تستخدمه ذلك أن الخبرات تتمركز هنا،وهي قادمة من مجالات أكاديمية ومنظمات غير حكومية أيضا، حيث الكل يأتي بأفكار،تناقش قبلا عبر الاتصال الافتراضي و الجميع يأتي هنا عبر الللقاءات الشخصية، وورشات العمل لتطوير الرؤى التي تمت المناقشة بشأنها وهم يتعارفون عبر قائمة عناوين البريد الالكتروني”

اعلان

عبر هذه اللقاءات تحدد المصطلحات التي يتم استخدامها عبر الانترنت، أي أن المقترحات تشبه عمل أكاديمية علمية يتفق بشأن ما يمكن استخدامه في المحاورات و غيرها من اللقاءات بين أعضاء الفريق
ويضيف غريغ وود متحدثا إلى يورونيوز

“عمليات التواصل لا تخضع لقواعد مشددة أو تنظيمات بيروقراطية وعنصر التحفيز لكل هؤلاء إنما هو العمل التطوعي فقط،. كل شيء يتم عبر الأنترنت، التواصل و المقترحات و طرح المشاكل التقنية واقتراح الحلول الممكنة،وغيرها من الاستراتيجات.فهم ياتون لمواصلة عمليات الاتصال التي كانت تنجزمن قبل عبر الأنترنت وتتحول هنا إلى شكل ملموس،فهم يعرفون بعضهم بعضا عبر البريدالإلكتروني عن طريق العالم الافتراضي.المشاركون ياتون من جميع دول العالم،والمشاركة مفتوحة للجميع فعلا”

تمويل المشاريع والسبل الكفيلة لإنجازها
أما تمويل التظاهرات فيتم حسب غريغ وود،عبر رسوم التسجيل للمشاركة في المؤتمر والوكلاء التجاريين أيضا وجمعية الأنترنت.فالعمل الذي تركز عليه اللقاءات هو القواعد المحددة و ليس سياسات الأنترنت والبنى التحتية لتطوير مجال الأنترنت وفضائه المترامي الأطراف.
جدير أن المؤتمر ال100 القادم ل فريق مهام هندسة الإنترنت سينعقد في سنغافورة في الفترة ما بين 12 وحى السابع عشر من نوفمبر.أما الدورة 102 للمؤتمر فستنعقد في مونتريال بدلا من سان فرانسيسكو
وبدلا عن ذلك وبعد النظر في الآثار المترتبة عن التغييرات الأخيرة في السياسات المتعلقة بالسفر الدولي وبتدخل من فريق ايتيف تم إجراء التغيير لتحسين اجتماع لتحسين المؤتمر وجعله أكثر نجاحا
لماذا براغ..لمؤتمر الأنترنت؟
وعن سؤالنا عن المعايير التي يتم الاستناد إليها في اختيار مدينة ما للمؤتمرين قال مدير عمليات الاتصالات والتخطيط في جمعية الأنترنت
“اختيار مدينة لعقد المؤتمر إنما يتحدد فعلا بعدد الأشخاص ممن يعملون طواعية لإنجاح المشروع، فهم متطوعون ولديهم علاقات من أجل التنظيم الحسن عبر الاتصال بالهيئات المختصة لتسهيل المهام. ففي براغ، كانت منظمة سي زي نيك هي من نظمت المؤتمر

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

البرلمان الأوروبي يصوت لأجل حماية حرية وسائل الإعلام والحد من التجسس على الصحفيين

غوغل تحل نزاعا قضائيا بشأن تتبع الأشخاص في حالة "التصفح المتخفي"

هل تنجح "إكس" في إطلاق خاصية المكالمات الصوتية والمرئية؟