استفتاء كردستان: كل ما تريد أن تعرفه

استفتاء كردستان: كل ما تريد أن تعرفه
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

كردستان: هل سيؤدي استفتاء الانفصال عن العراق للإستقلال؟

باقتراب الموعد النهائي للإستفتاء ( أيلول/سبتمبر 2017) حول “ استقلال كردستان” عن العراق، بدأ العالم ينظر بترقب وحذر إلى التصريحات المؤيدة والمعارضة على المستوى الداخلي والخارجي حيث يحتاج الاستقلال إلى قرارات سياسية – دبلوماسية وضمان اعتراف الدول العظمى به، وفتح منفذ تجاري بحري، أو مع دول لا عداء له للدولة الفتية. فهل بالإمكان القول إن دولة كردستان سترى النور في الشرق الأوسط على المدى القريب؟

نتنياهو يدعو لقيام دولة كردستان

ابلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الكونغرس الأمريكي بانه يدعم استقلال إقليم كوردستان عن العراق، بحسب صحيفة “جيروزاليم بوست”. ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن نتانياهو خلال لقاء جمعه مع وفد مكون من 33 عضوا في الكونغرس الاميركي الاسبوع الماضي قوله، انه “يؤيد اقامة دولة كردية مستقلة في اجزاء من العراق”.

وذكرت الصحيفة ان نتانياهو لا يتطرق في كثير من الأحيان الى القضية الكردية التي تعد “حساسة سياسيا” لان الموقف الاميركي التقليدي لرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب هو ان يبقي العراق دولة موحدة ولا ينقسم الى اجزاء منفصلة، وعلاوة على ذلك، فإن الدولة الكردية هي الخط الأحمر لتركيا، التي تشعر بالقلق من أن هذا التطور من شأنه أن يثير استقلال كرد العراق هذه القضية بين سكانها الأكراد.

وكان نتنياهو قد سبق وإن تحدث عن ان هناك انهيارا في العراق وغيره من مناطق الشرق الأوسط التي ترزح تحت صراعات بين السنة والشيعة، مؤكداً انه “علينا.. أن ندعم التطلعات الكردية من أجل “الاستقلال”. وأشار الى أن الأكراد “شعب مناضل أثبت التزامه السياسي واعتداله السياسي ويستحق الاستقلال السياسي”. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إن العلاقات مع أكراد العراق هي علاقات جيدة.

وسبق وان اشار قائلاً” لقد اتخذنا من كردستان العراق مركزا لنشاطاتنا وجاء ذلك بطلب من رئيس الاقليم مسعود البارزاني واكد ان علاقاتهم مع كرد العراق قد افاقت العلاقات الكردية في جميع الدول المجاورة كشمال سوريا وتركيا وايران وان مصلحتنا مع كرد العراق كانت ناجحة ومتواصلة ولان العراق قد شارك في عدد من المعارك ضد اسرائيل ويجب اليوم ان نضع لنا عيونا للحد من هذه المشاركة ونحن ندعم الكرد نحو الاستقلال.”

وبذلك يكون نتنياهو أول قائد دولة يدعو صراحة لقيام دولة كرُدية ويدعمها على خلاف باقي دول جوار العراق .

يذكر أن العديد من المسؤولين الإسرائيليين لمحوا لدعمهم لقيام دولة كرُدية سابقاً، إلا أن تصريحات نتنياهو كانت الأهم والأقوى بخصوص استقلال كرُدستان.

أسباب الدعم الاسرائيلي لاستقلال كردستان؟

ليس مفاجأة على الاطلاق، انها تعود لنظرية ضرورة اقامة تحالفات مع الاقليات في المنطقة ودول “ الطوق الثالث“، أي الدول التي ليس لديها حدود مشتركة مع إسرائيل بل مصالح مشتركة.
في الواقع، الغزو الأمريكي للعراق وسقوط نظام حسين والتغيرات التي حدثت على الصعيد الداخلي والخارجي، عوامل عجلت من الحكم الذاتي لكردستان.

لا شك أن للعلاقات السرية بين الأكراد وإسرائيل تاريخ قديم يعود إلى زمن التمرد الذي قاده مصطفى البرزاني في العام 1963 ضد الحكومة العراقية.

وقد ساندت اسرائيل الأكراد لسنوات عدة من خلال تقديم المشورة والتدريب وبالتنسيق مع نظام الشاه في أيران، بيد ان اتفاقية العلم 1975 مع العراق وأيران والتي أنهت الخلاف بين الدولتين، أوقفت المساعدة الاسرائيلية.

من بعد، شهدت العلاقات بين الأكراد وإسرائيل مراحل عدة لتصل إلى مرحلة الازدهار في العام 2003 مع الغزو الأميركي للعراق وسقوط نظام صدام حسين. فخلال تلك الفترة تناقلت الأخبار وجود مستشارين عسكريين إسرائيليين يدربون البشمركة ويقدمون للأكراد الدعم العسكري والاستخباراتي. ومنذ ذلك الحين، بدأت تطفو على السطح الاهمية التي توليها إسرائيل لأقليم كردستان من خلال نظرتها الاستراتيجية للتطورات في دول المنطقة. دعم تلاه تعاون اقتصادي وصناعي.

واشنطن ترفض استفتاء استقلال كردستان العراق

قال وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، خلال اتصال هاتفي مع رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني، ان الولايات المتحدة تعارض إجراء استفتاء الاستقلال في اقليم كردستان، مشيرا إلى دعمها المستمر لـ “عراق موحد اتحادي وديمقراطي”.

وشجع في الوقت ذاته كلا من رئيس الوزراء حيدر العبادي والرئيس بارزاني على الدخول في حوار “بناء بشأن مجموعة كاملة من المسائل”.

وكان تيلرسون قد تحدث في اتصال هاتفي آخر مع العبادي، أكد فيه دعم الولايات المتحدة للشعب العراقي ومعاركه المشتركة ضد داعش، مشددا على ضرورة “استمرار التعاون القوي بين بغداد وأربيل في معاركهما المقبلة في تلعفر وحويجة“، حسب البيان.

وحذرت الولايات المتحدة، من أن إجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق قد يشتت الانتباه عن محاربة تنظيم داعش.

اعلان

أربيل تتجاهل دعوة واشنطن

لأن هذا الاستفتاء يشكل نواة لإقامة دولة مستقلة كحلم يسعى الأكراد إلى تحقيقه منذ أن نال إقليم كردستان العراق حكما ذاتيا في العام 1991، رفض إقليم كردستان العراق الطلب الأمريكي بتأجيله واكد علىى تثبيت موعده.

وقالت رئاسة الإقليم في بيان لها إن الخارجية الأمريكية طلبت تأجيل الاستفتاء معبرة عن المخاوف من أثره المحتمل على الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

وتساءلت:ما هي الضمانات التي من الممكن أن يتم تقديمها لشعب كردستان في حال إرجاء تاريخ الاستفتاء؟ وكان رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أكد في رسالة وجهها للأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أن الهدف من استفتاء انفصال الإقليم هو منع الصراعات وترسيخ التعايش السلمي.

واعتبر بارزاني أن الإطار الحالي للعلاقات بين بغداد وأربيل سيسبب “خطرا كبيرا” ويؤدي إلى “صراع” لا يرغب الطرفان فيه، مخاطبا أبو الغيط بالقول “من الضروري أن توجه العتاب إلى أصدقائنا في العراق وليس لنا“، لأنهم “تسببوا بدفعنا لاتخاذ قرار استفتاء الاستقلال”.

اعلان

حراك لا للاستفتاء

وانطلق في إقليم كردستان العراق، الثلاثاء الماضي أول حراك مدني كردي، ضد الاستفتاء على الانفصال، بمشاركة شخصيات سياسية وكتاب وصحفيين ونشطاء في المجتمع المدني.

قرر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، طرد النائب التابع لكتلته في برلمان اقليم كردستان فرهاد سنكاوي على خلفية مشاركته ضمن الحراك للتصويت بـ“لا” لاستقلال كردستان عن العراق.
وذكر المكتب السياسي للإتحاد الوطني الكردستاني في بيان له ان “الاتحاد الوطني ماضٍ لإجراء الإستفتاء وحق تقرير المصير، وان اي ابتعاد عن نهج الحزب هذا من قبل اي شخص، ستكون له عواقبه بحسب النظام الداخلي للحزب”.

واضاف البيان، “ان فرهاد سنكاوي، الذي لم يتحصل سوى على 23 صوتاً في منطقة سنكاو بالإنتخابات البرلمانية السابقة، قد استطاع ان يصل ويدخل الى قبة برلمان اقليم كردستان بعد ان امن له الإتحاد الوطني الكردستاني الأصوات اللازمة لذلك، أما في هذه الايام فنراه مشتركاً مع الحراك الذي يسمى “لا لإجراء الإستفتاء“، بعدما كان يقول قبل مدة “ان الوقت الحالي هو من أنسب الأوقات لإعلان الإستقلال ولكن القادة السياسيون في إقليم كردستان لا يجرؤن على اعلان الإستقلال”.

وتابع البيان، “ولهذا قررنا طرده من صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني، ومن الكتلة البرلمانية، واذا ما تم تفعيل برلمان كوردستان، فسنعمل على استعادة جميع الامتيازات التي حصل عليها سنكاوي عن طريق الحزب وبالطرق القانونية”.

اعلان

ويحمل الحراك، الذي أعلن عنه رسميا في مدينة السليمانية ثاني أكبر مدن الإقليم، اسم “لا ــ في الوقت الحالي” ويأتي لرفض الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر/ أيلول المقبل.

ووصف بيان انطلاق الحراك، الاستفتاء بـ“غير الشرعي والمفتقر إلى السند القانوني والإجماع الوطني“، موجها اتهامه للأحزاب المتبنية له بالتسبب في انقسام سكان الإقليم، إلى جبهتي “لا” و“نعم” بشكل حاد بدل جمعهم حول طرح وطني موحد في قضية مصيرية.

واتهم البيان جبهة “نعم“، باستخدام الأوساط الإعلامية الحزبية الكبيرة ووسائل إعلام الظل، التابعة لها للدعوة إلى الاستفتاء، موضحا أن جبهة “لا” الرافضة للاستفتاء، تؤيد استقلال كردستان، لكنها ترى أن الوقت الحالي ليس ملائما لإجراء الاستفتاء.

وشدد على أن الاستفتاء “خطأ تاريخي مرعب ويهدف إلى وأد حلم نيل الاستقلال، وتأسيس دولة مستقلة وفق نظام جمهوري ديمقراطي عادل“، محذرا من أن الاستفتاء “يقود إلى المزيد من الشروخ والانقسامات ويجر الشعب الكردي إلى مزيد من المآسي والويلات”.

اكد عضو الاتحاد الوطني الكردستاني عبد الباري زيباري، معارضة الاحزاب الرئيسة لاجراء استفتاء انفصال الاقليم عن المركز، فيما استبعد اجراء الاستفتاء بموعده في ايلول المقبل لموانع كثيرة.
وقال زيباري في تصريح لوكالة “بغداد تايمز“، ان “مسألة الاستفتاء والانفصال بعيدة عن الواقع في الوقت الحالي اذ لا يمكن تحقيق هذه الخطوة من دون تفعيل البرلمان المعطل وتغييب صوت الشعب“، مشيرا إلى ان “الكتل والاحزاب الرئيسة الاربعة في الاقليم ترفض اقامة اجراء الاستفتاء من دون اللجوء الى البرلمان”.

اعلان

واضاف انه “لا جدوى من اجراء الاستفتاء والانفصال اذا لم يلق تاييدا شعبيا ووجود خطة محكمة يمكن السير عليها“، مستبعدا “اجراء الاستفتاء في موعدة المقرر بـ25 ايلول المقبل في ظل غياب اللجان التنسيقية وعدم وضوح الاليات وقصر الوقت المتبقي”.

واكد النائب عن التحالف الوطني عبد الهادي السعداوي، عدم قدرة حكومة اقليم كردستان على اجراء استفتاء الانفصال لموانع قانونية، فيما بين انه بامكان الحزب الديمقراطي اجراء استبيان لمعرفة رأي الشارع الكردي تجاه الانفصال.

استفتاء استقلال كردستان يضر بمصلحة جيل الشباب

يؤكد بعض الخبراء الدوليين المتخصصن في إدارة الأزمات، من بينهم الخبيرة ماريا فانتابيه وهي محللة أولى فى برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا فى مجموعة الأزمات الدولية التابعة لمعهد كارنيجى للسلام فى الشرق الأوسط، أكدت أن استفتاء الاستقلال الذى تريد سلطات كردستان العراق إجراؤه، يضع الناخبين الأكراد، خاصة الشباب منهم، فى موقف عسير، مؤكد على أنه “ضد مصلحة جيل الشباب”.
وأوضحت فانتابيه أن التصويت ضد الاستقلال يعد بمثابة خيانة لنضال مستمر منذ عقود لاقامة دولة كردية مستقلة، لكن فى الوقت ذاته، يعنى التصويت لصالح الاستقلال منح دعم لا جدال فيه للوضع القائم وللقادة الذين يمثلونه والذين اقترحوا إجراء الاستفتاء.

واستخلصت الخبيرة الدولية أن الموقف العسير الذى يمر به المواطن الكردى يكمن فى أن الاستفتاء تعبير عن مؤسسة سياسية ترغب فى تدعيم سلطتها، على الرغم من أنها أثبتت عدم قدرتها على تجديد نفسها، وفقا لقولها الذى نشره الموقع الرسمى لمعهد كارنيجى على الإنترنت.
وأضافت فانتابيه: “هنا قد أجرؤ على القول، حتى لو كان قولى هذا مناقضاً للحدس والمنطق، إن الاستفتاء من شأنه أن يثبط عملية الاستقلال الكردى بدلاً من تمكينها، إذ قد يتمكن الاستفتاء من تحقيق التطلعات الحقيقية لجيل أقدم من الأكراد الذين عانوا الأمرين ويريدون الآن أن يخلفوا إرثا تاريخيا”.

اعلان

ورأت أن هؤلاء القدامى سيتركون جيلا من الأكراد الشباب مع ميراث من الإصلاحات السياسية غير المُنجّزة، ومؤسسات ضعيفة خاضعة إلى سيطرة شبكات شخصية، وعلاقات عدائية مع الجوار، لذلك، فهم غير قادرين على بناء وتحقيق حلم الدولة المستقلة بعد الاستفتاء فى كردستان العراق.

واضافت الخبيرة الدولية: “سواء تحول إقليم كردستان إلى دولة ذات سيادة بالكامل أم لا، يواجه جيل الألفية من الأكراد مشاكل مماثلة لنظرائه فى جميع أنحاء العالم التى تتمثل بالوعود المجردة لمؤسسة سياسية تتخبط هى نفسها فى الأزمات، وتقدم ضمانات للمستقبل فيما هى تترك الشباب يجهدون ويعانون من عيوب وقصور الجيل السابق
“.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

حرس الحدود العراقي ينشر قواته على الحدود بعد تكثيف تركيا قصفها للمنطقة

العراق يدين قصفا للحرس الثوري الإيراني على أربيل خلف 4 قتلى وعدة جرحى

قتيلان في اشتباكات بين الجيش العراقي والقوات الكردية