يبدو أن أرض الميعاد لم تعد عامل جذب للكثير من الإسرائيليين حتى في عيون من يعيش فيها. فقد كشف تقرير صادر عن مكتب الإحصاء في الدولة العبرية أن عدد الإسرائيليين الذين غادروا البلاد يفوق عدد العائدين إليها وهي سابقة لم تشهدها البلاد منذ نحو عشر سنوات.
ففي عام 2015، بلغ عدد المغادرين 16 ألفا و700 شخص جلّهم من العائلات للاستقرار في دول أخرى. بينما عاد ثمانية آلاف وخمسمئة إسرائيلي فقط وهي أدنى نسبة تسجل منذ اثني عشر عاما بحسب الأرقام الرسمية.
وكشف التقرير أن 95% من الذين رحلوا كانوا من اليهود. ومن تلك النسبة يوجد أكثر من النصف من وُلدوا خارج إسرائيل وانتقلوا إليها آتين من أوروبا بنسبة تفوق ال 64% أو أمريكا وأستراليا بنسبة 25% بينما الباقي هاجروا من إفريقيا وآسيا بنسبة 11%.
وعادة ما يتم التركيز الرسمي والإعلامي في إسرائيل خصوصا من جانب الوكالة اليهودية على عدد الذي اختاروا الهجرة إلى الدولة العبرية باعتبارها ملاذا آمنا لليهود حماية لهم من التهديدات الأمنية التي تستهدفهم في أوروبا خاصة على خلفية الاعتداءات التي شهدتها بلدان مثل فرنسا عام 2015.
في المقابل، فإنه قلما ما يتداول الإعلام والدوائر الرسمية الأرقام التي تتحدث عن ظاهرة الهجرة المعاكسة من إسرائيل بسبب المشهد السياسي الضبابي وغياب الأفق في ملف السلام مع الفلسطينيين بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الكثيرون في الدولة العبرية ناهيك عن الوضع المتفجر في منطقة الشرق الأوسط ما يحدو بالكثير من الإسرائيليين إلى البحث عن مستقبل أكثر أمانا لأطفالهم.