"عنوان مؤقت" عمل مسرحي لبناني-سوري عن مآسي التهجير والاغتراب

"عنوان مؤقت" عمل مسرحي لبناني-سوري عن مآسي التهجير والاغتراب
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
اعلان

“ماضي عائلتي هو حاضرُ وائل الآن” بهذه الجملة تلخص الممثلة اللبنانية الشابة كريستال خضر التقارب الفني الذي جمعها مع المخرج السوري وائل علي في مسرحية مشتركة باسم عنوان مؤقت ، انطلق عرضها السبت على خشبة مسرح “سوبزيستانس” في مدنية ليون الفرنسية.

فكرة المسرحية بدأت من شريط كاسيت أرسله نوري خضر، عمّ كريستال، من السويد إلى عائلته في لبنان، عام 1976، بعيد اندلاع الحرب الأهلية. يبث نوري وزوجته من خلاله أشواقهما إلى العائلة، ويتحدثان عن صعوبات التأقلم في المهجر، والغصة التي خلفها السفر الإجباري الذي لم يجدا منه بدا للابتعاد عن دوامة الحرب.

رغم أن التسجيل الصوتي أُرسِل قبل أن تولد كريستال، لكن الممثلة الشابة وجدت في صوت عمها المغترب وزوجته صدى لمأساة الهجرة التي تشهدها سوريا اليوم، وكأن التاريخ يعيد نفسه في منطقة الشرق الأوسط.

يفاجأ المتفرج لدى دخول قاعة “سوبزيستانس” أن أعضاء أسرة العمل جميعهم، بمن فيهم المخرج ومدير الإضاءة والمؤلف الموسيقي والمصور، متواجدون على خشبة المسرح المضاءة. حضورهم غير المتكلف يخلق فضاءا حميميا يسهل على المتلقي التماهي مع قصص الهجرة المتتابعة التي تعرَّضَ لها آل خضر منذ مطلع القرن الماضي، وبدأت بنزوح الجدّ من مدينة أورفة التركية عام 1917.

المسرحية عبارة عن قصتين في عمل واحد: القصة الأولى تتطرق إلى صلب صناعة العمل المسرحي، والدور الذي يلعبه أعضاء الفريق، من مخرج وممثلة وسينوغراف وموسيقي ومدير إضاءة في بناء العمل. وقصة موازية ترصد أقدار أشخاص هاجروا واغتربوا ولم يبق منهم إلا حكايا تروى عن تغريبتهم.

“الشعوب في منطقتنا تعرضت إلى عمليات هجرة شبه منتظمة في كل 15 أو 20 عاما” يقول وائل علي. ويستطرد: “الفلسطينيون هاجروا في عام 1948، ثم عام 1967. وبدأت هجرة اللبنانيين مع بداية الحرب في 1975 التي استمرت حتى بداية التسعينيات. وبعدها اشتعلت حرب العراق مطلع القرن الحالي. وقبل كل ذلك موجة الهجرات التي أعقبت الحرب العالمية الأولى”.

العمل يحاول وضع التغريبة السورية الحالية في “السياق التاريخي للمنطقة” بحسب مايقول وائل علي. إذ يتحفظ مخرج العمل على التعامل مع مأساة الهجرة الحالية بطريقة التباكي و “العزف على الكامنجات” وكأنها تجربة “فريدة” لم تحصل من قبل.

العبارات التي أرسلها نوري خضر إلى عائلته قبل أكثر من أربعين عاما تشبه، إن لم نقل تتطابق مع ما يتبادله المهاجرون اليوم مع من بقي من عائلاتهم في البلاد أو تشتتوا في أرجاء أخرى من الأرض. ماتغيّر هو أن عشرات التطبيقات الذكية مثل “واتس آب” أو “مسنجر” وغيرها، حلت محل شريط الكاسيت، وتقلص الفاصل الزمني بين كاسيت المُرسل وردّ المرسل إليه.

مسرحية “عنوان مؤقت” تعرض من 21 حتى 23 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، في مسرح “سوبزيستاس” بالدائرة الأولى من مدينة ليون. ثم ينتقل فريق العمل في جولة على عدة مدن فرنسية منها مونبوليه ومرسيليا وباريس، قبل أن يحطوا رحالهم لتقديم عرضهم في مدينة بيروت.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تشهد مسابقة البيانو الكلاسيكي الدولية عرض مواهب 70 عازفًا وعازفة

هل مات الموسيقار حلمي بكر مسموما؟ اتهامات تطال زوجته وجدلٌ حول مكان دفن الجثمان

فيلم "بنات ألفة".. قصة حقيقة لأم تونسية وقعت ابنتيها في قبضة "داعش" مرشح لأوسكار 2024