"مدينة الزنجبيل".. صنعاء أول من بنت ناطحات سحاب منذ قرون

"مدينة الزنجبيل".. صنعاء أول من بنت ناطحات سحاب منذ قرون
بقلم:  Rachid Said Guerni
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied
اعلان

بنيت هذه المباني في المدينة القديمة صنعاء بنفس الطريقة منذ أكثر من ألف سنة.

المدينة مكتظة بالسكان وخلال العصور القديمة، كانت البنايات تحتوي على أكثر من خمسة طوابق لاستيعاب السكان داخل الجدران الدفاعية للمدينة.

يقول البعض أنهم كانوا من بين أول ناطحات السحاب في العالم، وسمحت للمدينة من حماية نفسها من الغزاة.

المباني زينت بالحجر الجبسي الأبيض، واستخدم الطوب الأحمر التقليدي “الياجور” لبناء الواجهات والقوالب المعقدة مما أضفى على المدينة مظهرا منفردا جعلها تلقب بمدينة منازل “الزنجبيل”.

عرف اليمنيون بتطويع الطبيعة وترويضها والتأقلم معها وكانت ولا تزال العمارة الطينية إحدى أبرز أنواع المعمار في مناطق اليمن المختلف وفي مدينة صنعاء القديمة تحديدًا كان البناء بالآجر الأعم وأساس طرازها المعماري.

يبدأ العمل باختيار نوعية خاصة من الطين الخالي من الحصى، حيث يتم خلطه في حفر مربعة الشكل بمخلفات الأغنام كمادة عضوية طبيعية تعمل على تماسكه. يضاف عليه الماء ويترك لمدة يوم حتى يتخمر
عملية الخلط تحتاج إلى خبرة عمال محدودين لديهم معرفة بالمقادير المطلوبة فعلى أساس هذه الخلطة تحدد مدى صلابة الآجر بعد الحرق.

يتم قولبة اللبنات حسب الأشكال والأحجام المطلوبة بواسطة قوالب معدنية ووضعها بجانب بعضها البعض في مساحات مخصصة لتجف تحت أشعة الشمس لمدة أيام.

للبناء التقليدي اليمني بالآجر ميزة ينفرد بها عن غيره تتمثل في تأقلمه مع تقلبات الطقس في البلاد بالإضافة إلى احتفاظه بالحرارة شتاء ما يوفر الدفء داخل المنازل ويحتفظ بالبرودة صيفًا نتيجة تشبع أجزاءه الخارجية بمياه الأمطار الصيفية.

في العمارة اليمنية خاصة في العاصمة صنعاء يلاحظ المرء حين يتابع اللون الأحمر على البنايات مدى اتساقه مع الشفق عند شروق الشمس وغروبها حتى يخيل له أنه أمام لوحة فنية تتميز بمزايا كثيرة ومتعددة.

ووفقا لليونسكو، فإن المنازل والمباني العامة في صنعاء، التي أصبحت ضعيفة نتيجة للتغيرات الاجتماعية المعاصرة، هي مثال بارز على المستوطنات البشرية الإسلامية التقليدية.

في عام 2015، أضيفت المدينة القديمة إلى قائمة المواقع التراث العالمي في خطر حاليا، ولا تزال على القائمة حتى اليوم.

وقد دمرت بعض المباني بالفعل بسبب الغرات الجوية بعد استهداف صنعاء مرارا وتكرارا من قبل التحالف بقيادة السعودية الذي يقاتل المتمردين الحوثيين المعارضين للحكومة.

بالاشتراك مع الوكالات

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

خمس سنوات والعاصمة صنعاء بقبضة الحوثيين.. مشاريع مناطقية مذهبية قتلت فكرة اليمن الكبير

شركة "أمبري" للأمن البحري: تقارير عن إطلاق نار جنوب شرقي منطقة إيل الصومالية

تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" يعلن وفاة زعيمه خالد باطرفي