الزواج قد يسبب التعاسة لكنه يحمي من الجنون

الزواج قد يسبب التعاسة لكنه يحمي من الجنون
Copyright 
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

كتب صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية أن الزوجة قد تثير جنون الزوج في بعض الأحيان، غير أنّ الزواج، بشكل عام، يحفظ السلامة العقلية. وقالت كاتبة المقالة، مستندة إلى تقرير أصدرته "جريدة علم الأعصاب"، إن مخاطر الجنون منخفضة بشكل ملحوظ عند المتزوجين عنها عند أولئك الذين اختاروا العيش من دون زواج. الخلاصة جاءت في دراسة موسعة، يقول أيضاً إن المتزوجين والمتزوجات "يقودون حياة أفضل" من الأرامل.

اعلان

وشارك نحو 800 ألف شخص في خمس عشرة دراسة تم إجراؤها حول الموضوع في السنوات الفائتة. المشاركون المتطوعون توزعوا على مناطق مختلفة من العالم، مثل السويد وغيرها من الدول الأوروبية، الولايات المتحدة الأميركية وأيضاً آسيا والبرازيل وتبيّن أن نحو 30 ألف شخص منهم يعانون من أشكال مختلفة من الجنون.

ويعتقد كاتبا التقرير في "جريدة علم الأعصاب" أن الزواج قد يساعد في الحفاظ على السلامة العقلية لأن المتزوجين لا يعيشون في عزلة، إذ ترافقهم الزوجة، أو الزوج، والتواصل بين الطرفين لا ينقطع، وهو تواصل يدفع الدماغ إلى تأسيس "احتياط معرفي"، يحمي العقل من الجنون.

من جهة أخرى، تعيش أغلبية المتزوجين في "بلورة" صحيّة خصوصاً إذا ما نظرنا إلى الأمر من منظار الصحة الغذائية. فبعض الزوجات، بحسب التقرير، يطالبن أزواجهن بأكل المزيد من الخضار وهو أمر صحّي، كما أنهن يطالبن الأزواج أيضاً بالتوقف عن التدخين، أحياناً، وبالاعتناء بصحتهم الجسدية.

العقل السليم في الجسم السليم

هذه المطالبات للعناية بالجسم قادت كاتبيْ التقرير إلى الاستنتاج أن الصحة العقلية قد تنبع أيضاً من الصحة الجسدية، ولهذا الاكتشاف مقولة شهيرة في العالم العربي: العقل السليم في الجسم السليم.

وقارنت تسع دراسات من بين الدراسات الخمس عشرة بين مخاطر الجنون لدى الرجال المتزوجين ومخاطر الجنون لدى الرجال الأرامل. وتبيّن في هذه الدراسات التسع أن نسبة مخاطر الإصابة بمرض الجنون لدى المتزوجين كانت أضعف بنحو عشرين بالمئة منها لدى الرجال الذين فقدوا زوجاتهن.

وفي دراسات أخرى، تبيّن أن نسبة مخاطر الإصابة بالجنون لدى العُزب والعزباوات أعلى بنحو أربعين بالمئة منها لدى المتزوجين والمتزوجات.

غير أن نسبة مخاطر الإصابة بنوع من أنواع الجنون، بدت متعادلة بين المتزوجين والمطلّقين، ما دفع بالباحثين إلى الاستنتاج التالي: في حالة وفاة أحد طرفي العلاقة، إن الضغط الذي ينتج عن حادث مؤلم كهذا قد يسهل المهمة أمام تسلل الجنون إلى العقل.

ويختم الكاتبان تقريرهم بالقول إن هذه ليست دعوة إلى الزواج، ذلك أن النتائج لا تعني أبداً أن الزواج يعفي من مرض الجنون ولكنه يساهم، إلى حد ما، في تحسن "الصحة الادراكية" فقط، وأن هذه المناعة، قد تساهم بدورها بالاكتشافات الطبية المستقبلية للحد من الجنون.

شارك هذا المقالمحادثة