لماذا انهار التحالف بين صالح والحوثي؟

الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح (يسار) وعبد الملك الحوثي
الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح (يسار) وعبد الملك الحوثي Copyright رويترز
بقلم:  Mohammed Shaban
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

عام 2011، تنازل الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، عن السلطة، بعد أن حكم البلاد 33 عاما، لصالح نائبه، عبدربه منصور هادي، إثر انتفاضة شعبية في مختلف مناطق البلاد.

وتحالف صالح أواخر العام 2013 ومطلع العام 2014 مع الحركة الحوثية، بعد نحو أربع سنوات على الجولة السادسة من الحرب التي شنها الجيش اليمني ضد الحوثيين، والتي انتهت أواخر العام 2009.

اعلان

بحسب صحيفة "الحياة" اللندنية، فإن التقاء صالح والحوثيين هو "تحالف الضرورة بالنسبة الى صالح وأركان نظامه السابق الذين يستميتون للبقاء في طليعة المشهد السياسي اليمني"،

أما بالنسبة للحوثيين، فإنهم "وجدوا في التحالف مرحليا مع صالح ضالتهم المنشودة، لتحقيق حلمهم في الوصول إلى السلطة والسيطرة عليها، على رغم إدراكهم أخطار هذا التحالف عليهم في المستقبل".

ولهذا، دفعت الرغبة الجامحة للحوثيين وصالح في الانتقام من الخصوم المشتركين إلى تجاوز خلافهما مؤقتا، وفق رأي العديد من المراقبين والسياسيين.

الانفراط النهائي للتحالف..

السبت الماضي، وفي حوار متلفز، أنهى صالح اتفاقه مع الحوثيين رسميا، وأعلن استعداده للحوار مع التحالف الذي تقوده السعودية الذي يقاتل في اليمن.

وانهار التحالف إثر تبادل اتهامات بين الطرفين، أفضت إلى أربعة أيام دامية من الاشتباكات في العاصمة صنعاء.

وكان هذا أخطر قتال يندلع منذ تحالف الحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، ضد التحالف الذي تقوده السعودية.

"صفحة جديدة"..

وقال الرئيس صالح السبت، إنه مستعد لفتح ”صفحة جديدة“ في العلاقات مع التحالف، إذا ما أوقف الهجمات على بلاده.

وقال صالح في كلمة عبر التلفزيون: ”أدعو الأشقاء في دول الجوار والمتحالفين أن يوقفوا عدوانهم ويرفعوا الحصار".

وأضاف: "وسنفتح معهم صفحة جديدة للتعامل معهم بحكم الجوار، وسنتعامل معهم بشكل إيجابي ويكفي ما حصل في اليمن".

ورحب التحالف بقيادة السعودية بتصريحات صالح وتغييره لموقفه.

وقال التحالف السبت في بيان، إنه يثق بأن زعماء حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة صالح سيعودون إلى ”المحيط العربي".

وقال هادي أيضا في بيان بعد اجتماع مع مستشاريه إنه مستعد للعمل مع صالح ضد الحوثيين.

"انقلاب على الشراكة"..

فيما اتهم الحوثيون صالح بالخيانة، واعتبروا تصريحاته "انقلابا على الشراكة"، وتعهدوا بمواصلة القتال ضد التحالف الذي تقوده السعودية.

وقال المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثية في بيان: ”غير غريب ولا مفاجئ أن يخرج صالح منقلبا على شراكة لم يؤمن بها يوما".

وأضاف: "الأولوية كانت ولا تزال هي التصدي لقوى العدوان ومخططاتها، ومواصلة معركة الكرامة والاستقلال".

في المقابل، اتهم صالح الحوثيين بأنهم كانوا البادئين بإعلان "الحرب" في صنعاء، في بيان صادر عن حزب المؤتمر الشعبي العام حمل "أنصار الله المسؤولية كاملة" عن "إعلان الحرب" في صنعاء.

بن سلمان "يريد الخروج" من حرب اليمن..

وبحسب موقع "الجزيرة"، باللغة الإنجليزية، قال مسؤولون يمنيون إن قرار صالح "تهميش" الحوثيين تم التخطيط له في أبو ظبي في وقت سابق من هذا العام، بالتشاور مع السعودية.

وقال مسؤول يمني لـ"الجزيرة"، إن الكشف عن تحالف صالح الحوثي كان يهدف إلى تحفيز التحالف على الخروج من الصراع.

اعلان

كما أظهرت رسائل إلكترونية مسربة كتبها مسؤولان أمريكيان سابقان في آب/أغسطس، أن محمد بن سلمان "يريد الخروج" من الحرب التي بدأها في آذار/مارس عام 2015.

وأظهرت الرسائل أيضا أن محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات، مارس ضغوطا على ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، للتخلي عن هادي لصالح صالح، وأن بن سلمان تحمس لفكرة "عودة الرئيس اليمني السابق إلى السلطة".

من جهة أخرى، ذكرت وكالة أنباء "انتليجنس اون لاين"، التى تتخذ من باريس مقرا لها، أن محمد بن سلمان أرسل أحمد العسيري، المتحدث باسم الجيش السابق للتحالف الذى تقوده السعودية، إلى أبو ظبي، فى حزيران/يونيو الماضى، للقاء ابن صالح أحمد، وبحث إمكانية لتشكيل حكومة جديدة.

ويذكر أن أحمد، وهو قائد قوى سابق كان يعمل سفيرا لدى الإمارات، يعيش في الإمارات منذ خمس سنوات.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

شاهد: احتفالات الحوثيين بمقتل صالح أمام منزله

تعز تنتفض ضد الحوثيين

الحوثي: "أسقطنا مؤامرة غادرة هددت اليمن"