عين الموصل يكشف أسرار داعش وكيف انتصر عليه

عين الموصل يكشف أسرار داعش وكيف انتصر عليه
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

في حياة هي أقرب إلى الموت عاش من سمي "عين الموصل" في صفوف أشرس تنظيم مسلح في العصر الحديث، ودون بالأدلة جرائم داعش في شمال العراق إلى أن ألقى بحمله وتنفس الصعداء بعد نجاته من قطع رأسه.

اعلان

سنتان ظل يتجول في شوارع مدينة** الموصل** شمال العراق، يدردش ويحكي قصصا مع بائعي الطعام في ثاني اكبر مدن العراق عندما كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، ويتبادل أطراف الحديث مع مقاتلي التنظيم، ويزور أصدقاء في المستشفى ولاسيما صديقه الطبيب أحد مصادر أخباره، ويتبادل قصاصات من المعلومات.

أطال "عين الموصل" شعره وأطلق لحيته ولبس سروالا "افغانيا" يغطي ثلاثة أرباع ساقيه وفقا لقوانين تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة نينوى.

أجبر نفسه على مشاهدة قطع الرؤوس والرجم بالحجارة، وسمع أسماء الضحايا بلسان من ينفذون عمليات الاعدام والرجم.

لم يكن جاسوسا، بل كان مؤرخا سريا تخفى بين صفوف داعش، وكان مدوناً أيضا.

ومع تحويل تنظيم داعش الموصل المدينة التي أحبها إلى معقل أصولي، قرر أن يظهر للعالم كيف حرف وشوه المتطرفون طبيعة المدينة الحقيقية الأصيلة، كيف حاولوا إعادة كتابة الماضي وصياغة مستقبل سني وحشي لمدينة احتضنت ورحبت بديانات وطوائف عديدة.

ادرك أنه إذا ما انكشف أمره سيلاقي مصير من كان شاهدا على قطع رؤوسهم من قبل.

سمى نفسه "عين الموصل" ووعد نفسه في تلك الأيام أن لا يثق بأحد، بل يوثق كل شيء".

نجح المؤرخ السري في إخفاء هويته عن عائلته وأصحابه وبالطبع عن تنظيم الدولة.

جمهوره من القراء يزدادون شهريا بالآلاف على الانترنت، لكن "عين الموصل" قرر أن يحمل أسراراً أبت الجبال أن يحملنها وحملها هو.

قبل أن يخلد إلى النوم كان صاحبنا يحزم حقيبته والاشياء الثمينة وجهازه المحمول والمزود بترابايت، مليء بالأدلة التي تدين تنظيم الدولة الإسلامية. حاسوب محمول برتقالي اللون يحوي ملفات من الترايخ العثماني.

امضى ليلته يائسا، جالت في خاطره كل الطرق التي يمكن ان تؤدي به الى الموت، واللحظات التي يمكن ان يترك بها أمه ومدينته.

في النهاية أيقظ "عين الموصل" أمه وكانت تفترش الأرض وطلب منها المغادرة، لم يقدم أي سبب، خوفا من تعريضها للخطر.

منذ سيطرة تنظيم داعش على الموصل عاش المؤرخ السري مع والدته وهي لم تكن تعلم أي شيء عما يفعل.

عاش "عين الموصل" أياما كان يمر فيها بين حواجز تنظيم الدولة الإسلامية وكان يخشى أن يتم توقيفه من قبل مقاتلي التنظيم، لم يستطع العثور على القرص الصلب المدمج، الذي يحتوي على ادلة على وحشية داعش، أسماء المتعاونين والجواسيس والمقاتلين، كل الأدلة التي تدين التنظيم الذي حاول ان يسكتها منذ السيطرة على المدينة.

نسي عين الموصل اسمه، سمى نفسه في البدايه شاهدا ومؤرخا، ولد إبان الحرب العراقية الإيرانية في العام 1986.

وبعد الخلاص من داعش، حضر "عين الموصل" اجتماعات في جامعة الموصل، التي تعرضت بعض مبانها التاريخية الى تخريب، فضلا عن تدمير النظام التعليمي، وكيف تم فرض التفسير الداعشي للقرآن.

واعتقد "عين الموصل" المتهم بالعلمانية في أطروحته التي قدمها قبل عام واحد من سيطرة داعش على الموصل، ان نهايته قد اقتربت.

في 18 حزيران 2014، ولد "عين الموصل" من جديد، بدأ بسرد القصص والحكايا مع مقالتي تنظيم الدولة والباعة المتجولين في النهار، وما أن يرخي الليل سدوله يكتب بعربية فصحى وإنجليزية رائعة على مدونة "وورلد برس" وبعدها على فيسبوك وتويتر.

اعلان

لديه نحو 300 ألف متابع على فيسبوك و37 ألفا على موقع "وورد برس" و24 ألفا على تويتر.

عين الموصل نشر احيانا صورا للمقاتلين وقادة التنظيم.

وقبل ان يكتشف أمره اتفق "عين الموصل" مع مهرب من أجل إخراجه من الأراضي العراقية إلى تركيا مقابل 1000 دولار. وغادر في صبيحة اليوم التالي، ونقل المواد المسجلة على حاسوبه جهاز الكمبيوتر الخاص سريعا ونسخها على "ديسك" بسعة تتربايت.

قطع "عين الموصل" مسافة 500 كليومتر للعبور إلى الاراضي التركية، لم يلتق بأحد في هذين اليومين.

قتل شقيقه الأكبر أحمد في هجوم بقذائف المورتر، وبعد ان طرد تنظيم الدولة الإسلامية من الموصل كشف أسراره لأخيه الأصغر الذي صعق من هول ما سمع لكنه ما انفك يفتخر بصنع أخيه.

اعلان

يشعر "عين الموصل" بحرية تامة اليوم كما قال لوكالة الأسوشيتدبرس الأميركية، كمن ألقى حملا أثقل كاهليه في احلك ظروف عاشتها الموصل وأكثرها قتامة في العصر الحديث.

في الخامس عشر من تشرين الثاني/نوفمبر 2017، كشف المدون "عين الموصل" عن اسمه الحقيقي، عمر محمد.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

الموصل من الأعلى.. ركام من الأنقاض

كم قتل من مسلحي داعش منذ بدء معركة الموصل؟

شاهد: الموصل.. الحرب مرت من هنا