منظمة اليونيسيف تؤكد استهداف الأطفال في النزاعات المسلحة

منظمة اليونيسيف تؤكد استهداف الأطفال في النزاعات المسلحة
بقلم:  Adel Dellal
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button
نسخ/لصق رابط فيديو المقال أدناهCopy to clipboardCopied

أكدت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة "اليونيسيف" ارتفاع مستوى الانتهاكات ضدّ الأطفال خلال عام 2017 وخاصة في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة. ودعت المنظمة إلى توفير الرعاية الضرورية للطفال وتجنيبهم الصراعات التي تحدث في العالم.

اعلان

أشار التقرير الأخير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" إلى أنّ الانتهاكات التي تمارس ضدّ الأطفال في مناطق النزاع حول العالم بلغت مستويات "صادمة" في عام 2017. وأكد التقرير أنّ هناك تجاهل واسع النطاق وضرب صريح وخرق للقوانين الدولية التي وضعت خصيصا لحماية الفئات الأكثر ضعفا.

مدير برامج الطوارئ بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" مانويل فونتين أكد أنّ الأطفال يستهدفون في منازلهم ومدارسهم وساحات اللعب، مضيفا أنّ "هذه الوحشية الممارسة ضدّ الأطفال لا ينبغي ان تكون الطبيعة الجديدة".

ويسلط تقرير المنظمة الأممية الضوء على العديد من مناطق النزاع في العالم مؤكدا أنّ الأطفال عانوا كثيرا خلال العام الماضي.

سوء التغذية يهدّد أطفال الغوطة في سوريا

في سوريا مثلا حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة من كارثة تقترب من أطفال الغوطة الشرقية المحاصرة في ريف دمشق وقد شهدت منطقة الغوطة عدة حالات وفاة في صفوف الأطفال بسبب عدم توفر الرعاية الطبية التي يحتاجها الأطفال.

وحسب المنظمة فإنّ أكثر من 140 طفلًا تتراوح أعمارهم بين سبعة أشهر و15 عامًا، بحاجة إلى الإجلاء الطبي الفوري، نتيجة لنقص الأغذية والأدوية أو الإصابة الناجمة عن القصف. وارتفعت نسبة حالات سوء التغذية في مدن وبلدات الغوطة بسبب الحصار وارتفاع الأسعار وعدم توفر الأدوية والمكملات الغذائية.

افريقيا بؤرة مأساة الطفولة

مآسي الأطفال في القارة السمراء لا تتوقف على غرار ما يحدث في جمهورية أفريقيا الوسطى حيث تمّ قتل واغتصاب واختطاف الأطفال، كما تمّ تجنيد المئات منهم في صفوف الجماعات المسلحة، وهو ما ضاعف في زيادة أعمال العنف بشكل كبير.

ويجد الأطفال أنفسهم في افريقيا الوسطى ضحايا أعمال عنف مروعة ومميتة، وقد أجبر القتال عشرات الآلاف من الأشخاص على مغادرة منازلهم في الأشهر الأخيرة بسبب تجدّد النزاعات بين الجماعات المسلحة في هذا البلد الذي يشهد عقودا من عدم الاستقرار منذ استقلاله في العام 1960.

كما أجبر مقاتلو جماعة "بوكو حرام" المتطرفة أكثر من 135 طفلا في مناطق شمال شرق نيجيريا والكاميرون للعمل كمهاجمين انتحاريين، وهذا العدد يمثل خمسة أضعاف الذين تمّ تجنيدهم في العام 2016.

وأكدت منظمة اليونيسيف أنّ 83 طفلا فجروا أنفسهم منذ بداية عام 2017 منهم 55 فتاة أغلبهن تقل أعمارهن عن 15 سنة، و27 طفلا، أحدهم كان رضيعا مربوطا بجسد فتاة، وقد استخدمت الجماعة المتطرفة 19 طفلا في التفجيرات التي نفذتها العام الماضي.

وضع الأطفال في السودان ليس أحسن حالا

وفي جنوب السودان، تم تجنيد أكثر من 000 19 طفل في صفوف القوات المسلحة والجماعات المسلحة. وحسب المنظمة الأممية فقد تركت الحر وسنوات انعدام الأمن والاضطرابات في جنوب اليمن تأثيرات جسيمة على ملايين الأطفال.

وأكدت المنظمة أنّ جنوب السودان يعيش في خضم مأساة تؤثر على أكثر من نصف عدد سكانه من الأطفال، منهم من يذهبون ضحايا للأمراض وسوء التغذية، في حين يتعرض البعض الآخر للتجنيد القسري وللعنف، ويفقد الملايين منهم فرصة التعليم.

وتشير الأرقام إلى أنّ حوالى ثلاثة ملايين طفل يعانون الآن من انعدام الأمن الغذائي، وأكثر من مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد. وبينما أجبر انعدام الأمن مليونين ونصف المليون شخص على مغادرة منازلهم، هنالك الآن على الأقل مليون طفل في جنوب السودان تركوا مدارسهم.

الوضع الكارثي لأطفال اليمن

أما في اليمن فقد أسفر القتال عن مقتل ما لا يقل عن 5 آلاف طفل أو اصابتهم حسب الأرقام الرسمية، ومن المتوقع أن يكون العدد الحقيقي أعلى بكثير. وقامت منظمة اليونيسيف مؤخرا بنقل حوالى ستة ملايين جرعة من اللقاحات الأساسية لحماية ملايين الأطفال المعرضين لخطر أمراض يمكن الوقاية منها، والتي تشمل مرض الخناق المتفشي حالياً والذى أصاب بحسب التقارير أكثر من 300 شخص وتسبب في موت 35 شخصا. كما حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة من أن أطفال اليمن يواجهون تهديدا ثلاثيا يجمع بين الأمراض وسوء التغذية والعنف، وعلى هذا الأساس فقد دعت مجددا جميع الأطراف بأن تسمح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى جميع موانئ اليمن، البرية والبحرية والجوية منها، دون عوائق، وأن تسهّل توزيع المساعدات المنقذة للحياة للأطفال داخل البلاد.

أطفال الروهينغا و"الموت الممنهج"

كما عانى الأطفال المسلمون من الروهينغا في ميانمار من "أعمال عنف مروعة وواسعة النطاق" بعدما ترحيلهم القسري من منازلهم في ولاية راخين. وأشارت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة إلى أنّ ربع الأطفال دون سن الخامسة من اللاجئين الروهينغا المسلمين الذين فروا إلى بنغلادش يعانون مستويات سوء تغذية باتت تمثل تهديداً لحياتهم.

وحسب دراسة أجرتها المنظمة بين 22 أكتوبر-تشرين الأول و27 نوفمبر-تشرين الثاني وخلصت إلى أن 25% من الأطفال الصغار الموجودين في مخيمات اللاجئين في بنغلادش يعانون سوء تغذية حاداً ضمن أمراض أخرى. وعلى ما يبدو فحوالى نصف الأطفال الذي شملهم الاستقصاء يعانون فقر الدم، ونحو 40% يعانون الإسهال، ونحو 60% يعانون التهاباً رئوياً حادا.

شبح الألغام يترصد بأطفال أوكرانيا

كما حذرت منظمة الأمم المتحدة لحماية الطفولة من التهديدات التي تترصد الأطفال في شرق أوكرانيا حيث اشارت إلى أنّ أكثر من 220 ألف طفل مهددون بانفجار ألغام وعبوات ناسفة في اية لحظة في المناطق الشرقية من أوكرانيا، والتي تعتبر من أكبر المناطق المزروعة بالألغام في العالم.

وأوردت المنظمة في تقريرها أن "النزاع الدامي بين الجيش الأوكراني والمتمردين شرق أوكرانيا عرّض للخطر 220 ألف طفل يعيشون ويلعبون ويذهبون إلى المدرسة في مناطق مزروعة بكمية هائلة من الألغام المضادة للأشخاص وغيرها من المتفجرات.

اسم الصحفي • Adel Dellal

المصادر الإضافية • تقرير منظمة اليونيسيف

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

تقرير: طفلان من كل 5 أطفال في الشرق الأوسط يعيشان بالقرب من مناطق المعارك والأماكن الخطيرة

وضعية أطفال "الروهينغا" في خطر حسب منظمة اليونيسيف للطفولة

أنجلينا جولي تلتقي اطفالا سوريين لاجئين خلال زيارتها للبنان