احتجاجات إيران.. بين عامي 2009 و2017 ما الذي تغير؟

احتجاجات إيران.. بين عامي 2009 و2017 ما الذي تغير؟
Copyright 
بقلم:  Mohammed Shaban مع وكالات
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

بين احتجاجات عام 2009، أو ما تعرف باسم "الثورة الخضراء"، في إيران، والاحتجاجات الحالية، عديد الاختلافات، بينها ما هو جوهري.

مع دخولها اليوم السادس، يبدو أن مظاهرات الشعب الإيراني مستمرة وآخذة بالتوسع، على رغم التهديدات وعمليات القمع التي تواجهها.

ولأول مرة، منذ حوالي ثمان سنوات، تشهد الجمهورية الإسلامية مظاهرات واحتجاجات بهذا الحجم.

لكن، يمكن للمرء الوقوف عند عديد الاختلافات، ومنها ما هو جوهري، بين الاحتجاجات الحالية وتلك التي أعقبت الانتخابات الرئاسية، عام 2009.

حجم المظاهرات والمتظاهرين والتوزع الجغرافي:

اعلان

في مظاهرات عام 2009، والمعروفة باسم "الثورة الخضراء"، تركزت المظاهرات في المدن الكبرى؛ مثل العاصمة طهران (التي انطلقت منها الاحتجاجات) وتبريز وأصفهان.

فيما تمتد المظاهرات الحالية، التي انطلقت من مشهد، عبر أكثر من 30 مدينة وبلدة، وبعضها تشهد أكبر المظاهرات، على رغم أن أحدا لم يسمع بها من قبل، مثل إيزه وشيديغان وماهداشت.

الأهداف والشعارات..

عام 2009، كانت مطالب المتظاهرين، والذين بغالبيتهم من "الطبقة المتوسطة"، سياسية، وتركزت حول إعادة إحصاء أصوات المنتخبين، لكن، دون المطالبة بتغيير الحكومة.

في حين أن اليوم، وبعد 39 عاما على الثورة الإيرانية، يطالب المحتجون بتغيير النظام، ودفعت المعضلة الاقتصادية الناس للنزول إلى الشوارع، حيث وصلت الفروق الطبقية في المجتمع الإيراني إلى أعلى مستوياتها.

وبالحديث عن الفروقات الطبقية، يمكن إحالة الأمر إلى عدة أسباب، منها الفساد وسوء إدارة موارد البلاد، إلى جانب تغول الأجهزة العسكرية في الشؤون الاقتصادية، ما انعكس على تعاظم حجم المظاهرات واتساع رقعتها الجغرافية، يوم إثر آخر.

أما بالعودة إلى ثورة عام 1979، فكان أحد أهم شعاراتها يدور حول دعم المهمشين والمقموعين في المجتمع، الأمر الذي منح ذريعة للسلطات الإيرانية في مواجهة احتجاجات عام 2009، إذ شوهت سمعة المعارضين آنذاك بوصفهم "ميسوري الحال".

في احتجاجات الراهن، غالبية المشاركين هم من القرى والبلدات البعيدة المهمشة، وأمام هذه "الظاهرة" الجديدة، يجد المسؤولون الإيرانيون نوعا من "التخبط" في مقاربتها، وهو ما انعكس في تصريحاتهم.

القيادة والمحرك..

في الأيام الأولى من الاحتجاجات الحالية، اعتمد المتظاهرون على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة شبكة "تيليغرام"، لذلك، عمدت السلطات إلى حجبها، بل وتعطيل الانترنت لعدة ساعات. علاوة على ذلك، ليس لهذه قيادات سياسية أو حزبية.

كما أنه، وبحسب وزارة الداخلية الإيرانية، اُعتقل حتى اليوم أكثر من 450 شخصا، تتراوح أعمار غالبيتهم بين 20 و25 عاما، أي أنهم من الفئة العمرية الشابة، وبالتالي، من الصعب التنبؤ بما هو آت.

فيما كانت قيادات عام 2009 واضحة ومعروفة، كان منهم مرشح قوى المعارضة مير حسين موسوي، إلى جانب المئات من الحركة الإصلاحية، من صحفيين وسياسيين، بمن فيهم شقيق الرئيس السابق، محمد خاتمي.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

روسيا تؤكد أنّ ما يحدث في إيران مسألة داخلية

الاحتجاجات في إيران بين المحرض والمراقب

أول شحنة من طائرات سوخوي "سو-35" الروسية ستصل إلى طهران في غضون أيام