القضاء يبرىء جواد بن داوود "مؤجر داعش".. المهرج الذي أضحك الضحايا بسذاجته!

القضاء يبرىء  جواد بن  داوود "مؤجر داعش".. المهرج الذي أضحك الضحايا بسذاجته!
بقلم:  Euronews
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

برأت محكمة بباريس اليوم الأربعاء جواد بن داوود من تهمة إيواء اثنين من منفذي اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، في حين كان الادعاء طلب له عقوبة السجن أربع سنوات. ورات المحكمة أنه "لم يثبت أن جواد بن داوود وفر مأوى لإرهابيين".

اعلان

برأت محكمة بباريس اليوم الأربعاء جواد بن داوود من تهمة إيواء اثنين من منفذي اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015، في حين كان الادعاء طلب له عقوبة السجن أربع سنوات. ورات المحكمة أنه  "لم يثبت أن جواد بن داوود وفر مأوى لإرهابيين".وكان جواد بن داوود يواجه عقوبة بالسجن ست سنوات لاتهامه بإيواء عبد الحميد أبا عود أحد المخططين المفترضين لهجمات نوفمبر الإرهابية وشريكًا آخر له.وجاء هذا الحكم لينهي أول قضية متصلة بهجمات باريس وضاحية سان دوني الدامية في نوفمبر 2015 التي خلفت 130 قتيلاً.

قرار محاكمة  جواد بن داوود،31 سنة،  أثار العديد من التساؤلات وهو الذي حير بشخصيته و سلوكه الكثير من العامة ولكن أيضا من المختصين في  علم السلوك، نظرا لما تنم عنه شخصيته الغامضة من تصورات، تحير أيضا الحقوقيين. فهل هو شخص يعتبر فعلا مذنبا  فتواطأ مع مجرمين كما تقول لائحة الاتهام الموجهة بحقه أم إنه لا يعدو أن يكون منحرفا عربيدا  وتاجرمخدرات و زير نساء وصاحب سوابق ترعرع في الضواحي الفقيرة بباريس و ما قام به ينم فعلا عن جهل بما قام به؟

قبل التحدث عن ملامح شخصيته،المثيرة للضحك و القلق معا، نعرج الآن إلى لائحة الاتهام الموجهة إلى جواد بن داوود من قبل المحكمة المختصة.رئيسة الغرفة السادسة عشرة في محكمة الجنح بباريس والمتخصصة في القضايا الإرهابية إيزابيل بريفو-ديبريه  ستعلن هذا الحكم المنتظر بترقب شديد لتبت ما بين إدانة المتهم أو تبرئته.

ماذا فعل جواد بن داوود من جرم بنظر العدالة؟

انطلقت محاكمة بن داوود في 24 كانون الثاني/يناير الماضي.ويتهم جواد بن داوود بإيواء اثنين من منفذي هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 .ويحاكم وصديقه محمد سوما بتهمة "إيواء مجرمين إرهابيين"، ويواجهان إمكان الحكم عليهما بالسجن لست سنوات. فقد استضاف في شقته اثنين من منفذي اعتداءات باريس أحدهما العقل المدبر عبد الحميد أباعود.

عبد الحميد أباعود.

 لكن بن داوود ينفي علمه بأنهما إرهابيان ويصر منذ بدء المحاكمة "لم أكن على علم بشيء".دحض محامو الضحايا ما أشاروا إليه بـ"أكاذيب" المتهمين. إذ اعتبروا أن بن داوود كان يعلم دون شك بأن إرهابيين كانوا فارين من العدالة بعكس ما يدعي. كما أنه أجرى اتصالا هاتفيا لأكثر من ثلاث دقائق مع حسنة بولحسن عندما كانت مختبئة مع أباعود وجهادي آخر يدعى شكيب عكروه.ويُذكر أن أباعود وحسناء بولحسن قريبة أباعود وشخص ثالث لم يتم التعرف على هويته للآن، قتلوا خلال مداهمة هذه الشقة في ضاحية سانت دينيس في باريس لـ18 من نوفمبر/ تشرين الثاني.وأجر بن داود، وهو تاجر مخدرات، احدى شققه الواقعة في شمال باريس للعنصر البارز في تنظيم الدولة الإسلامية عبد الحميد أباعود وشريكه شكيب عكروه.

ماض إجرامي وسوابق عدلية ممهورة بقضايا الإجرام

  • تسعى المحكمة تحديد ما الذي كان يعرفه بن داود صاحب السوابق، عن الشخصين اللذين استضافهما. وهو الذي قضى في السجن ثماني سنوات لإدانته بقتل رجل بسبب هاتف خلوي. وأطلق سراحه في 2013.كشفت صحيفة « لوبريزيان » الفرنسية أن « جواد بن داود »، سبق وأن تردد على جهاديين معتقلين بالسجون خلال فترة اعتقاله بسجن » فال دور ويل »، مابين سنتي 2010 و 2013، بعد إدانته بتهمة القتل العمد.وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن « جواد بن داود » سبق له وأن التقى داخل السجن بـشخص يدعى « كاسي كراب »، أحد أفراد خلية « أنصار الفتح »، المقربة من الجماعة الإسلامية المسلحة « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » بالجزائر، وأحد المشتبه بهم في الضلوع في أحداث « ميترو » باريس سنة 1995.وأضافت « لوبريزيان » أن علاقة « جواد بن داود » بـ »كاسي كراب » استمرت خارج أسوار السجن، حيث سجل اسمه ضمن نشطاء صفحة على الموقع الاجتماعي « فايسبوك » تنشط في نشر مقاطع فيديو تحرض على الإرهاب وتنشر صور لإرهابيين يتدربون في مناطق مختلفة.

جواد مهرج متهم بالإرهاب..أضحك عائلات ضحايا والحضور

تحولت تصريحات جواد إلي مادة ساخرة وهناك من قام بإنشاء حساب علي موقع التواصل الاجتماعي تويتر، تحت اسم " الرجل الذي يؤوي عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية "، يقوم من حين لآخر بنشر تغريدات ساخرة.

وصف  محامي الدفاع عنه كزافييه نوغيراس  شخصية الرجل مؤجر داعش بأنه «الشخص الذي أضحكنا بعد بكاء مرير».فالمتهم  أوضح في غير ما مرة  أنه كان فقط يحاول جني الأموال وأنه زير نساء يتعاطى مادة الكوكايين، وليس متدينا أصوليا.وأوقف بن داود بعد قليل، إثر تعليقات أدلى بها لصحافيي وكالة فرانس برس وتلفزيون بي إف إم تي في، موضحا أن عملية الاقتحام جرت في شقته. وتصريحاته الساذجة جعلته محط سخرية لبلد تحت صدمة أعنف هجمات في تاريخه.

تصريحات ساذجة تثير السخرية..ماذا يخفي وراءها؟

نفي  جواد بن داوود منذ 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أن يكون على علم بأن الرجلين كانا من منفذي الاعتداءات. وأكد خلال محاكمته التي بدات في 24 كانون الثاني/يناير "لم اكن أعرف أنهما إرهابيان" مضيفا "لما كنت آويت أرهابيين ولو لقاء 150 ألف يورو".وبات كلامه مدار تهكم بعد أكثر الهجمات دموية في فرنسا منذ الحرب العالمية الثانية، مثيرا تعليقات سخرت من سذاجته على الانترنت.

حتى أن وسائل الإعلام باتت تجمع "أفضل الجمل" التي تفوه بها بن داوود مثل لقائه مع جرذ في سجن فريزن (الضاحية الفرنسية) وحديثه مع رئيسة المحكمة "سيدتي أنت قاضية ولن أعتبرك غبية" أو وصفه لليلة 17 تشرين الثاني/نوفمبر عندما كان يأكل شريحة "اسكالوب" والجهاديين في شقته.

تعليقات ساذجة

أدلى بن داود بتعليقاته في حديث لتلفزيون بي.اف.ام عندما كان عناصر الأمن يطوقون شقته في حيث سان دوني شمال باريس.وقال "طلب أحدهم مني معروفا، وساعدتهم" مضيفا ان كل ما كان يعرفه هو أنهما من بلجيكا ويريدان الماء ومكانا للصلاة.وأضاف بن داود الذي كان يرتدي سترة جلدية وشعره ممشط بالجل إلى الخلف وعلى عينيه نظارتان، "طُلب مني استضافة شخصين لثلاثة أيام وقمت بالمعروف. لو كنت أعرف هل تظن أنني كنت سآويهما؟"كان جواد قد قال سابقًا لقناة BFMTV إنه لم يقم سوى بإسداء خدمة لأشخاص طلبوا تاجير شقته المفروشة في منطقة سان دوني لثلاثة أيام , وأضاف أنه لم يكن يعتقد أنه سيجد نفسه في موقف حرج بعدما تحوّل إلى هدف للتحقيقات الفرنسية،.وأشار جواد إلى أنه قال لهم إن الشقة لا تتوّفر فيها أغطية، فأجابوه: "لا بأس، نحن نريد فقط الماء لأجل الوضوء"

نكات عبر الأنترنت

قد تحول جواد لمادة ساخرة لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بسبب لكنته الفرنسية "وسذاجته ". أثارت تعليقاته النكات على الانترنت وسخر المستخدمون لعدم وجود الفضول لديه لمعرفة ضيوفه، فيما كانت تجري عملية بحث واسعة عن الجهاديين.وأطلقت الصحافة على بن داود لقب "صاحب الملك الداعشي" بل إن محامي الدفاع عنه وصفه "بالشخص الذي أثار ضحكنا بعد البكاء كثيرا".لكن جواد بن داود أكد في إفادته الأخيرة خلال المحاكمة "أراهن بـ80 بالمئة أنني سأدان. هناك الرأي العام، عائلات الضحايا".

اعلان

لا يفرق بين قنبلة و رمانة؟

في إحدى إفاداته قال جواد بن داوودسمعت في البداية كلمة قنبلة في أحاديثهم لكنني كنت أعتقد أنهم يتحدثون عن فاكهة الرمان وذلك لأن كلمة قنبلة بالفرنسية تحمل النطق نفسه لكلمة "الرمان"هكذا قال الشاب جواد بن داوود الذي أجر شقته في باريس لعبد الحميد أباعوض وعدد من المشتبه بهم في تنفيذ هجمات باريس .

.أصداء واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي حيث يتم تناقل كل جملة يقولها المتهم في غضون دقائق. وكل يوم يتهافت طلاب القانون وفضوليون من أجل الدخول إلى القاعة حيث يتم إعادة بث وقائع المحاكمة في قصر العدل بباريس.والمفارقة أن محاكمة الناجي الوحيد من منفذي هذه الاعتداءات صلاح عبد السلام انطلقت الاثنين الماضي ببروكسل ومثل فيها الأخير مع شريك له بتهمة التورط المفترض في تبادل لإطلاق النار مع شرطيين في 15 آذار/مارس 2016 في بروكسل قبل ثلاثة أيام على توقيفه.وستسعى المحكمة في باريس لاتخاذ قرار حول ما إذا كان بن داود متواطئا حقا في مساعدة الرجلين على الاختباء آو ما إذا كان متورطا دون علم.

شخصية جواد بن داوود المثيرة للسخرية،تعد مفتاحا اساسيا لفهم القضية التي يتهم بشأنها، وهي بلا شك و إن كانت تثير حفيظة بعضهم و توغر صدر كثير من عائلات الضحايا فإن قضاة التحقيق و المحققين كما رؤساء الجلسات إنما يعتمدون ما يصرح به و ما يقوله أمامهم او في غيابهم، مفتاحا أساسا يسهم إسهاما كبيرا في إصدار الحكم القضائي بشأنه. لكن لا ندري إذا ماكان ما يصرح به جواد بن داوود من تعليقات تنم عن سذاجة يخفي وراءه استراتيجية محكمة لإخفاء الحقيقة؟ تلك قضية لا يدرك كنهها و يسبر أغوار حقائقها..سوى جواد بن داوود..وحده ..ووحده فقط..ليس إلا

المصادر الإضافية • عيسى بوقانون

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

لماذا يضرب الارهاب أوروبا؟

استياء لدى المسلمين بعد تأخر استخدام عبارة" هجوم ارهابي" في حادث دهس المصلين

17 أكتوبر 1961: "مجزرة الجزائريين" في باريس تعود إلى السطح وفرنسا تدرس تخصيص يوم لإحياء الذكرى