فنانون مغاربة يواجهون صعوبات للحصول على تأشيرة "شنغن"

جوازا سفر مغربي وجزائري وتأشيرة دخول إلى منطقة شنغن
جوازا سفر مغربي وجزائري وتأشيرة دخول إلى منطقة شنغن
Copyright 
بقلم:  Euronews مع تحرير: محمد شعبان
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

يعاني فنانون في المغرب العربي من الوصول إلى الدول الأوروبية في منطقة شنغن بسبب تأشيرة الدخول، الأمر الذي يعطل عروضهم أو أعمالهم.

قبل أيام، نشرت ماريا ضيف، مديرة "الأوزين"، (مركز للإبداع الفني في الدار البيضاء بالمغرب)، رسالة مفتوحة عبر صفحتها على "فيسبوك"، أعلنت فيها رفضها السفر إلى بلجيكا، تلبية لدعوة بالمشاركة في مؤتمر عن الرقص المعاصر، في المركز البلجيكي للفنون "موسم"، فيما وضحت أن رفضها للذهاب يعود للصعوبات المتزايدة التي يواجهها الفنانون المغاربة في الحصول على تأشيرات دخول إلى بروكسل، وإلى أوروبا عموما.

"رحلة كافكاوية"..

اعلان

ومما جاء في ما كتبته ضيف، "طوال الأسبوع، تحدثنا عن تأشيرات الدخول المرفوضة لفنانين وصحفيين (...) والجهود المبذولة من أجل أن عبور الفنانين للحدود، من أجل العمل وتبادل الأفكار".

ووصفت ضيف طلب التقدم للحصول على تأشيرة دخول بـ"الرحلة الكافكاوية"، (إشارة إلى الكاتب التشيكي فرانز كافكا)، وبأن دخول منطقة شنغن الأوروبية كان "أقل صعوبة من اليوم"، وبأنها لم تعد تشعر بأنها مرحب بها.

كما جاء في منشور ضيف، "تمكنا مؤخرا من الحصول على تأشيرة لأربعة من الراقصين المدعوين بفضل تدخل القنصل الفرنسي في الدار البيضاء، لكن هذا ليس حلا على المدى الطويل".

المشكلة "هيكلية"..

منشور ضيف لاقى تفاعلا كبيرا. على الضفة الأخرى من المتوسط، وفي بلجيكا تحديدا، نشر محمد إكوبان، مدير المركز البلجيكي للفنون "موسم"، مقالا بعنوان "القلعة الأوروبية تغلق أبوابها أمام تداول الأفكار"، قال فيه: "بذلت القنصلية البلجيكية (في الدار البيضاء) قصارى جهدها لتسهيل تنظيم هذا الحدث (...) ولكن في كل مرة، الأمر ذاته: المشكلة عامة وهيكلية".

بعض وسائل الإعلام أيضا تفاعلت مع القضية، من بينها صحيفة "لوموند" الفرنسية، التي نشرت مقالا مطولا حول الموضوع، تناول صعوبة التنقل للجميع، بما فيهم الفنانين، خاصة خلال السنوات الأخيرة، مع تشديد قواعد الدخول إلى منطقة شنغن، بالإضافة إلى اعتماد العديد من الحكومات الأوروبية على شركات خاصة لمتابعة ودراسة ملفات طلبات التأشيرة.

إلى جانب ذلك، تشير الصحيفة إلى العدد الكبير من الوثائق المطلوب إرفاقها مع طلب التأشيرة، من دليل على العمل أو الدراسة أو البيانات المصرفية، وغيرها، ناهيك عن التكلفة الكبيرة لتقديم الطلب، والتي تقدر بمئتي يورو. علاوة على كل هذا، في عدد من البلدان، من الصعب جدا الاعتراف بوضع الشخص كـ"فنان".

الفجوة بين النص والتطبيق..

بالمقابل، تتحدث الصحيفة عن سهولة الأمر عندما يكون معاكسا، أي سهولة الدخول إلى المغرب، وهنا تنقل عن إكوبان قوله: "سياسة التقييد التي تتبعها منطقة شنغن تجعل من كل طالب تأشيرة دخول مهاجرا غير شرعي أو إرهابيا محتملا. هناك العديد من المثقفين الذين يرفضون السفر هذه الأيام، لتجنب هذا الموقف المهين".

الصعوبات تواجه مواطني بلدان المغرب العربي والشرق الأوسط، بشكل خاص، بسبب السياسات الأمنية العالمية، إلا أنها تؤثر في جميع بلدان الجنوب.

في هذا السياق، تشير الصحيفة إلى بحث يتناول اتفاقية "التنوع الثقافي" التي اعتمدتها منظمة الأونيسكو عام 2005، حيث يظهر الفجوة بين النص والتطبيق. إذ تنص المادة رقم 16 من الاتفاقية على أن تمنح الدول الشمالية "صفة تفضيلية" لفناني الدول الجنوبية، ليتمكنوا من السفر، فيما يشير البحث إلى "تزايد حجم الفجوة بين النوايا والمؤسسات الثقافية والسلطات".

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

القنصلية الفرنسية بوهران تكشف عن إجراءات جديدة للحصول على التأشيرة

دليل الطالب العربي الباحث عن منحة للدراسة بأوروبا

المغرب "دولة آمنة" للسياح الأميركيين أما الجزائر فليس كلّها