صفقات بالمليارات وقضايا شائكة تنتظر محمد بن سلمان في الولايات المتحدة

محمد بن سلمان يصل إلى واشنطن
محمد بن سلمان يصل إلى واشنطن
Copyright 
بقلم:  Ahed Alkalls
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

هي أول زيارة للأمير السعودي إلى واشنطن بوصفه وليا للعهد وتكتسي أهمية اقتصادية واستراتيجية للبلدين.

اعلان

التقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقوم بزيارة عمل إلى واشنطن. وخلال اللقاء أشاد ترامب بالصداقة الكبيرة التي تجمعه بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مؤكدا أنّ العلاقات الأميركية-السعودية ربما تكون أفضل في الوقت الحالي من أي وقت مضى.

وحسب وكالة الأنباء السعودية، يزور ولي العهد السعودي الولايات المتحدة الأميركية بشكل رسمي بناء على توجيهات العاهل السعودي كما يلتقي قادة من الكونغرس ومسؤولين في البنتاغون والخارجية الأميركية، قبل أن يتجه الخميس إلى محطته الثانية في نيويورك، حيث يجتمع بمستثمرين في شارع الأعمال "وول ستريت"، فضلا عن لقاء يجمعه بالأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش. وتشمل جولته مدنا أمريكية أخرى للقاء مسؤولين عن كبار شركات التكنولوجيا مثل غوغل وآبل.

العلاقات في أفضل حالاتها

شهدت العلاقات السعودية الأميركية تحسنا ملحوظا منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض مطلع العام 2017. إذ يتشارك الطرفان وجهات نظر متقاربة حول عدد من القضايا الأساسية في الشرق الأوسط، وعلى رأسها معارضة الدور الذي تلعبه إيران في المنطقة. وقد زار ترامب الرياض في أول جولة خارجية له بعد تولي منصب الرئاسة، وأكد على أن أمن السعودية أولوية بالنسبة لبلاده.

وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الاثنين خلال تصريح صحافي من واشنطن "علاقاتنا مع الولايات المتحدة لم تكن أفضل مما هي عليه اليوم"، مشيرا إلى أن وجهات النظر "متشابهة" إزاء العديد من الملفات في المنطقة مثل اليمن والتوافق حول الدور السلبي لإيران.

صفقات سلاح وتبادل تجاري

اعتبر مسؤول رفيع من إدارة الرئيس ترامب أن "أمن المملكة العربية السعودية أولوية بالنسبة للولايات المتحدة". وأوضح بالقول: "خلال الأشهر التسعة الماضية، وافق الكونغرس على بيع أسلحة بقيمة 54 مليار دولار أميركي إلى المملكة، وتابعت وزارة الدفاع عدة برامج لبناء قدراتها وإمكانياتها".

وعن أهمية العلاقات التجارية بين البلدين أوضح المسؤول: "تعد السعودية ثالث أكبر مَصْدَرٍ للاستثمارات الأجنبية في الولايات المتحدة من الشرق الأوسط، بعد إسرائيل والإمارات، بقيمة بلغت 12.3 مليار دولار في العام 2016، ودعمت أكثر من 10 آلاف وظيفة أميركية".

وأوضح المسؤول أن أحد أسباب زيارة ولي العهد ستكون: "من أجل دعم صفقات تجارية مع الشركات الأميركية، بقيمة تصل إلى 35 مليار دولار، من شأنها أن تخلق 120 ألف وظيفة جديدة في أميركيا".

ويُنتظر أن تستثمر السعودية في البنية التحتية الأميركية، بقيمة 20 مليار دولار، رقم من الأهمية قد يجعل من هذه الاستثمارات "أولوية إدارية" بالنسبة للمسؤولين في واشنطن.

الحرب في اليمن

وسيكون اللقاء مع أعضاء في الكونغرس فرصة للسعودية لتوضيح رؤيتها تجاه الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات في اليمن، والتي أزهقت آلاف الأرواح. وقد تعالت أصوات أميركية مؤخرا تندد بالدور السعودي في هذه الأزمة، إذ يعتزم أعضاء من الكونغرس الحدّ من الدعم العسكري الأميركي للرياض بسبب النزاع اليمني.

ويشكل هذا الصراع واحدا من أكثر الملفات تعقيدا في المنطقة بالنسبة لواشنطن التي تسعى إلى إنهاء الحرب الأهلية اليمنية، باعتبارها تشكل مرتعا خصبا لنمو جماعات متطرفة تابعة لتنظيمي القاعدة وما يسمى بـ "الدولة الإسلامية" في شبه الجزيرة العربية.

وعن توجه إدارة ترامب في هذا الإطار، أوضح المسؤول الأميركي: "دون التوصل إلى حل لإنهاء الحرب اليمنية فإن أفضل ما يمكننا القيام به هو التهدئة". وأضاف: "دعمنا للتحالف الذي تقوده السعودية متواضع جدا. لأن أولويتنا تبقى في إيجاد طريق لحل الأزمة".

للمزيد:

ترحيل العمال اليمنيين من السعودية سيدفع بهم إلى أحضان الحوثيين والقاعدة

الاتفاق النووي مع إيران

وسيجري التطرق خلال الاجتماع مع الرئيس الأميركي إلى الاتفاق النووي الذي عقدته القوى الكبرى مع إيران في عام 2015، وسيستمع ترامب إلى "وجهة نظر ولي العهد فيما يتعلق بانعكاسات هذا الاتفاق على المنطقة"، بحسب ما قال المصدر من البيت الأبيض.

وكان الجبير وجّه الإثنين مجددا انتقادات إلى الاتفاق الدولي النووي مع إيران، واعتبر أنه يحتوي على "نواقص".

ويشكل الاتفاق النووي الإيراني مصدر قلق كبير بالنسبة لحليف أميركي استراتيجي آخر في المنطقة، هو إسرائيل. وقد تباحث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع ترامب في هذا الصدد، خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية مطلع آذار/مارس الجاري.

ويندد الزعيمان بالاتفاق منذ وقت طويل ويبرران ذلك بأن الاتفاق قصير الأجل ولا يشمل بنودا حول برنامج إيران للصواريخ البالستية أو دعمها لمسلحين مناهضين لإسرائيل في المنطقة. وسبق لنتنياهو أن وصف الاتفاق بـ "الخطأ التاريخي".

للمزيد:

اعلان

محمد بن سلمان: سنطوّر قنبلة نووية إذا قامت إيران بذلك

ما أبرز الملفات المطروحة على مائدة مباحثات ترامب ونتنياهو؟

الأزمة الخليجية

وأوضح المسؤول البارز في الإدارة الأميركية أن: "البيت الأبيض سيضغط على السعوديين من أجل حل النزاع مع قطر" التي تستضيف إحدى أكبر القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، على أمل التوصل إلى توافق قبل انعقاد قمة خليجية قد يستضيفها الرئيس ترامب قريبا في كامب ديفيد.

وأوضح المسؤول بالقول: "الهدف ليس تغليف النزاع، بل إدراك أهمية إيجاد حل يتيح وحدة دول التعاون الخليجي". فالولايات المتحدة الأميركية تؤكد دائما على أهمية "بناء مجلس التعاون الخليجي على أرضية صلبة، يمكن على أساسها المضي قدما في العديد من المجالات".

يشار إلى أن زيارة وليّ العهد إلى الولايات المتحدة، تأتي في وقت تشهد فيه السعودية تحولات على المستوى الاجتماعي والاقتصادي يشرف عليها بنفسه، كرفع الحظر على قيادة النساء للسيارات، وحملة مكافحة الفساد.

اعلان
شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

محمد بن سلمان: الموت وحده يحول بيني والحُكم

ترامب يجتمع مع بن سلمان وتميم وبن زايد في ظل عدم تفاؤل أمريكي بحل الأزمة الخليجية

محاكمة ترامب "التاريخية".. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحلّفين في قضية إسكات ممثلة إباحية