استعادت الولايات المتحدة الأمريكية جثمان ملازم طيار سقطت طائرته في فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية.
كان مارك كوش في سن الثانية عشرة عندما شاهد طائرة مقاتل أمريكي، خلال الحرب العالمية الثانية، تسقط في مزرعة عائلته، شمال فرنسا.
الطائرة، من طراز "بي 47 ثاندربولت"، تحطمت في قرية بويشور، (30 كم جنوب دانكيرك)، قبل يوم واحد من بدء عملية الإنزال في نورماندي، عام 1944، أو ما تعرف باسم "دي داي"،
عن ذلك اليوم، يتذكر كوش: "سمعنا صوت انفجار، إثر ذلك، شاهدنا اللهب يرتفع أربعة أو خمسة أمتار".
من حينه، لم تستعد الحكومة الأمريكية لا حطام الطائرة ولا جثة الطيار، الملازم فرانك فازيكاس، حيث أعلن المسؤولون إنها غير قابلة للاسترداد.
وقتئذ، كان فازيكاس بسن الثانية والعشرين، وترك بعد موته زوجة شابة وطفلا. وعلى مدى 70 عاما، بقي جثمانه في مقبرة مؤقتة، ووضعت عليه علامة، من أجل استخدام الأرض في الزراعة من حوله.
لقاء الابن والشاهد
وبقي الأمر على هذه الحال، إلى أن اقتفى باحثون من جامعة "ويسكنسن" آثار الملازم في منطقة بويشور، ضمن مخطط، بالتعاون مع وزارة الدفاع، لاستعادة الرجال والنساء المفقودين.
بالنسبة إلى ابنه، فازيكاس الصغير، فلطالما اعتقد أن جثمان والده مدفون بمقبرة في بلجيكا، وعام 2015، خطط لدفن رماد جثمان أمه في نفس القبر.
وبفضل جهود الباحثين، تم تحديد مكان جثمان فازيكاس، وتمكن ابنه من زيارة بويشور حيث يرقد الجثمان.
كما التقى فازيكاس الابن وكوش، الرجل الذي يشهد على اللحظات الأخيرة من حياة الملازم، والذي مازال يعيش على بعد 100 متر من مكان تحطم الطائرة.
وعن الزيارة، يقول الابن: "استقبلني كوش بحرارة وكرم كما لو أني فرد من العائلة. الأمر مدهش، فقد قدم لي معلومات لم يقلها لي أحد من قبل".
للمزيد: اللوفر يعرض أعمالا فنية نهبها النازيون أملا في العثور على أصحابها الأصليين
مركز فازكاس الثقافي
وفي أيار/مايو الماضي، أطلقت قرية بويشور اسم "مركز فرانك فازكاس الثقافي" على أحد مبانيها.
وبعد عمليات بحث وتنقيب، بين عامي 2016 و2017، عاد جثمان الملازم إلى وطنه، ليرقد بجانب رماد زوجته، بولاية فرجينيا.