بالفيديو: هجوم كيماوي على آخر جيب للمعارضة السورية في الغوطة الشرقية
أفاد عمال إنقاذ ومنظمة طبية بوقوع هجوم كيماوي على مدينة دوما الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية في الغوطة الشرقية، ما أسفر عن مقتل العشرات فيما قالت واشنطن إن التقارير إذا تأكدت ستتطلب ردا دوليا فوريا.
وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية وهي منظمة إغاثة طبية إن 49 شخصا قتلوا بينما ذكرت تقارير أخرى أن عدد القتلى أعلى بكثير. وقال الدفاع المدني السوري، الذي يعمل في مناطق المعارضة، على أحد حساباته على تويتر إن عدد القتلى يصل إلى 150.
ونفت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا شن أي هجمات كيماوية فور انتشار التقارير مساء السبت وقالت إن مقاتلي المعارضة في مدينة دوما في حالة انهيار وينشرون أنباء كاذبة.
ونشر ناشطون من دوما صورا ومقاطع مصورة لأطفال ونساء فارقوا الحياة داخل منازلهم، وقالوا إنهم ضحايا الهجوم الكيمياوي. ويصعب على يورونيوز التحقق منها أو نشرها بسبب قسوتها.
وأظهر فيديو نشره نشطاء نحو 12 جثة لأطفال ونساء ورجال وعلى أفواه بعضهم رغوة. وسمع في الفيديو صوت يقول "مدينة دوما 7 أبريل... هناك رائحة قوية هنا".
الولايات المتحدة تتوعد بـ "رد دولي"
وصفت وزارة الخارجية الأمريكية السبت التقارير حول سقوط ضحايا بأعداد كبيرة في هجوم كيماوي مزعوم على مدينة دوما بالغوطة الشرقة بـ "المروعة"، وقالت إنها إذا تأكدت فإنها تتطلب ردا دوليا.
وانتزعت الحكومة السورية السيطرة على الغوطة الشرقية كلها تقريبا من مقاتلي المعارضة في هجوم بدأ في فبراير/ شباط وظلت دوما في أيدي جماعة جيش الإسلام.
واستأنفت قوات الحكومة السورية المدعومة من روسيا الهجوم بعد ظهر يوم الجمعة بضربات جوية كثيفة في أعقاب هدوء استمر لأيام.
للمزيد حول الموضوع:
- الجيش السوري يسعى لإكمال نصره العسكري بالهجوم على اخر جيب للمعارضة في الغوطة
- مقتل 30 مدنيا في غارات لطائرات النظام السوري على دوما
- شاهد بالفيديو أضخم أنفاق مسلحي المعارضة في الغوطة الشرقية
تضارب في أعداد الضحايا وطبيعة الهجوم
وقالت الجمعية الطبية السورية الأمريكية إن قنبلة كلور أصابت مستشفى في دوما مما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإن هجوما ثانيا باستخدام الغازات ومنها غاز الأعصاب أصاب مبنى مجاورا قتل فيه العشرات.
وفي حديث عبر الهاتف، قال باسل ترمانيني نائب رئيس الجمعية الطبية السورية الأمريكية المقيم في الولايات المتحدة لرويترز "نتواصل مع الأمم المتحدة والحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية".
فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 11 شخصا لاقوا حتفهم في دوما نتيجة للاختناق الناجم عن دخان من أسلحة تقليدية أسقطتها الحكومة. وقال إن 70 شخصا عانوا من صعوبات في التنفس. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إنه لا يمكنه تأكيد استخدام أسلحة كيماوية.
وقال المسؤول السياسي بجماعة جيش الإسلام التي تسيطر على مدينة دوما إن الهجوم الكيماوي أسفر عن مقتل 100 شخص.
النظام السوري يتهم المعارضة المسلحة بالفبركة
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن مصدر رسمي قوله "إرهابيو جيش الإسلام في حالات انهيار وأذرعهم الإعلامية تستعيد فبركات الكيماوي في محاولة مكشوفة وفاشلة لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري".
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناورت "يجب محاسبة نظام الأسد وأنصاره ويجب منع أي هجمات أخرى على الفور" وأشارت إلى هجوم بغاز السارين عام 2017 اتهم فيه الغرب والأمم المتحدة حكومة الأسد.
وأضافت "الولايات المتحدة تدعو روسيا إلى إنهاء هذا الدعم المطلق على الفور وإلى العمل مع المجتمع الدولي لمنع المزيد من هجمات الأسلحة الكيماوية الهمجية".
دوما آخر جيوب المعارضة في الغوطة الشرقية
وفي مواجهة الهزيمة، اختارت جماعات المعارضة في مناطق أخرى بالغوطة الشرقية قبول الخروج الآمن من المنطقة إلى مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة على الحدود التركية.
وغادر آلاف الأشخاص، بمن فيهم مقاتلون ومدنيون، دوما إلى شمال سوريا في الأيام الأخيرة فيما أجرى جيش الإسلام محادثات مع روسيا بشأن دوما. ويصر جيش الإسلام على البقاء في المدينة.
ويرفض جيش الإسلام سياسة الأسد التي يصفها بالإجلاء القسري من خلال نقل خصومه إلى مناطق قرب الحدود التركية.
وتعرضت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في منطقة الغوطة لهجوم كيماوي كبير في عام 2013.
وفي العام الماضي، خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم الرابع من أبريل نيسان 2017 باستخدام غاز السارين المحظور في مدينة خان شيخون الخاضعة لسيطرة المعارضة مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
للمزيد حول الموضوع:
- المعارضة السورية تتهم النظام باستخدام الكيماوي وقتل المئات
- تقرير دولي يحمل حكومة الأسد مسؤولية هجوم السارين في خان شيخون
وخلص التحقيق في السابق إلى أن قوات الحكومة السورية مسؤولة عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في 2014 و2015 وإن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية استخدموا غاز الأعصاب.
ونفت الحكومة السورية مرارا استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الصراع.