مجتمع "المثليين والمتحولين جنسيا" في لبنان يسعى للخروج الى الضوء

مجتمع "المثليين والمتحولين جنسيا" في لبنان يسعى للخروج الى الضوء
بقلم:  Randa Abou Chacra
شارك هذا المقالمحادثة
شارك هذا المقالClose Button

"مجتمع الميم" في لبنان ومحاولات الخروج الى الضوء

"كلنا بالنسوية سوا" و"الآن هو وقت التغيير" شعارات رفعتها نساء خلال مسيرة يوم المرأة العالمي التي خرجت في بيروت الشهر الماضي بعنوان "قضايانا متعددة ... غضبنا واحد".

اعلان

هذه الظاهرة في لبنان ليست الأولى التي تطالب بالعدالة والمساواة، لقد سبقتها محاولات عدة لخروج ما أطلق عليه اسم "مجتمع الميم" الى الضوء واسماع صوته والمطالبة بحقه.

ففي لبنان، كما في بقية دول منطقة الشرق الأوسط، المثلية الجنسية تعتبر شذوذاً جنسياً. ويخشى هؤلاء المثليين من نظرة المجتمع إليهم ومعاملتهم له. ففي المدرسة أو الجامعة والعمل وداخل العائلة إنهم يشعرون إما بضرورة إخفاء حقيقتهم وإما باضطهاد إذا بدت واضحة للعيان.

قبل عام تقريباً، وفي محاولة لعقد مؤتمر للجمعيات المطالبة بالمحافظة على حقوق مجتمع الميم، واجهت هذه الجمعيات (من بينها "المؤسسة العربية للحريات والمساواة" و"جمعية مرسى" و"جمعية موزاييك") والتي تدعمها هيومن رايتس ووتش، حرباً شعواء من قبل المؤسسات الدينية. وتمكنت هيئة علماء المسلمين من منع عقد مؤتمر لها تحت عنوان "وصمة عار" بعد أن حظي بموافقة رسمية.

ومن الناحية القانونية، فإن القانون بموجب المادة 534 يعتبر أن أية علاقة "خارج إطار الطبيعة" يعاقب عليها القانون بالسجن بين ثلاثة أشهر الى سنة، لكن بعض القضاة خرجوا باجتهادات تقول إن هذه المادة لا تطبق على المثليين، وأن المثلية هي ممارسة لحق طبيعي.

ورغم هذا التطور ما يزال أمام مجتمع الميم الكثير للقبول به. وتقول رجاء فرح مسؤولة العلاقات العامة في معهد دراسات المرأة في العالم العربي ليورونيوز إن "المشكلة الرئيسية هي أن الناس لا يفهمون ما هو التحول الجنسي". وتضيف أن المجتمع ورد فعل الاهل والشرطة... جميعها هذه الأمور تجعل المثليين خائفين ومنبوذين اجتماعياً.

لكن أصوات بعض هؤلاء المثليين بدأت تخرج دون خوف. ساشا إيليا إحداهن، قالت ليورونيوز إنه تم القبض عليها بتهم ملفقة واودعت السجن مرتين. ووصفت تعامل الشرطة معها بأنه يتنافى مع حقوق الانسان "لهذا السبب لا تخرج هذه النساء في النهار وينتهي بهن الامر في العمل الليلي".

نورما هي أيضاً مثلية الجنس، لكن تجربة مختلفة. لقد جاءت، كما تقول، من مجتمع محافظ مسيحي. اعتادت على مواجته فهي ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق "مجتمع الميم" مع جمعية حلم. وتقول إنه من الممكن تغيير الجنس او الاسم لكن ذلك مكلف جداً. كما يصعب اتباع علاج هورومني فهو أيضاً مكلف جداً. لكن ما هو مخيف أكثر هو القانون، فالمادة 523 من قانون العقوبات تجرم العلاقات الجنسية في غير إطارها الشرعي وتعتبر كممارسة الدعارة.

ويخضع هؤلاء المتحولون جنسياً لفحوصات شرجية للتأكد من عدم ممارستهم أية علاقة جنسية. هذا الامر لا يحدث فقط في لبنان وانما أيضاً في مصر وتونس والكاميرون وكينيا وتركمانستان وأوغندا وزامبيا، كما يشير تقرير لجمعية هيومن رايتس ووتش.

* "الميم" هو اختصار لـ: مثلي(ة)، متغير(ة)، متغير(ة) أي النوع الاجتماعي، مزدوج (ة) أي الميول الجنسية.

شارك هذا المقالمحادثة

مواضيع إضافية

مسيرة المثليين بساو باولو تتخذ موقفا سياسا من الانتخابات

الانتخابات التشريعية اللبنانية.. بين القانون الجديد "المعقد" والتوترات المحلية